18 ديسمبر، 2024 6:54 م

قادة الشيعة بين الحوار والسلاح عمار الحكيم انموذجاً

قادة الشيعة بين الحوار والسلاح عمار الحكيم انموذجاً

يعد الحوار بكافة اشكاله ومسمياته
ومصطلحاته المتعددة من لوازم الحياة وضمان استمرارها، وتتطلب لغة الحوار التعارف والتعاون والتعايش من جهة، والتمكن من لغة الحوار،وإدراك وظائفها الأجتماعية وابعادها النفسية والتربوية،والتنبه الى تأثير الكلمة وسحرها ومفعولها، واختيار الاستجابة وتنويع الأسلوب واختيار المفردات والمصطلحات،والتحقق والتمكن من لغة الآخر في الحوار معه والإحاطة بمعرفته، وذلك بالإدراك الكامل لخلفيته الفكرية وقيمه وتاريخه وحاضره، وتعد لغة الحوار عاملاً مهماً من عوامل النهوض الحضاري ورسالة الإصلاح والتنوير في المجتمعات، وتتطلب تكاتف النخبة المفكرة في المجتمع نحو تعزيز رسالته وادبياته المتحضرة، واثراء ابعاده في أطياف قضاياه المتنوعة،كما يشكل الحوار صيحة عقلانية في تفاعل الحضارات معاً في العالم اجمع، عبر ألوانه المتعددة من المناقشة والتفاكر والمثاقفة والمجادلة .

حيث يعتبر الحوار رسالة الانبياء والمرسلين حيث ان اول خطاب وحوار خطاب وتحاور الله (عز وجل) مع ابليس والملائكة،حتى اصبح التحاور سلاح الانبياء والمرسلين، والمتتبع لواقع العالم العربي فكرياً، يجده في حالة تأزم ناشئة من وأد لغة الحوار في مساحاته الفكرية المتنوعة، وامتداد فكر التأزم والتعصب والتقليد والتمذهب،و الانغلاق والحجر على العقل وازدياد الطائفيات،مما يستدعي المراجعة واعادة النظر ووضع الخطط والبرامج الكفيلة لعودة حوار الأمة الى ذاتها وإعادة مد الجسور بين أوصالها ورؤاها المبعثرة.

حيث تشكل لغة الحوار بكافة ابعاد ادبياتها واطيافها لغة انسانية عالمية منذ فجر التاريخ، والإنسان يرنو لها ويبحث جاهداً عن أمومتها في الحرية واحترام الأخر في الحياة، فهي أبجديات في النسق الفطري الإنساني، وان بقيت ساكنة في أعماقة لم تجد لها مملكة حضور الإ في مساحات صغيرة من عجلة الزمن والتاريخ.
تجتاح المجتمعات العربية اسقاطات متنوعة تخترق عوالم الزمان والمكان لتبلغ قمة المصاب في الذات العربية، حيث تتواكب عليها خطابات القيادة العليا المتواترة صباحاً ومساءً، وما على الأذن ألا الاستماع والإنصات العميق للإملاءات وإحكام إغلاق لغة الحوار، وهكذا تتوالى الإسقاطات من انعكاسات رموز القيادات الى رموز المؤسسات الى الزوج والزوجة في محضن الأسرة،مما تمخض عنه سعار تمادي حوار الطرشان من قبل طرف يملي وطرف خانع صامت مكبوت عن التعبير، فغدت لغة الحوار المتكافئة بسن الأطراف في وأد مطلق، حيث تتواتر في عالمنا العربي لغة لسان مرتفع يتكلم وأذن مستسلمة تستجيب لنداء الأمر والنهي.

وقد عول على المنابر الإعلامية في حمل تلك الرسالة وتوجيهها فكرياً في مساحاتنا الحوارية، لكن الواقع يقدم اشارات متضادة في هذا الصدد، إذ تبلغ حالة التناقض بين شعارات الحوار المعلنة أعلامياً في حل مشكلة التجافي والتباعد وتوسيع دائرة المشترك من جهة الواقع الإعلامي، حيث لأن هذا الواقع الإعلامي المتأزم يشكل مشكلة أضافية الى أزمات الحوار لأنة بصراحة يدعم تصليب التعصب والأنغلاق والتحرب والتشرنق،ويضع عراقيل في لغة التفاهم والتبادل الثقافي، وتنفي من خلاله أدبيات الحوار وأستيعاب الآخر، ويتحول بالتالي إلى مادة إعلامية تسوغ حالة تأجيج المواجهة الحادة والصراع تحت مظلة وشعارات الحوار والتفاعل الثقافي الحضاري.

امتدت فوضى الأحداث الدامية في العراق لتسع مايخطر وما لا يخطر بالبال في ظل صمت عالمي وعربي،لتطال الجريمة البشعة كل فئات المجتمع العراقي بكافة اطيافه،دون ان يسلم منها أحد، والسادي مخبئ بألف لغة ولغة والف حكاية فيما لا نهاية له من الألوان والأجساد والتماهيات، في ظل مجازر دامية لا تنتهي، وصمت سياسي محكم الأطباق في لغة التجاهل الباردة.
قيادات الشيعة السياسية اغلبها تتميز بنزعة العنف وتصعيد الخطابات الطائفية لكسب عواطف الناس ،والعسكرة ولغة السلاح، الذي (كنا بحاجة الية فترة زمنية)لكن الأستمرار بهذة العقلية الكلاسكية،هو ماجعل العراق ممزق فالأعتماد على لغة التصعيد والصدام جعل العراق منهك وشبة خاوي، فقد كان الحكيم عمار منذ دخولة اروقة العمل السياسي يدعو الى سياسية الحوار والاحتواء وتجنب الصدام لكن اغلب المتصدين للحكومات، كانو على تعمد لترك لغة الحوار واعتماد على التشنج والصدام للكسب العاطفي والمذهبي للناس، فقد طرح الحكيم مبادرة انبارنا الصامدة لأحتواء ساحات التظاهرات، وقطع اليد التي رمت التظاهرات في احضان الأرهاب ودولة الداعمة مما جعل الساحات الغربية تمثل يد للأرهاب واعوانة، والذي ساعدها منهجية تفكير الحكومات السابقة في الصدام وخلق الصراعات لكسب عواطف الناس مذهبياً للصعود بأصوات ودماء الناس الابرياء.
فقد اقترح الحكيم عمار اعطاء ٤مليارات للأنبار كبادرة حسن نية واحتوائهم والذهاب معهم للحوار على الطاولة، بدل الدول التي كانت تتربص لأستغلال الفرصة لأحتضانهم، حيث عملة الماكنة الأعلامية الى تشوية صورة المبادرة في عقول ابناء الشعب الذي كانت طريق النجاة من الحروب والدمار الذي لحق بالعراق، والتي لا يزال العراق يعاني من مخلفاتة، وبنفس الوقت اتهم عمار ب داعشي، الارهابي،الامريكي،الخليجي، لأنة ندى ودعى الى لغة الحوار التفاهم.

أن الخلافات المذهبية الذاتية والذاتية طائفياً ومذهبياً وحزبياً مسلكها خطر و وعر، ومفاوزها مهلكة دامية، لكافة الأطراف، والعقلانية تنادي الى تأكيد الوعي بتلك القضايا، وترسيخ ثقافة الحوار،واجتناب الوقوع في الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية والحزبية، كذالك اجتناب الوقوع في دسائس تلك المواجهات وحبالها الخفية، لأنها تأكل الاخضر واليابس،ونخسر فيها جميعاً.