8 أبريل، 2024 7:25 ص
Search
Close this search box.

قادة الأمة يذلونها!

Facebook
Twitter
LinkedIn

معظم قادتنا بأنواعهم ومسمياتهم يذلون وجودنا , ويهينون أنفسهم وكأنهم لا يشعرون , فهم المنومون السكارى بصهباء الكراسي اللذيذة الصافية.

قادتنا الذين تبجحوا بالثوريات والعنتريات إنتهوا إلى مآلٍ مهين , سواء في العراق , ليبيا , اليمن وغيرها من الدول التي تأسد فيها الأشخاص وتحوّلوا إلى أباطرة , وعلى مدى القرن العشرين وما بعده.

والسؤال المحير , لماذا جميعهم يسقطون في فخ المذلة والهوان؟

لماذا لم يواجهوا نهاياتهم كالأبطال؟

إن أي قائد مهما كان حاله وسياسته  يمثل رمزا للشعب والوطن , وإن تمزق الرمز وأهين , فينعكس على الشعب دون وعي منه , فلكي تهين شعبا عليك بإذلال رمزه , وهذا ما تنبه إليه العديد من قادة الدنيا , وما وضعوا أنفسهم في مقام مهين , بل أنهوا حياتهم بإرادتهم المعبرة عن كبرياء شعوبهم وكرامة وجودها.

فما أن تهين قائد شعب , فأنك تكسر إرادة الأجيال وتصادرها , وهذه الحقيقة السلوكية الفاعلة في البشرية , لا يدركها العديد من عبيد الكراسي في مجتمعاتنا , التي يهينها قادتها في حياتهم وفي مماتهم وهم صاغرون.

لماذا لم يواجه قادتنا مصيرهم بشجاعة وبسالة؟

إن الجهل السياسي والأمية التأريخية , والأنانية الشديدة والنرجسية الفاضحة , تمنعهم من تقديم المثل الوطني وصناعة القدوة الأبية المحفزة لمسيرة الأجيال.

ترى ماذا سيكون عليه الحال لو أن حاكم ليبيا قد وقف صامدا في عرينه وجابه مصيره بكبرياء وشموخ؟!!

هل ستكون أوضاع ليبيا كما هي عليه الآن؟

لا أظنها , لأن الشعب سيستجمع وطنيته ويعزز إرادته ويعتصم ببعضه , وسيصنع وجودا قويا متقدما.

بينما إنتهاء حاكمه إلى ما آل إليه قتلَ الإرادة , وزعزع الإنتماء الوطني , وأفرغ الشعب من قوته وطاقاته الإيجابية , وأشعره بالذل والهوان والإنكسار , فنجمت عنه تداعيات مريرة.

وقس على ذلك ما حصل في بلدان أهين قادتها وتجرعوا علقم الإذلال.

تلك آلية سلوكية تغيب عن قادتنا , فيقتلون أنفسهم ويقتلوننا!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب