5 نوفمبر، 2024 5:52 م
Search
Close this search box.

قاتل الله السياسة

قاتل الله السياسة

السياسة بمعناها الإحترافي : مجموعةُ ألاعيب وأكاذيب ….
وهي بهذا الوصف لاقلب لها ، كما أنها مجهولة الأبوين ، حيث لا أب ولا أم…!!
والنسبة بينها وبين الأخلاق هي التَباينُ …!!
حيث أنَّ الأخلاق في وادٍ والسياسة في واد آخر ..!!
-2-
من هنا تجد ان كثيراً من السياسيين المحترفين يتآمرون على أصدقائهم لاقصائهم أو تحجيمهم، وهذا ما لايصنعه العدو بعدوّه في بعض الأحيان ..!!
-3-
وتحتل (المصالح) الأولوية في قاموس السياسيين المحترفين على (المبادئ) وعلى القيم المقدّسة كلها .
-4-
يُطلق سراح الجواهري – شاعر العرب الأكبر – بكفالة مقدارها خمسون فلساً ..!!
تم بذلك في عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ..!!
ولا نريد ان نضرب الكثير من الأمثلة ، ففي جُعبة كّلِ مواطنٍ عراقي من الشواهد والدلائل على عجائب السياسيين وغرائبهم ما يملأ الكثير من الصفحات …
-5-
يقول اللواء الركن المتقاعد ابراهيم الراوي في كتابه (من الثورة العربية الكبرى الى العراق الحديث ) ص278 :
” رشحت نفسي للنيابة عن قضاء الفلوجة، وعلى الأصول كان المرشحون يذهبون لمواجهة الباشا ليجسوّا النبض “
المقصود بالباشا (نوري سعيد) ، وجس النبض يعني محاولة فهم الموقف الرسمي من الترشيح من خلال ردود الفعل التي يُبديها (السعيد) …
يقول الراوي :
{ فذهبتُ وواجَهْتُهُ ، فقال بالحرف الواحد :
أنت كابراهيم تطلع (…) نائب ، ولكن كشخص منتمٍ الى حزب الاستقلال لاتطلع (…) نائب }
ومعنى ذلك :
1 – ان نتائج الانتخابات معلومة سلفاً ورئيس الحكومة هو الذي يحدّدها .
فهي اذن شكلية صورية وليست انتخابات حقيقية ..!!
2 – يريد (السعيد) كما قال (الراوي) :
” إغرائي بالنيابة لأخرج من الحزب ”
-اي من حزب الاستقلال – .
وهكذا تطرح الاغراءات ثمناً لمحاربة الخصوم والمنافسين السياسيين .
وعلى الذين يترحمون على العهد الملكي ، ورجاله البارزين،أنْ يتذكروا ماكان يصنعه الحكّام يومذاك، من ألاعيب من أجل صيانة مراكزهم ، وتهشيم الوطنيين من منافسيهم .
وعلى العدل والحرية ألف تحية وسلام .
3 – ويبدو ان هذه الطريقة الإغرائية ، مجرّبةٌ وقد نجحت في إحداث النقلة المطلوبة من خندق المعارضة الى خندق السلطة مع بعض الأشخاص والمثال البارز في هذا الصدد : هو خليل كنة –الوزير السعيدي المعروف- .
اسمع ما قاله عنه ابراهيم الراوي في كتابه المذكور ص278 :
( كما أغرى – اي نوري سعيد – واخرج خليل كنه ، فخرج على حزبه – وهو حزب الاستقلال – وجعله نائباً ، ثم وزيراً مُزمِناً ، فاذا به يصبح أشد عداوة للاستقلاليين من أعدائهم الحقيقيين ، بل انه طبع كراّساً مليئاً بالطعن والقذف في زملائه القدامى لمجرد إرضاء الوصيّونوري )
وقد صوّر الجواهري هذه الحالات المزرية فقال مخاطباً الحكّام في العهد الملكي :
ما تشاؤون فاصنعوا
                   فرصةٌ لاتضّيعُ
فضميرٌ يهزكمُ
                  بالكراسي يُزعزعُ
ولسانٌ ينوشكُم
                 بالدنانير يُقطعُ
ان الراوي رفض العرض ، فعوقب بحرمانه من النيابة …
-6-
وللمتتبع الفطن أنْ يقارن بين ما حصل من انتقال بعض (سياسيّ الصدفة) من خندق الى خندق ، وبين ما كان يحصل في العهد الملكي البائد .
والسؤال الآن :
أليس هذا من الشواهد على (أنَّ التاريخ يُعيدُ نَفْسَه ) – كما قالوا –
-7-
ان (الباشا) كان هو الذي يمنع من لايُريدهُ ان يكون عضواً في مجلس النواب .
واليوم أصبح مقدوراً إبعاد من لايُراد دخولُه الى ” مجلس النواب ” بخرق قواعد حسن السلوك ..!!
وقد لايعتبر الاختلاس ، والتأييد العلني المكثّف للارهاب ، مخالفاً لحسن السلوك، فتتاح الفرصة لمن كان محكوماً بهذه التهمة،أنْ يكون في عداد المرشحين ، بينما يمنع مجرد وجود أوامر بالقاء القبض على آخرين من ان يكونوا في عداد المرشحين .
-مع ان المتهم برئ حتى تثبت ادانتُه –
حسب نص القانون .
وهكذا تتوالى المفارقات ، بلاهوادة ، بعيداً عن الانصاف والموضوعية والعدل، ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات