“لم تبق إلا الموصل”.. عبارة يرددها العراقيون قياما وقعودا وعلى جنوبهم هذه الأيام بشرائحهم كافة، وهو الحلم الذي أوشك على التحقيق، وما أقربه بهمة الشرفاء من مقاتلي الجيش والحشد الشعبي، نعم..! باتت الموصل قاب قوسين بل أدنى..! لتعود الى أحضان أهلها ويعود أهلها الى أحضان ربيعَيها.
محافظة نينوى… هذه المحافظة التي تتوسد شمال وشمال غرب العراق بمسافات شاسعة، بأقضيتها ونواحيها وقراها التي تحتضن دجلة الخير والعطاء، متنعمة بما يجود به من ماء زلال، وما تفيض عليهم ينابيع الأودية والعيون من سلسبيل سائغ شرابه، يقطنها عراقيون من القوميات والأديان والأطياف كافة.. ففيها العرب والأكراد والتركمان والأيزيديون، وكذلك المسيحيون والشبك وباقي فسيفساء القوميات والأديان، وهم متعايشون منذ قرون يستنشقون هواءها في ربيعَيها الفواحَين، فوق جبالها وعلى امتداد سهولها وهضابها وصحاريها.
هناك حقيقة نعرفها جميعنا.. عندما يضيق الخناق على الجرذان تبحث مذعورة عن مخرج لمأزقها.. وقد يحدث أن تبدر منها تصرفات تبدو للوهلة الأولى أنها تنم عن دهاء واقتدار على تدارك موقفها للنفاذ والخلاص من المأزق.. إلا أنها في حقيقة الأمر كما نقول في مثلنا العراقي: (عثرة بدفرة). وهذا عين مايحصل هذه الأيام في محافظة نينوى. إذ أن التنظيم المسمى “داعش” نهَج نهج الجرذان -وهذا دأبه- بعد أن ضاقت به السبل والوسائل لتنفيذ ماكلفه به سائسوه ومحتضنوه، بعد أن بات واضحا فشله في تحقيق المآرب الدنيئة والنيات المبيتة في وضع العراق والعراقيين في خانة تفرح العدو وتغيظ الصديق. ففي الأسابيع القليلة الماضية بدأت عناصر داعش تتقافز من مواقعها في الأنبار وصلاح الدين الى حيث تتمكن من التحرك وتنفيذ مايحلو لمخططين وممولين كانوا قد خططوا ومولوا جاهدين، لنيل أهدافهم التي لم تعد خافية على القاصي والداني، وأول من وعاها وأيقنها المواطن العراقي، بعد ان اتضح له جليا خسة هذا التنظيم وبؤس قادته، بدليل تضارب تحركاته وعشوائية أهدافه، بشكل ينبئ باحتضاره وقرب اندحاره، بعد ان دق المسمار الأول والأخير في نعشه بيديه.
الجرذان.. دنسوا منذ العاشر من حزيران الماضي هذه المحافظة الجميلة، فصار لهم بغفلة من الزمن موطئ قدم من المؤكد انه سيكون محطة وقتية، ريثما يسحقهم أبطال العراق من الجيش والحشد الشعبي من كل محافظاته ومدنه وقراه وقصباته. وكما هو ديدن الجرذان كذاك هو ديدن الجهات الإعلامية الصفراء، فهي الأخرى لم تتخلَّ عن ممارسة مااعتادت عليه في نفث سمومها المقروءة والمسموعة والمرئية، على مدى الأشهر الماضية، فراحت تهول من التجاوزات التي يحققها الجرذان هنا او هناك، وتجعل منها انتصارات وانجازات، وهي على أرض الواقع ليست أكثر من ثغرة فتحها لهم بائعو الشرف، يعقبه تقهقر شنيع، وهزيمة نكراء يجنون بها خيبتهم ان بقي نفر منهم يقوون على هذا. وقادم الأيام كفيل بإعادة المياه الى مجاريها، فالمعارك جولات وهاهو الحسم والنصر يلوح في الأفق. هي صفعة ليست لعصابات داعش فقط..! بل ستكون للمغرضين من إعلامهم وتصريحاتهم المعارضة للعراق وحريته وكرامته وشرف مقدساته وأرضه. ها نحن على أبوابك يامدينة الحدباء وغدا ننعم بربوعك وغاباتك وسدودك كما كنا..
يالموصـل الحدبـاء ياجنـة الناس
كون المدن تنشال شلتچ على الراس