قبل حوالي شهرين طالعنا الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في تصريح تناقلته وسائل الإعلام ( أنّه وبأمر القائد العام للقوّات المسلّحة , زارت لجنة من ضباط قيادة العمليات المشتركة برئاسة نائب قائد العمليات وبحضور قائد القوّة البرّية وعدد من قيادة العمليات المشتركة وممثل عن جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية , وعلى الفور اجتمعت اللجنة مع حكومة إقليم كردستان برئاسة مسعود بارزاني وعدد من قادة قوات البيشمركة والحكومة في الإقليم , وتمّ بحث العمليات العسكرية التي ستجري لتحرير الموصل , وأضاف رسول أنّ الاجتماع كان كبيرا وتاريخيا , حيث تمّ الاتفاق على أمور مهمة وجرى التنسيق بين قيادة العمليات المشتركة وحكومة إقليم كردستان ) , ولم يوّضح العميد يحيى رسول طبيعة هذا الاتفاق التاريخي والأمور المهمة التي تمّ الاتفاق عليها مع رئيس إقليم كردستان , وهل هذا الاتفاق مكتوب على الورق أم جرى بشكل شفهي ؟ .
وبعد هذا التصريح كتبت مقالا تحت عنوان ( ابعدوا مسعود وأثيل عن معركة تحرير الموصل ) وذلك في 22 / 9 / 2016 , وجّهت فيه تحذيرا للقائد العام للقوّات المسلّحة والقادة العسكريون الذين أبرموا الاتفاق التاريخي مع مسعود قلت فيه ( إنّ إشراك قوّات مسعود في تحرير مدينة الموصل , خطيئة ستقدم عليها حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي , فقوات مسعود ستتقدّم نحو المناطق التي تدّعي بعائديتها إلى كردستان وستحتلّها وتضمّها إلى خارطة كردستان تحت ذريعة المشاركة بتحرير مدينة الموصل من داعش , وسيحتفظ مسعود بهذه الأراضي ولن ينسحب منها ولا أحد يستطيع أحد إخراجه منها , وقد يؤدي هذا إلى اندلاع حرب بين العرب والأكراد .
وها هو مسعود بارزاني يتبرّم وينقلب على الاتفاق بينه وبين الحكومة العراقية ويعلن بكل وقاحة أنّه اتفق مع أمريكا على عدم الانسحاب من المناطق ( الكردستانية ) خارج الإقليم , ويقول في زيارتي الأخيرة لبغداد تحدّثت بوضوح عن استقلال كردستان , ونحن متّفقون مع الولايات المتحدّة على عدم الانسحاب من المناطق ( الكردستانية ) , وأضاف أنّ هذه المناطق قد حررت بدماء 11 ألف و 500 شهيد ومن غير الممكن بعد هذه التضحيات أن نقبل بالتعامل المباشر للمركز مع المحافظات , وأنا أقول لمسعود .. ليس لنا شّك بوضوح حديثك مع القيادة العراقية وبصدق حديثك حول استقلال كردستان , وحتى لو لم تتحدّث فإنك واضح أمامنا , والمشكلة ليست متعلقة بك , بل بقادتنا الذين جاءت بهم الأقدار ليتسلّطوا على رقابنا , والله يا كاكه مسعود هذا السيناريو الساذج كان واضحا للجميع , إلا القائد العام للقوّات المسلّحة الذي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه , وللقائد العام للقوات المسلّحة أقول .. مشاركة قوّات مسعود في تحرير الموصل خطيئة تتحملّ مسؤولية تبعاتها أنت لوحدك يا سيادة القائد العام , ونحن كشعب نطالبك أن تكون شجاعا وتظهر للشعب العراقي وثائق الاتفاق التاريخي الذي أبرمته اللجنة مع مسعود في 21 / 9 / 2016 , وعلى ماذا نصّ هذا الاتفاق ؟ وما أقدمت عليه يا سيادة القائد العام للقوّات المسلّحة ليس خطأ بل خطيئة تستوجب المسائلة والمحاسبة , وعلى مجلس النوّاب مسائلتك أنت واللجنة التي اتفقت مع مسعود , فالقائد الذي لا يرى ما يراه أبناء شعبه , غير جدير بالقيادة ولا يستّحق أن يبقى يوما واحدا في منصبه .