19 ديسمبر، 2024 12:26 ص
يتنقل من خيمة إلى ديوان ومنه إلى مضيف، كأنه يبحث بعيون محبيه، عن ذاك الجواب الذي كان وما زال يسمعه في أذنه، لا تتركوا الوطن فانه بأمس الحاجة إليكم.. فعراقنا يمر بظرف استثنائي، فلا تحبطنكم أفعال المحبطين وأقوال المفسدين، ادعوكم صادقا واستنهض بكم الهمم العالية، لنبني العراق بيد واحدة وشعار الاعتدال، ولا يصح إلا الصحيح.
في هذه الأجواء الملتهبة سياسيا وبيئيا، يتقدم بخطى واثقة، وخطوات ثابتة يتصفح الوجوه، ويلامس القلوب قبل الأيادي، بتلك الطلة البهية والابتسامة الخلاقة، فيشعر من التقى به بأنه الفائز الأولى وصاحب المقاعد الأعلى، تتهاوى من حوله الظنون السيئة، وتشرق بمحياه ضياء الإيجابية.. من القلب إلى القلب يتحدث فتتسلسل كلماته، يشعرك بالقرب رغم بعد مجلسه، وصراحته تدق أجراسها في كل مسمع.
بسعي دؤوب يفكك الأحداث ويؤشر لمواطن الخلل ويستمع لوجهات النظر، يقدم الحلول ويطرح المبادرات، يبث الأمل في كل محطة، ويغرس التفاؤل بقلوب الجميع، حتى لم يبقى منهم احد إلا واخذ يحرك رأسه موافقا ومتوافق، أن كلامك عين صواب وطرحك هو الحل, ورؤيتك مسار معتدل ودليل واعي لكثير من المشاكل.
الحكيم في الميدان، ومن جوار أهله وناسه في مضايف الخير من أهل الكرم والطيب ، شيوخ ووجهاء الفرات الأوسط ، بعيداً عن مصالح انتخابية أو شخصية، يؤشرها بإنصاف كل قارئ، ويستدل بها من يتابع.. فالظرف الحالي يهرب منه الساسة ويختبئ عنه القادة، فالشارع محموم والأجواء مشحونة، نقص في الخدمات ومطالب وتظاهرات، لو كان غيره لوجل ودب في قلبه الخوف.. لكنه الحكيم
يبرهن في كل مرة أنه الأقرب من الجميع، وان عدد المقاعد لا تمثل مكانة القائد المعتدل، رغم التزوير وسرقة أصواته، إلا أنه يرى تكليفه واجبا، وهموم الشعب شأن مشترك، وما كثرة نزوله الميداني إلا دليل لجدية العمل، وحرقة القلب لما يعانيه الوطن، ودعوة منه صادقة للتعاون ونبذ الفرقة, والغد أجمل لمن يعمل بإخلاص.
العراق اليوم أمام مفترق طرق، أما أن يثبت نظامه الديمقراطي، الذي سقاه بدماء طاهرة على مدى عقدين، أو يتجه نحو دكتاتورية مناطقية تأكل الأخضر واليابس، وما يحدث من تدافع بين الفرقاء السياسيين, ما هو إلا رصاصة الرحمة في جسد نظام ينخره الفساد، ويتداعى من قلة الخدمات.
الحكيم نزل الميدان، بكل ثقله وارثه المرجعي والسياسي، يقدم الحلول ويبين مواطن الضعف، وما يبينه للناس من خفايا ومشاهد لم يلتفت لها الآخرون, شرحا وتوضيحا واستشرافا، تارة اقتصاديا وأخرى إجتماعيا ولم تغب عنها أفكار تنموية.. يرى الوطن من جانبه المشرق، وينتظر من يحمل معه هم الوطن، فان العراق اكبر من الجميع وهو الخير لكل خير.