قائد أطباء البورد العربي في نينوى… نموذج للعطاء الإنساني والعلمي

قائد أطباء البورد العربي في نينوى… نموذج للعطاء الإنساني والعلمي

قائد أطباء البورد العربي في نينوى… نموذج للعطاء الإنساني والعلمي.. الدكتور صالح خاير الحديدي… الطبيب الذي حوّل التحديات إلى إنجازات
‏تفتخر محافظة نينوى بكفاءاتها العلمية وأبنائها البررة الذين يواصلون مسيرة العلم والتقدم، مستندين إلى أحدث المناهج والتقنيات الطبية الحديثة. وقد عُرفت مدينة الموصل على مرّ التاريخ بأنها حاضنة للعلماء والمفكرين والمبدعين في مختلف المجالات، ومن أبرزها المجال الطبي الذي يمسّ حياة الإنسان مباشرة ويعكس مدى تطور المجتمع ورقيه.
‏لقد عانت بلادنا في العقود الماضية من نقص حاد في الأطباء والكوادر الصحية، مما أدى إلى انتشار الأمراض الفتاكة وحصدها أرواح العشرات يومياً. أما اليوم، فقد تغير المشهد الطبي كثيراً، وبرزت في نينوى شخصيات طبية رائدة كان لها الدور البارز في النهوض بالقطاع الصحي، ومن أبرز هذه الشخصيات الجراح الاستشاري الدكتور صالح خاير الحديدي، القائد المشرف على أطباء البورد العربي في محافظة نينوى، ومسؤول المجلس العلمي للجراحة العامة / مركز الموصل التدريبي.
‏يُعدّ مركز الموصل التدريبي حلقة الوصل بين أطباء نينوى وزملائهم في الوطن العربي، إذ يتم من خلاله تأهيل الأطباء للحصول على شهادة البورد العربي التي تعد من أرفع الشهادات الطبية في المنطقة. وقد جاء اختيار الدكتور صالح لقيادة هذا المركز ليس بمحض الصدفة أو المجاملة، بل لما يتمتع به من خبرة وكفاءة وقدرة على تحمل المسؤولية بكل إخلاص وأمانة.
‏يمتزج في شخصية الدكتور صالح الحديدي النمط العلمي الرصين مع الأخلاق الرفيعة والعادات العربية الأصيلة التي ورثها عن قبيلته الكريمة، قبيلة السادة الحديديين، المعروفة بجذورها الضاربة في عمق التاريخ العربي. ومن يقف أمامه يلمس تواضعه الجم وبساطته المدهشة التي تجمع بين الإنسانية الرفيعة والصرامة العلمية المطلوبة من الجراح الذي يخوض يومياً “معركة” داخل صالات العمليات، شبيهة بمعركة القائد العسكري على خطوط المواجهة الأمامية.
‏لقد أجرى الدكتور صالح مئات العمليات الجراحية، بما في ذلك العمليات الكبرى المعقدة، وأنقذ حياة العديد من المرضى بفضل الله أولاً، ثم بفضل خبرته ومهارته ومهارة الفريق الطبي الذي يعمل معه. ولا يقتصر دوره على غرفة العمليات فقط، بل يشارك بفعالية في المؤتمرات الطبية والندوات العلمية، داخل العراق وخارجه، لنقل الخبرات وتبادل المعرفة مع زملائه في مختلف الدول العربية.
‏ولأن رسالته لا تقتصر على العلاج فقط، فقد كان للدكتور صالح دور محوري في تدريب وتأهيل جيل جديد من الجراحين الشباب، من خلال برامج تدريبية صارمة يشرف عليها بنفسه، مما أسهم في إعداد كوادر طبية قادرة على تحمل المسؤولية في المستقبل، وضمان استمرار الخدمة الطبية بمستوى عالٍ من الكفاءة. لقد ألهم مئات الطلبة والأطباء المقيمين ليكونوا قادة في مجال الجراحة، يرفعون اسم نينوى والعراق عالياً في المحافل العلمية.
‏ولما يقدمه من خدمات طبية وإنسانية، نال الدكتور صالح العديد من التكريمات، كان آخرها تكريمه ضمن نخبة من الأطباء العراقيين المتميزين في الملتقى العالمي للإبداع والتميز في الطب العراقي الذي أقيم في إسطنبول في حينها، حيث ألقى كلمة مؤثرة لاقت صدى واسعاً بين الحاضرين، وأثبتت مرة أخرى أن الموصل ما زالت تنجب القامات العلمية الرفيعة التي ترفع اسم العراق عالياً في المحافل الدولية.
‏إن محافظة نينوى تفتخر بشخصيات مثل الدكتور صالح الخاير الحديدي، الذي لم يدّخر جهداً في سبيل تطوير القطاع الصحي وخدمة أبناء محافظته، مقدماً نموذجاً مشرفاً للعطاء الإنساني والعلمي، وملهماً للأجيال القادمة لمواصلة طريق العلم والطب من أجل عراق أكثر صحة وتقدماً.

أحدث المقالات

أحدث المقالات