22 ديسمبر، 2024 7:39 م

فَعَلَها الأرجنتينيون …. هل يفعلها العراقيون؟!

فَعَلَها الأرجنتينيون …. هل يفعلها العراقيون؟!

استقصاء عفوي

أولا…في دعوة لمقاطعة مجموعة شركات ، تَوَجَّهَ مواطن فاضل بخطاب قال فيه (نحتاج فقط الى وحدة موقف وقليل من الإرادة والثقافة والتصميم)… وإستذكرحكاية معروفة قيلت عن الأرجنتينيين وكيف قاطعوا شراء البيض إحتجاجا” على زيادة سعره … إضطر المعنيون ، تحت الضغط الشعبي ووحدة الكلمة الى الاعتذار وتخفيض السعر الى الربع !!

ثانيا … إشترك في التعقيب على المنشور أكثر من ستمائة مواطن ، كان معظمهم وكأنهم أمام إستقصاء عنوانه (هل يفعل العراقيون ما فعله الشعب الأرجنتيني ؟!) …بَحَثْنا عن اجتهادات المواطنين في عَيِّنة عشوائية من مجمل تعليقاتهم … لوحظ أن ( الكتلة الأكبر ) هي فئة (كلا ) والتي تمثلت بأكثر من ألنصف … أما (الكتلة الأصغر ) فقد كان معظمهم من فئة ( أحسنت ، شفايتنه ، ياريت ، علوّاه،لو شويه نتثقف …… ) ومواطن أعرب عن إختلافه مع( الكتلة الأكبر) سنذكر محتوى تعقيبه لا حقاً …وأستذكر أكثر من مواطن التجربة الناجحة للشعب الهندي في مقاطعته للمنتجات البريطانيه في عهد غاندي !!

ثالثاً … نصوص من تعقيبات (الكتلة الأكبر) : … هاي السالفه متصير عدنه بالعراق … إحنه جماعة آني شعليِّه ، شعب آني شعليّه… عدنه ميصير وعلي … هاي أبد تمصير عدنه … عشرين واحد بكوستر ميتفقون حينما يطلب السائق أجر إضافي ، فكيف الشعب؟ للأسف هذه حقيقتنا … إحنه ما عدنه هيچي ثقافه…الخلل في الشعب ، الخلل بينه… في العراق لا يمكن تطبيقها … إتحدى آي عراقي يسويها … العراقيون شعب خاضع خانع على الدوام … بس والله يا خويه العراقيين ما يسوون ربع هاي السالفه … أغلب الشعب ما يتعضون ولا يا خذون العبره من دروس الغير … نحن لا نتفق ولن نكون يد وحده حتى ظهور الإمام … نحن شعب نتفق على ان لا نتفق …لو يجي الحمزة ما نصير نفس الأرجنتين … العراق يختلف ، نحن أمرنا الى الله … إحنه كل واحد يگول يا روحي …شعب مثل شعب العراق مستحيل يوگف وگفه ضد أي جهه … مو إيد وحده لذلك منوصل للي نريده … إحنه ما عدنه هيچي ثقافه لان الخلل في الشعب … العراق بعد ٣٠٠سنه يلله يوصل هل ثقافه … شعب العراق متصيرله چاره … نحتاج الف سنه حتى نصير مثلهم … وقت طويل يحتاج حته يتثقف الشعب … وغيرها الكثير من التعقيبات مما لا يصعب على (القارئ اللبيب ) معرفتها ولا يستحسن نشربعضها هنا وإن كانت قد نشرت هناك على الشبكه …

رابعا … إستدراكات :

(١)… المكونات الأساسية ، غير المادية ، لثقافة آي شعب ، من الموروث الاجتماعي والمعتقدات والشعائر والأخلاق والقيم والأساطير والخرافات والعادات والتقاليد والأعراف والتراث المتراكم من الأفكار والمعلومات ، ومكونات أخرى ، هذه كلها هي التي تؤسس لمدى انتماء الأفراد للجماعة وانتمائهم لهوية موحدة ، ومدى تقبلهم للإصلاح والتغيير والتجديد واستجابتهم للوحدة والاستنهاض أوً الاستكانة … ومنها تولد (ثقافة المقاطعة التلقائية ، العفوية )التي تكون بالتالي أساسًا لنجاح (المقاطعة الشعبية )كما في نجاح تجربة الأرجنتينيين موضوع البحث … هذه الثقافة تختلف عن ثقافة شعوب أخرى كثيره … ويستحيل ان تتغير ثقافة شعب من حال الى آخر دون توفر شروط وعوامل معروفه .

(٢)… ان وجهات نظر المواطنين ، في رؤى عفويه ، نتفق أو نختلف بشانها ، قضيه تستحق العناية والاهتمام والمعالجة بالفكر والعلم والحوار … بالأمس كان المفكر والمثقف العضوي يبحث كلا منهما بين الناس ، خارج المنزل ، عما يحتاجه مما يعينه في بحثه … واليوم ، أصبحت الشبكات ، نافذة حرة تعينه على مهمته رغم احتمال تسلل جيوش إلكترونيه وفايروسات وغيرها من محاذير .

(٣) … قرأنا في منشور آخر دعوة ذات صله بما نحن بصدده لمواطن فاضل من المتحمسين لنهضة الوطن … رأينا فيها وجهة نظر وبعد نظر وفق منظوره لواقع ساحات التظاهر وعلاقته بتغيير ثقافة المجتمع … فهو يخاطب الآخرين ويقول ( اللي يحچي على الشعب ويكول احنه كذا وكذا ، خلي ينزل لساحة التظاهر ويشوف )… ونجد في هذه الرؤيا ما يعني ان الحراك الجماهيري المتواصل الذي تشهده البلاد ، يُعد فرصة لخطوه أولى في مراجعة ثقافة الشعب والشروع بالتغيير أو بالتجديد رغم التحديات الكبيرة المعروفة … اما مقولة ( متصيرلنه چاره )، فانها تستحق وقفه خاصه ، ومعالجه خاصه ، وحوار خاص وبما ينفع الجميع…

(٤)…يقتضي التنويه بأن التعقيبات كانت خاليه تماما من أي حوار بين المشاركين أو بيان رأي مختلف سوى مواطن واحد حيث تفضل وخاطب اخوانه من ( الكتله الأكبر ) بكلمه ( حلوه ، رقيقه ، رشيقه ) …يا إخوان ، احنه نضل نگول شعب مو واعي ، ما يتفق وما يتوحد ، ومن هذا الكلام الفارغ ) !!