18 ديسمبر، 2024 6:17 م

في يوم المرأة لاجنس للعقل

في يوم المرأة لاجنس للعقل

أمي ، انجبت احد عشر وليدا ، كنت اتاملها لو كان حمل جميعهم متواصلا ، لبقيت حاملا لمدة عشر سنوات ، تعيش في جوفها جوقة من الصبية والبنات ، وكانها حديقة من جنان العرش ، وبدلا من ان يضاف عن كل مولود لها سنة اضافية لعمرها ، لتحظى بهدية وجودية بسيطة عبارة عن احد عشر عاما ، توفيت مبكرا بعد الستين بعام .هذه القسوة الريفية والبايولوجية، التي تحولت من قانون الى قناعة الى طبع ، تعطيك انطباعا عن انواع الثقل الذي تتحمله المراة الحقيقية ، الام ، فالأم التي تحمل البشر في جوفها وتقذفه لادامة الوجود ، هي اقدس كائن ، قُدِست وعُبدت من شعوب الامس حتى من الرجال الذين اعتبروها الهةَ خالقة ، قبل ان يكتشفوا ان مياه ظهورهم سر ذلك . نوعان من القساوة تتعرض لهما المراة. الطبيعة والقانون ، الطبيعة وتشمل متكوناتها الخاصة، والقانون ويشمل الدين والاعراف والمجتمع . لكنها كأي فاعل انساني كانت شريكا ومتفوقا ، مقاوما عنيدا ، صانع حضارة ومحررا للشعوب ورائدا مبتكرا في جميع الميادين ، بل ان أحطّ المجتمعات والعقائد سوءا تلك التي لاترى في المرأة سوى انها كائن ضعيف تكميلي محدد الوظائف . الاكثر سوءا من ذلك هو مجتمع النساء نفسه اللواتي عن دراية وعلم وتحليل وتثقيف يسوّقن الاهانة ويمجدن الخضوع والوضاعة امام مجتمع ذكوري مريض بالتمييز ، يهين البنات باحط الصفات. فيما اثبت العقل البشري انه بلاجنس ، حتى وان كانت العواطف مشتعلة بين قلب الرجل المتوهج بحبها ، وحبها الذي نفخ في العدم فكان وجوداً.

نقلا عن صفحته الشخصية ـ فيس بوك