اكثر ما يضاعف اعداد عناصر الإندهاش والإستغراب لدى عموم الشعب البناني اولاً , وثمّ على مستوى الرأي العام العربي والعالمي هو ظهور اهداف ومواقع جديدة تتعرّض للقصف الهائل من المقاتلات الإسرائيلية لأمكنة تخزين الصواريخ والمسيّرات العائدة لحزب الله وبنحوٍ يومي .! < وفق البيانات والإدعاءات الإسرائيلية > , سواءً في منطقة الضاحية في بيروت او في امكنةٍ متفرقةٍ اخرى في الجنوب اللبناني … مثار ودوافع الغرابة والدهشة في ذلك , هو لماذا لم يقصف الطيران الإسرائيلي هذه الأهداف من قبل , وحتى قبل يومٍ او يومين من استهدافها .! , بل علامَ لم تكتشف اجهزة المخابرات الإسرائيلية المعنيّة بهذا الشأن لتلك المواقع , إلاّ في يومها تحديداً , وربما قبل ساعاتٍ من ذلك , لتسارع على الفور بمعالجتها وتدميرها بكمياتٍ كبيرة ومسرفة من القذائف والصواريخ .!
اقرب التقديرات والتخمينات الأمنيّة ذات العلاقة بالملابسات المبهمة للحدث وحداثته واحداثيّاته الملموسة , هو ديمومة واستمرارية تدفّق تسريبات المعلومات الأمنية الخاصة بحزب الله ومنظوماته العسكرية المتشعّبة اوّلاً بأوّل وربما يوماً بيوم من قِبَل العملاء المندسّين في صفوف وقيادات واجهزة الحزب الإستخبارية ” مهما قلّ عددهم والى الحدّ الأدنى الأفتراضي ” .
ممّا لافت وبدرجةٍ عاليةٍ من الخطورة , أنْ لم يجر الكشف او اكتشاف أيّ جاسوسٍ مدسوس في قيادات الحزب الرئيسية او الفرعية , حتى من قبل اغتيال الأمين العام للحزب والقيادات العسكرية والأمنيّة التي كانت برفقته حينها , وحتى بإفتراض اغتيال ” هاشم صفي الدين ايضاً , وربما كما يقال وينتشر عن اغتيال اللواء الأيراني اسماعيل قاآني ايضاً ” .
دونما استفاضةٍ واسترسالٍ قد لايغدو لها مبرراتٍ تستند او تعتكز على أدلّة مادية ملموسة وليست محسوسة عن كثب .! , وحيثُ أنّ التطرّق والحديث في أيّة جوانبٍ في علم الأستخبارات والمخابرات , لا يحتمل صفة الإطلاق والتعميم عموماً .! , فكانَ الأجدر بهذا الحزب حلّ وتفكيك جهازه الأمني كليّاً وبدءاً من اوثق واعلى اعضاء قيادته , ونزولاً الى الأدنى .! , كإجراءٍ وقائي واستباقي تتطلّبه سخونة ضرورات المرحلة .! لكنّ لا مؤشرات تشير الى ذلك حاليا وحتى في المدى المنظور القريب , وربما الأبعد منه قليلاً جداً .!
يُشاد ايضاً بنظافة ومهارة القيادات الميدانية المسؤولة عن تسديد صواريخ الحزب , في مناطقٍ ومواقعٍ في الجنوب اللبناني , والتي غدت تُضاعف من دكّ الصواريخ في العمق الأسرائيلي وبهندسةٍ عسكريةٍ – سياسيةٍ مدروسة , وتتحسّب للغد بما هو أبعد منه .!