19 ديسمبر، 2024 4:17 ص

في: مكنونات التذبذب الأمريكي تجاه العراق !

في: مكنونات التذبذب الأمريكي تجاه العراق !

كنّا جميعاً سعداء ” بأستثناء الأشقاء الكرد ” حين عارضت الولايات المتحدة ودول العالم عملية الأستفتاء من قبل اجرائه , وغمرتنا احاسيس النشوة بالأتصالات الأمريكية والأوربية لثني السيد مسعود البرزاني عن ممارسة تلك الممارسة .! , لكنّ الأمريكان انفسهم فوجئوا وبوغتوا بسرعة التسوية السياسية – العسكرية التي أدّت لدخول القوات العراقية الى كركوك ومناطقٍ متجاوزٍ عليها , جراء التفاهمات الخاصة بين الحكومة العراقية والأحزاب الكردية التي سرعان ما تخلّت عن رئاسة الأقليم وتبنّت موقفا جديدا يتناغم مع الحكومة المركزية . ومع تطوّر الموقف العسكري لصالح العراق في تقدّم واعادة انتشار قواته في اتجاه منافذ ومعابر ” فيشخابور , وابراهيم الخليل ” , بانِ وبشكلٍ مفاجئ تغيّر في الموقف الأمريكي وكأنه بنكهة سياسية – انفعالية , حيث وكأنها اكتشفت متأخراً أنّ ما جرى في كركوك وتغيير قِبلة الأحزاب الكردية بأتجاه بغداد وجيرانها ! , واعتبرته تضاد ايراني – عراقي او نصف كردي تجاه نهج سياستها في المنطقة , ومن هنا سارعت الأدارة المريكية بتغيير بوصلتها ” بدبلوماسية ” نحو البرزاني عارضةً عليه التشدد مع بغداد سياسيا وحتى عسكرياً

وهنا , لابدّ من الأدراك المسبق أنّ للولايات المتحدة نظرتها وحساباتها الستراتيجية في عموم المنطقة ودولها بما يفوق حجم المكونات السياسية سواءً في الأقليم او في عموم العراق , ولكنّ ذلك ليس بكافٍ ايضاً على الصعيد الأمريكي .!!

لا نحبّذ القول أنّ طاقم الرئيس الأمريكي هو حديث العهد في السياسة الخارجية , بدءاً من الوزير تيلرسون وحتى الرئيس ترامب كذلك , لكنّ هنالك وقائع سياسية في العراق تكاد تبدو مجسّمة ! وظاهرة للعيان , ولا يبدو أنّ الأمريكان قد اخذوها بالحسبان من البيشمركةِ والعربان .!

فالعراق مقبل على انتخاباتٍ ليست ببعيدة , ومن الممكن أن يفوز بكابينتها شخصٌ آخر ليس بمقدوره كالعبادي من الموازنة النسبية في العلاقة بين طهران وواشنطن بالأضافة الى الى العلاقة المتداخلة مع الأحزاب الأسلامية الحاكمة الأخرى , وهذا بالضّد من السياسية الأمريكية وحضورها العسكري والسياسي في العراق .! , ثمّ , وبمواجهة الضغوط العسكرية والسياسية الأمريكية على حكومة العبادي في فرض السيادة على كافة الحدود العراقية مع دول الجوار وعلى الجزء المتبقي والمتعدي في الأقليم , فليس مقدّساً أن يقوم العبادي بوقف وتعليق او الغاء العقود التسليحية مع الأمريكان اذا ما تمادوا او لم يتوقفوا عن هذا التمادي تجاه العراق .! وخصوصاً أنّ الرئيس ترامب هو رجل مال واعمال .!

لا يبدو ايضاً في الأفق الأمريكي الضيّق أنهم يحسبون ويتحسبون للمغامرة بمصالحهم الأقتصادية والستراتيجية في العراق لأجل ِما يوفّره لهم رئيس الأقليم السابق في تسريب وتقديم مساعداتهم العسكرية الى المعارضة السورية عبر ” الفيشخابور او سواها ” واستتثمار ذلك في بيع كميات من النفط باسعارٍ مخفضة اكثر من اللازم .! , فبوسع الحكومة العراقية المناورة في ذلك مقابل حفظ السيادة الوطنية .! , وهنالك لبسٌ او التباسٌ آخر حول التذبذب الأمريكي تجاه العراق , فلماذا لا يفكّر الأمريكان بأنهم في سياستهم الضاغطة على العراق , فقد تدفع حكومة المركز الى تغيير وتعميق اتجاهات بوصلتها السياسية ” اكثر فأكثر ” نحوَ < الحرس الثوري الأيراني ! > , بل وحتى لنفوذٍ سياسي – عسكري ساخن مع الروس .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات