23 ديسمبر، 2024 1:02 ص

تخيل نفسك ذات يوم دخلت الى مطعم .. استقبلك النادل باحترام وقادك الى طاوله فارغة نظيفة .. وبعد ان جلست انحنى مجددا يسالك ما تطلب .. وهو يقول قبل ان يغادر بطلبك ( لقد احسنت الاختيار سيدي لن تندم ..) وانت من استقبال النادل و احترمه لك تظن انك فعلا احسنت الاختيار و تشعر بالسعادة وانت تلتفت الى بقية الطاولات حيث الزبائن مشغولين بالحديث بعضهم هادىء و اخرين يبدو عليهم الغضب ولكن اكثرهم ساكت ويحمل محياه اثار الحزن .. مالك ولهم .. انت ستتناول طعامك و تمضي .. جاء النادل مجددا ووضع صحنا وهميا امامك وهو يقول ( نرجو ان ينال الطعام اعجابك سيدي ) فتقول متعجبا للنادل الذي استعدل قامته ( واين الطعام هذا ؟! ) فيقول النادل ( هذا الذي وضعته امامك تماما ) تنظر امامك لعلك لم ترى الصحن حين وضعه لكن لاشيء امامك فتقول بحدة ( لاشيء .. لا طعام و لا حتى صحن ..) فيقول النادل بهدوء ( اه .. نعم .. لقد تناول الطباخون الطعام وانا اخذت الصحن ..) تنهض لتغادر فيمزق النادل قائمة الحساب و هو يقول ( اذن يا سبدي عليك ان تدفع الثمن ) تنظر الى القائمة وتحاول المرور و انت تقول ( تريدني ان ادفع ما لم تلبه لي .. انت تحلم ) فيقول النادل ناصحا ( سبدي عليك الجلوس كما يفعل الاخرون .. فان غادرت سيضطر رجال الامن الى منعك و ربما تكسير عظمك ان الامر لزم ) تنظر الى رجال الامن عند الباب و تلمس في عينيهم جدية تنفيذ ما يلزم .. تشعر بالخوف فتقول للنادل وانت تدير ببصرك في صالة الطعام ( الى متى اجلس .. وماذا انتظر ؟! ) فقال النادل ( الى ان يشبع الطهاة عندها فقط قد يفكرون في تنزيل الطلبات وحتى ذلك الحين سناخذ نحن لحسابنا الصحون ..وانتم ببساطة تدفعون الثمن) فتجلس مستسلما و انت تقول ( ما هذا .. اين انا ؟!) فينحني النادل اليك و يقول ( سبدي انك في مطعم .. اسمه الوطن )