5 نوفمبر، 2024 6:29 ص
Search
Close this search box.

في كربلاء المقدسة … المفتي والشذر يتبنيان جدار الحرية

في كربلاء المقدسة … المفتي والشذر يتبنيان جدار الحرية

الواقع الذي يعيشه مجتمعنا يشير بأن الرتابة لها حيزها الأوسع في مجريات الحياة العملية وفي مختلف الظروف التي تحيط به وقد لا تتغير في محتواها العام من ترتيب معين وثابت إلى حد كبير ، وحتى في الظروف العصيبة التي تعصف به يأخذ منحى ثابت في مواجهة تلك الظروف ويتطبع عليها ولا يتجاوز ما إعتاد عليه .
ولما كانت الأفكار تختلف بشكل عام من شخص لآخر فهذا يعني أن هناك فسح كثيرة في بزوغ أفكار لا تمت للرتابة ولا تستسيغ الركون إليها بل تحاول خلع رداء التطبع والسكون و تتبنى بودقة التجديد لإطلاق عنان إبداعاتها .
وحين تتعمق الفكرة في الذات وتمتزج برؤية تتخطى مديات الرتابة وأبعد من نقطة التلاشي المنظورة وتتجاوز حدود النمطية السائدة ، تتفجر عندها لحظات من إلإلهام والإشراق الفكري وتمتطي صهوة الشجاعة في الإقدام على التحرر وبالتأكيد تصل إلى مراتب الإبداع وفي أغلب الأحيان تخلق الفرصة وتهيء الأجواء وتحول النظرات المشتتة نحو بوصلتها وإذا ما أتيحت لها الفرصة والأجواء المناسبة فسوف تتألق الفكرة ويتحول تطبيقها العملي بنفحات إبداعية وتألق مشرق .
في ظل الأجواء التي يعيشها الشعب العراقي وفي محافظات الوسط والجنوب بالذات من تظاهرات عارمة يومية وإعتصامات مستمرة بسبب الأوضاع المزرية التي حلت به نتيجة فساد الطبقة السياسية آلت بنتائجها المؤسفة إلى تعطيل الدولة بمؤسساتها بشكل عام وإنعكاسات ذلك على حاضر البلد ومستقبل أبناءه الذين كانوا يأملون خيراً يعيشونه اليوم ويتطلعون لغد أكثر إشراقاً من حاضرهم ، ولكن الواقع يشير إلى أن المنظور من الحال عدم إستقرار والمستقبل نحو المجهول .
في هذه الأجواء المتلبدة بالضياع والخوف من المجهول قام المبدعان الإبراهيميان (الناشط المدني إبراهيم المفتي والفنان المبدع إبراهيم الشذر) بفكره خارج المألوف راودتهما في تغيير نمطية الإعتصام مع إطلالة العام الجديد من أجل زرع التفاؤل والأمل في النفوس وتطلعات المستقبل المشرق فتبنوا فكرة الجدار الحر في ساحة الأحرار في كربلاء المقدسة لتدوين كل مايخطر في فكر المعتصمين ويخط المشاركون بأناملهم الكريمة ما يجول بخواطرهم وأفكارهم وعواطفهم من رؤية مستقبلية يتطلعون إليها ويأملون تحقيقها فالأماني لحياة كريمة لا قيد عليها فالقلم هو سلام الفكر والجدار حر فعسى أن يكون القادم أفضل وإن لم يتحقق فالتأريخ سيدون كلماتهم عبر الزمن . ولم يغب عن فكر المنظمين إقتناص هدف آخر وهو مد جسور التواصل ووشائج الإخوة بين المعتصمين والمتظاهرين وبين القوات الأمنية الحاضرة في ساحة الأحرار عبر مسابقات مشتركة بكرنفالات الفرحة والإبتسامة وحرية الكلمة المدونة .. حقاً كانت فكرة رائدة وعمل إبداعي رائع وإلهام في تغيير نمطية التظاهرات وتميز في زرع الود و المحبة ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات