22 ديسمبر، 2024 9:00 ص

منذ أن انفلج فجر العاشر من محرم ذلك اليوم المثقل بالحزن فتحت عيناي وسرعان ما اكملت ملبسي وفطوري وخرجت مسرعاً كي أذهب ضمن مواكب الحزن والعزاء التي نستذكر فيها موقف الحق كله امام الباطل كله ، وفي طريقي أستوقفني رجل ذو طلعة بهية وعليه من الوقار والجمال والهيبة ما يسلب بها القلوب والالباب ، وبصوت ليس كمثله صوت سألني الى أين مقصدك فقلت له اني ذاهب للمشاركة باحياء ذكرى استشهاد سبط رسول الله فقال لي لم ارى ارضكم ترتدي السواد ولم كل هذا الحزن الذي يعلو مدينتكم ؟ فقلت انها تحزن كل عام على استشهاد حبيب رسول الله وريحانته ومن حمله نبينا وهو رضيع وادخل الفرحة والسرور على قلبه عند مولده فسال عن حال اهل بلدي ؟ واجبته بما نحن فيه وقلت له السياسي عندنا يكذب ويسرق ورجل الدين فينا بات ذو كرش سمين وضمير ضعيف واحلوا ما حرم وحرموا ما احل الله وغنينا يسرف في كل شيء ولا يعلم بجاره ان كان قد نام شبعاً ام خواه الجوع وصغيرنا لم يعد يحترم كبيرنا حتى سقط الوقار عن كبيرنا ، فقال لي وشرارات الغضب تتطاير من عينيه ولم كل هذه الشعارات التي يرفعونها ولم كل هذا البكاء على دماءً روت تلك القيم والمباديء ان لم يعملوا عليها ويتصفوا بها ولم يطالبون بدماء هم ناكرون لم سالت وفيما اريقت اليس من الاقدس ان يتبعوا مكارم الاخلاق والصدق والامانة وحب الخير وترك كل ما هو سيء كما امرهم صاحب تلك الدماء الزكية ، فوجلت من الغضب الذي اعتلى وجهه وحاولت ان ابرر ما يحدث لكنه لف عبائته حول جسده بقوة حتى لفح غبارها وجهي وادار لي ظهره مبتعداً عني فركضت اليه وانا انادي عليه سيدي لم تخبرني من انت وكررت ندائي حتى ادار وجهه نحوي وقال ( انا من سالت دمائي من اجل المباديء والقيم والاخلاق والتي هجرتوها ) وضاع صوتي وانا انادي عليه وانادي حتى صحوت من نومي وصوتي يعلو بالنداء ( حسين حسين حسين ) ودموعي تنسكب فوق وجنتي وانا اقول الهي متى سنكون كما تريدنا انت ونبيك واهل بيت نبيك .