23 ديسمبر، 2024 1:46 ص

في عيد الفطر… نجدد التحية لصانع هذا المجد

في عيد الفطر… نجدد التحية لصانع هذا المجد

الضربة الموجعة التي وجهها الجيش العربي السوري ضد خفافيش الظلام الجدد على الأرض السورية جاءت بمثابة تأكيد على أن لسورية درعاً قوياً يحميه ضد كل من يحاول إرهاب شعب سورية والعبث بأمنها، لهذا جاءت عملية تحرير ادلب التي نفذتها قوات الجيش ونجحت في صد هجوم إرهابي عنيف من جانب المجموعات المسلحة ، وأنقذت يقظة القوات وجاهزيتها من صد الهجمات المعاكسة المنسقة التي شنها تنظيم جبهة النصرة على نقاط تثبيت الجيش السوري في محيط كفرنبودة، تخللها غزارة مفرطة في استعمال الانتحاريين (المهاجرين) من جزر المالديف، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، وتمكن الجيش من السيطرة على بلدة (القصابية) بعد اشتباكات عنيفة مع تلك الجماعات المسلحة التي تسيطر على المنطقة. وهذا ما سينتج عنه بالأيام القليلة القادمة إنهيار كامل لتنظيم جبهة النصرة بمدينة ادلب ومحيطها وانكسار تدريجي لمنظومة الحرب على سورية.

هذه المعارك تخللتها صور أخرى من صور النصر تمثلت بفقدان قدرة الجماعات المسلحة على المواجهة وأصبحت تعتمد على مفارز القنص والمفخخات التي تقاد بواسطة الانتحاريين لإعاقة تقدم الجيش السوري باتجاه مدينة ادلب، وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي، يتقدم بنجاح باتجاه ادلب وسيكون تحرير المدينة بمثابة هزيمة إستراتيجية لتنظيم جبهة النصرة وأخواته، ونقطة محورية في عمليات التحرير مستقبلاً، وباستكمال تطهيرها يصبح بإمكان الجيش السوري التوغل في مناطق الجماعات الإرهابية ، ما يشكل ضربة قاصمة لهذا الجماعات الذي قد تجد نفسها مضطرة للانسحاب بشكل كلي من كل الأراضي السورية.

في هذا السياق يبعث أبطال الجيش السوري المرابطون في مختلف جبهات القتال بسلسلة من رسائل الثبات والصمود والعزة للشعب السوري مباركين له بمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك، ونقل أبطال الجيش رسائل بأنهم على استعداد عال وجهوزية تامة، ويقظة واحترافية كاملة لأي خرق أو تحد أو استهداف لهذا الشعب في أمنه واستقراره وحرصه على وحدة سورية بتضحيات كبيرة .

كل هذه المعطيات على الساحة السورية اليوم، توصلنا لنتيجة لا تقبل الشك، وهي أن الجماعات الجهادية وأخواتها تلاشت وان نهايتها باتت ادنى من حبل الوريد بفضل التطورات الميدانية التي أحرزها الجيش السوري وحلفاؤه على الأرض خلال الشهور القليلة الماضية، وفي إطار ذلك عهد الرئيس الأسد وجيشه، بـ “نصر نهائي” على الجماعات المتشددة في سورية،وفي لقاء صحفي، قال الأسد إن ” الإنتصارات التي تشهدها سورية نتيجة الصبر من الشعب ومن المقاتلين في الجيش “.فالمحاولات الخائبة التي قام بها الأعداء لم تنجح في ثني الجيش السوري عن أداء واجباته لغاية تحرير آخر شبر من أرض سورية، فالمشهد الذي تشهده دول المنطقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً في سورية الصامدة.

في نفس السياق عُدَّ الجيش السوري بمواقفه الوطنية، كأحد مرتكزات الدولة السورية والمحافظ على أمنها وسيادتها، له يد تقاتل الإرهاب، وآخرى تغيث النازحين والأهالي وتسعف الهاربين من بطش الجماعات الإرهابية، ويحمل على أكتافه المصابين في كتف، والكتف الآخر بندقيته وشرفه ووطنيته، ويسعى للقضاء على العصابات الوحشية لحماية سورية والدفاع عنها وليشكل سياجاً منيعاً أمام كل التحديات، وأثبت عكس ما راهن عليه الأعداء من إدعاءات الطائفية والعنف، وأبلغهم أن الوطن أكبر من كل شيء، فحمايته واجبٌ على جميع أبنائه، فهو أغلى من الروح والدماء والأبناء.

والحقيقة أننا لن نستطيع أن نوفي هذا الجيش العظيم حقه، وكما قلت أكثر من مرة يكفى هذا الجيش أنه نجح في وقف مخطط تقسيم وتفتيت سورية إلى دويلات صغيرة ، فاليوم يضرب الجيش المثل في التضحية والفداء من أجل أن تحيا سورية شامخة والآن هو يستكمل المسيرة المقدسة من خلال تطهير إدلب وحماه وحلب من الجماعات المتطرفة ، لذلك فإن كل معاني الفخر تقف عاجزة أمام بطولات رجال الجيش، الذين اثبتوا وبجدارة إنهم حماة الأرض، واستطاعوا بما عرف عنهم من شجاعة نادرة وبما قدموه من تضحيات ان يحرروا أرض سورية ويدحروا الإرهاب بكل صنوفه وتشكيلاته