في عيد الأم حرصت على ان أقف امام قبرك سيدتي الجليلة مهنئا مباركا لك ذلك العيد الذي لم تفرحين به أو تشعرين بسعادة لقاءه لأنك اصلا لم تعرفيه بأحزان عشتيها ومآسي حياة مررت بها تركت آثارها عليك بسواد لايفارق إناقتك وتجاعيد الوجه وشيخوخة مبكره , هاأنذا أشعل عود البخور للتبرك بلقاءك وأنثر ماء الورد حول قبرك , لم تسعني الفرحة وأنا التقي بك في نومتك السرمدية التي لاعودة منها , خصالك أمي العزيزة أعجز ان أحصيها وذكرياتك لاأُنسيها , ثرة عطاء لاأقف عند جزء منها أو بعضها , أمي الحبيبة مَر بي شريط حياتي معك وانا انحني لاثما قبرك بعد ان أبتعتي ليرتك الثمينة لعلاجي عندما شحت الحياة وانحسر الخير في زمن غابر بعد موت والدي وتنكر البعض لنا إلامن خيمتك الوارفه تظلل علينا بفيئها الظليل وحنانها الكبير حرصك الشديد على ان نتاول الفطور قبل الذهاب للمدرسة مبكرا , كلماتك المأثورة ترن في ذاكرتي بين الحين وألاخر وهي تخرج من بين حنايا الضلوع متأوهة باكية بنشيج صوتك العذب (( يمه فدوه تروحلك أمك )) ,
آه ياأمي لايغيب عن بالي دعائك المتكرر لي في حلِ وترحالي , ولا أنسى حرصك على ان تبتاعي لي بدلة العيد الجميلة قبل حلوله وأنت تنثرين عطرك المفضل جميع اعضا ءجسدي , ذكريات كثيرة عالقة في النفس لاتغادرها أبداَ , أمي وروحي مغفرة الرب ورحمة الباري تغمرك وأنت تتوسدين الثرى بين يدي العزيز الحكيم , لايفوتني أمي الحنونة ان أُشكي لك حال الأمهات في بلدي وهن يتوسدن الأرض ويلتحفن السماء بعيدات عن سكنهن بعد ان هدم المغول منازلهم والتهمت النيران اثاثهم وحروب دمرت نفوسهم ويتمت أطفالهم , سيق البعض منهن أُسارى كما تساق الجواري للتجارة بهن وبيعهن في أسواق النخاسة بثمن بخس , وأمهات ينتظرن ظناهن من مجازر الغدر في سبايكر والصقلاوية ومناطق الغربية بعد ان طوتها المقابر الجماعية ضاع فيها الدليل وأُفتقد الأثر , والبعض في مفترق الطرق يتسولن لعوز الحال وقصر اليد , والاخريات في بيوت رصت بصفائح الزيت وسقوف متهاوية يتاجرن بالنفايات .وداعا أمي فأن قلبي أعتصر والشمس قاربت على الغروب
يغال في الجريمة , فعلا أنها جريمة أخرى تضاف لسجلهم الأسود المملؤ بصفحات الغدر والأنتقام .
