النساء لايعدمن وسيلة لتلطيف نمط الحياة ، فقد خلقهن الله -او (الطبيعة)، او ربما (الصدفة) عند بعض الوجوديين- لطيفات رقيقات .
دخلن قلوب الرجال الانقياء ،،
و اثّرن بسحرهن اللطيف حتى ارين بعضهم عالم الخيال و الشعر و الجمال ، و اخرجن اباهم من الجنة . لا باس فلابد من هامش خسارة “بسيطة”! مع كل ربح .
دخلن عقول المفكرين و الفلاسفة ،،
فدعمنهم و احطن حياتهم بمزيج من الرعاية الانثوية الحانية و انلن مَن كنّ امامه القمة التي يبتدرها ، و أردين من كن وراءه الهوة التي لم ينتظرها ، و لا عجب ” فوراء كل رجل عظيم امرأة”!
دخلن مجال التعليم ،،
فصار لطيفا خفيفا مليئا بالظرافة و الحكايات و القصص و المناكفات و المزاجيات ، و استمتع التلامذة و الطلاب بالرومانسية و الجمال ، و تعلم الغزل و مواضيع الحب ، و الغيرة و الرفق بالحيوان و الانسان ، و الورود و الملابس و الالوان .
بعيدا عن جدية العلم و جفافه ، وصرامة المعلم و اعتسافه ، و برود الرياضيات و تعقيد المعادلات ، و عبثية الفيزياء و غرابة نتائج الطب و الكيمياء ، انما هي عذوبة الانوثة و بساطة النساء ، صحيح انّ ليس كل متخرج نريده فنانا ، لكن لاباس من نسبة من النسمات تبعدنا عن صناعة السيارات و نصب سكك القطارات و بناء ابراج المطارات . فبعد كل شيء “الدنيا فانية و لن تجني منها الا زقا و غانية” .كما يقول بعض الشعراء الوصافين .
دخلن مجال الفن و الرسم ،،
فانقذننا من تعقيدات المدارس الفنية و التعقيدات السلفادورية و التكعيبات البابلوية و التلغيزات ال ڤان كوخية، و حملننا الى لوحات جمالية باصباغ وردية و ريشات طرية و مواضيع واضحة مفهومة سطحية ، و قضين تماما على بدعة القوانين و الشروط و المدارس النقدية .قد يختلط الامر على البعض ، او ينزعج من يتمسكون بشروط الابتكار و الابداع و الجدية و الهدف و الرسالة و ما الى ذلك من عقبات الرجال ، لكن لاباس في تضحية “جانبية بسيطة” ! بما يسمونها الرسالة و الاصالة و الجزالة ، من اجل عيني جميلة رقيقة مفضالة .
دخلن عالم الصحافة و الاعلام،،
فزيّنّه بالجمال و الاناقة و المظهر و الهندام ، الابتسامة المشرقة في كل موقف و لو كان حربا ، و العيون الناعسة الشاردة امام الشاشات و لو كان الخبر موتا ، و الاسئلة البعيدة عن كل مايزعج الذهن او يعمل الفكر او يحفز العقل و يتعبه بالاشتغال ، لاشيء امامك الا عذوبة أصوات و رسم وجوه و ازدحام الوان و تشابك تصميمات مبهجة، نعم ، قد يفوتنا الكثير من صدق و واقع ماحولنا ، ولكن لاباس في شيء من الهروب من الحقيقة و الفهم و العلم والتوثب الذهني الى حيث التناسي و التغافل و الرقة والتسطيح .
دخلن عالم الشعر ،،
فأضفين عليه كل شيء و كل شكل و كل امر و كل قول و كل نظم و كل وزن و كل تحديث فأرحننا مماصدع به رؤوسنا الجاهليون و الامويون و العباسيون ، و صرنا بفضلهن الى جمال جديد و انفتاح فريد لايجاريهن فيه الا معجبوهن المعاصرون ،بل و لايفهم قولهن الا الراسخون ، و لايفك شفرات تصويرهن و تعبيرهن و توليدهن للمعاني الا الهائمون الصيادون الماهرون .
و بعد كل هذا تريدوننا ان ندعو الى مساواتهن بنا ! من اجل ماذا؟ ليصبحن مثلنا معلمين جافين او فلاسفة متفكرين او فنانين جادين او رسامين ملتزمين تقليديين ،او صحفيين ومحللين نابهين محزنين ، او ربما شعراء حكماء ناصحين نائحين .!
ثم اذا تحولت المراة الى شيء آخر غير ماهي عليه ، فماذا سيكون يوم الثامن من آذار ، عيد من ؟
بل هو عيدها الذي اراده لها العالم الحر ، عالم حقوق الانسان و حقوق المراة و حقوق الطفل و حقوق كل صاحب حق.
فأدِمن ايتها النساء المطالبة بحقوقكن ف”ما ضاع حق وراءه مطالِب”ة
و حقهن ان نهنئهنّ بعيدهن ، فكل عام و النساء بخير .