23 ديسمبر، 2024 12:14 ص

في عيدها …المراة التي تعرف ..!

في عيدها …المراة التي تعرف ..!

لا استغرب كثيرا مما يستغرب منه الناس في اغلب المجتمعات ..ولنحدد مجتمعنا العربي الاسلامي ..يستغرب اصدقاء لي -حتى من الكتاب والمختصين- واخرين ،ومن غير اصدقائي ممن اتابع لهم ماينتجون (فكريا او ادبيا) ،،ومن عموم الناس ايضا .
يستغربون من بروز مراة مثقفة او اكاديمية في جلسة اجتماعية او على منصة اعلامية او في محطة فكرية وهي تقول او تنادي ان الرجل طبيعيا مخلوق او مفطور على قدرته او ربما حاجته لاكثر من مراة في حياته ..(وهذا الكلام لبعض الغربيات ايضا) واللواتي يتابعن او يمهتن العلم والثقافة ..ونراهن لاينكرن مايقال في الكتب العلمية والفلسفية والتقارير الحديثة في جامعاتهم ومراكزهم غير مبالية بفطرتها التي تدفعها لنكران ذلك حفاظا على حبيبها الرجل او زوجها كما تفعل النساء لغربيات الاخريات وهن الاغلب الاعم (طبعا) ..حتى انها وامثالها ينادين في برلمان او على الاعلام بتشريع تعدد الزوجات مدنيا لتحصين الرجل وانهاء ماتسببه حاجته تلك من بعض الفوضى الاجتماعية في النسب والاسرة وازدياد عدد المشتغلات بالمهن الجسدية المخزية المذلة للمراة ..وهنا يقف الاخرون مستغربين مندهشين من قولها او طلبها على غير مادرجت عليه اخواتها من النساء اللواتي يغرقن في انكار حق الرجل او قدرته او فطرته لصالح اثبات التساوي (الشاذ) بين الجنسين او لغرض اثبات عكس الفطرة الخلقية حيث لايمكن المناداة ان تفعل المراة مثله اذ لحسن الحظ لم تصل البشرية الى هذا الانحطاط علنيا بعد! اما انا فلا استغرب مطلقا ولعلي من اكثر من عاشر المراة وفهمها واقترب منها عقليا ودراسيا وتربويا وفي جوانب متعددة يعرفها من يعرفني ،،لا استغرب مطلقا من هذه الدعوة المؤيدة للرجل من قبل تلك النساء ..
ذلك ان هذا نموذج طبيعي جدا للمراة التي “تعرف” حقها وواجبها وتعرف الواقع والعلم والاجتماع وتعرف احتياجات عاطفتها ماديا وروحيا كما تعرف جيدا الفرق بينها وبين عاطفة وحاجة الرجل ..فلا غرابة. .
وفي المجتمع المسلم لما تظهر مثل تلك المراة الغربية ولكن بنسخة شرقية اسلاميةاو عربية وتطالب او تؤيد ذلك مجادلة غيرها من النساء الشرقيات التي هن (ومن عجائب الدهر) اكثر تشددا تجاه هذا الامر وتمسكا بمفاهيم سمعن عنها ولايدرين ماهيتها من امثال حقوق المراة والمساواة وماشابه مما اوضحه الاسلام جليا في كتابه وعلى لسان نبيه وعلماءه ولاينكره الا جاهل او معاند ..ولكنهن ومن يلعب بعقولهن من منتفعي الرجال يريدون التشويه ودفع الامور الى غير نصابها..اقول تلك النسوة الشرقيات المثقفات اللواتي نراهن احيانا يتصدرن منصات الاعلام والتواصل ليطالبن بعدم الحد او الاعتراض على مبدا تعدد الزوجات وترك الحق للرجل بشروط حالته ..وعذل بقية النسوة عن الاعتراض والتشويش ..يستغرب الكثيرون من هذه المراة الداعمة لذلك على عكس التيار السائد ،ولكني لا استغرب ابدا ،
فهذا ايضا نموذج طبيعي جدا للمراة التي تعرف دينها وفطرتها وكتابها ونبيها قبل معرفة عادات مجتمعها واعرافه ..فلا غرابة .
فالمراة التي تعرف غير المراة التي تهرف بما لاتعرف
ومبارك للنسوة عيدهن.