12 يونيو، 2024 12:01 ص
Search
Close this search box.

في عيدها الأغر..عرش سلطان صاحبة الجلالة مزدان بأكاليل الغار

Facebook
Twitter
LinkedIn

كل عروش الحكومات تتهاوى..وتسقط..وتأتي أخرى عبر القرون..

إلا عرش السلطة الرابعة ومملكتها المتربعة على تاجها المرصع بالدر والياقوت وهي تتزين بنياشين المحبة ، بعد أن نذرت نفسها لتكون المدافع الامين عن حقوق الشعب، وعن إحقاق العدالة بوجه أي ظلم تتعرض له الرعية..

شمسها البازغة تشرق دوما..ونجومها تتلألأ بين الكواكب والأقمار المضيئة في أعالي السماء..تنشد تطبيق العدالة الآلهية والوضعية وقيمها وأعرافها على حد سواء..

وفي العراق..عرش صاحبة الجلالة يتفاخر بقصوره العامرة..وتتلألأ أنوارها من كل الثريات وبألوان القوس قزح التي تشعرك بالهيبة والوقار.. وترى جبينها كل يوم وهو يزدان بأكاليل الغار..

هنا في العراق ما يزال صحفيوه ونخبه ومثقفوه وأدباؤه هم من يحملون تاج عرشها المرصع بالقيم وبالمحافظة على قدسية الكلمة من أن تتعرض للإمتهان..

صحفيو العراق ..هم صفوة المجتمع ونخبه وكوادره.. ومن تحمل عبء الدفاع عن الحرية والإنسان..والكرامة ..وصيانة الأوطان..

صحفيو العراق والصحفيون العرب وكل رسل الصحافة في العالم هم من تتفاخر بهم مدن الدنيا بأنهم هم من يضيئون مشاعل الحضارة والتمدن..

وهم من يعلون صروح المجد..وهم من يحفظون للأوطان هيبتها ووقارها وعلو منازل الكرام الميامين..

مملكة الصحافة وعرشها في العرق يتوشح كل عام في الخامس عشر من حزيران بتيجان ونياشين المحبة والإحترام ..

وقد إكتسبوا محبة شعبهم ونالوا أوسمة المجد عن جدارة وإستحقاق..

هم بيارق الحرية..وهم من يمنحون الكلمة قدسيتها وموقعها المؤثر لدى الراي العام وفي أوساط كل المجتمعات..

وفي العراق..تاج الحضارات يفخر صحفيوه أنهم اصحاب حضارات غائرة في عمق التاريخ..وقد إمتلأت صفحات مجدهم بكل ما يرفع الرأس علوا وكبرياء..

هل سمعتم بأن مملكة الصحافة تهاوى عرشها في يوم من الأيام..

أو تخلت عن قيمها ومبادئها وشعبها حين تتعرض القيم للإنهيار ..

نحن نفتخر في العراق بأن عيد الصحافة قد ولد قبل آلاف السنين..

فقد حبانا بالله في كتابه الكريم بأن ذكرّنا بصحف إبراهيم وموسى ..

وهي أول صحف إستخدمها الأنبياء لإيصال رسالات ربهم الى بني البشر في كل أصقاع الأرض..

أجل..نحن في العراق أحفاد صحف إبراهيم..وفي مصر الكنانة أحفاد صحف موسى..

وما بين العراق ومصر عشرات الحضارات التي أقيمت وهوت عروش الكثير منها وبقيت قيمها ومعالمها شاخصة عبر القرون..

إلا عرش الصحافة في العراق..فهو السلطان الوحيد الذي يبقى متألقا ليس بمقدور كائن من كان أن يهدم قصوره أو يثني جمعه عن المحافظة على شرف الكلمة من أن تباع في المزاد العلني..

بل ليس بمقدور كل الحكومات أو الطغاة أو المتجبرين أن تسقط عرش مملكتهم العامرة ، لأن أفكارهم وما يعبرون عنه محفوظ في سويداء قلوبهم وبين حنايا الضمائر والصدور ..

بل أن عرش صحافتنا هو من يسقط عروش الكثير من الحكومات إذا تجاوزت السلطات على كرامة الإنسان أو عرضت حريته للإمتهان..

هنا في العراق ، ولدت الصحافة مع الأنبياء ..

هنا في العراق تألقت الصحافة على مر التاريخ مع ملوك الحضارات ..وهي من سطرت بطولاتهم وتحدثت عن معالم حكمهم..وما أقاموه من قيم ومباديء ومعالم حضارة وتمدن..

ربما كان السلطان مؤيد اللامي هو حتى الان ، أي في عام 2024 ،  يعد أحد سلاطين هذه المملكة التي مايزال يحمل عرشها منذ أكثر من خمسة عشر عاما..وترى بنيانها يعلو وتزدان معالم نهضتها وبريقها يوما بعد يوم..والى ماشاء الله لكي تستمر الحياة..

وترى العرب وصحفيوهم ونخبهم ينظرون الان الى العراق وعاصمته بغداد الحضارة والامجاد على أنها قبلة الكلمة الحرة الشريفة المقاتلة التي تحفظ للعرب كرامتهم وقيمهم ، وهي توقد لهم فوانيس نهضتهم ، معمدة بالجواهر الدرر، وكأنها عروستهم التي ليس بمقدورهم إلا أن ينحنوا لجمالها وبهائها وجنائنها المعلقة التي سطرت حضاراتها عبر القرون والأزمان..

هنا.. المؤيد بالله يحمل رسالتها ، ويرفع رايات عزها ومجدها وفخارها الى علياء السماء..

قد تكون المائة وخمسة وخمسون عاما هي تاريخ إنبثاقها في العصر الحديث..تلك التي نتخذ منها الان مناسبة للاحتفال..لكن الحقيقة هي ليست كذلك..

نحن من حقنا أن نقول أن عيد الصحافة العراقية يبدأ مع صحف إبراهيم عليه السلام..التي كرمها الله بها لتكون وسيلته الإعلامية الأولى التي من خلاها يريد إرسال رسالته لشعبه ولبني الإنسانية..

فهو النبي الذي وهبه الله الصحف الأولى لإيصال رسالته السماوية الى الشعوب والى الجبابرة وعلية القوم من القبائل العربية..وهي موجهة إيضا لمن كانوا يمارسون الظلم والإضطهاد على رؤوس العباد..ليحررهم من العبودية وعبادة الأصنام..ولينفذ ما طلب منه رب السموات إيصاله من رسائل..وجاء بقية الأنبياء والرسل وعروش الأديان التي حكمت العالم لتكمل المشوار..

حقا أن إننا أمام معجزة صحفية ورسالة سماوية تمتد لعشرات الآلاف من السنين ..

وهي أعلى ما نتفاخر به بين بني الإنسانية من أننا رسل الكلمة وتيجانها التي تعلو فوق الرؤوس، ونحن كواكبها المتلألئة المنيرة التي تشع أنوارها في كل الدنيا بهجة ومحبة وكبرياء وعلو منازل.. يستحقها أهل العراق..وهم من كرمهم الباري بأن كانت صحف إبراهيم أول ما وهبها الباري للعراقيين عن جدارة وإستحقاق..فهي تاريخهم وسفر أمجادهم الذي يكتبون..

تحية للصحافة العراقية في عيدها الميمون..وتحية لنقيبها المؤيد بالله الأستاذ مؤيد اللامي..الذي أعلى بنيان صاحبة الجلالة وكرمها المنازل الرفيعة وحفظ لها مكانتها ودورها بين كل السلطات..

وتحية الى مجلس نقابتها ونخبها وكوادرها ورجالاتها الأكفاء الذين حفظوا للكلمة هيبتها ووقارها..

ولهم من كل الدنيا قبلات محبة وباقات ورود وزهور نظرة وعطرة..في ذكرى إنطلاقة الكلمة المعبرة عن الضمير العراقي والعربي والإنساني أينما كان..

شكرا جزيلا للضيوف العرب ومن مختلف دول العالم..من قياداتها الصحفية ومن نخبها التي تجشمت عناء السفر وحضرت الى نقابة الصحفيين العراقيين في عيدها الأغر..لتقديم تهانيها الرقيقة وتبريكاتها للأسرة الصحفية العراقية ، بهذه المناسبة الجليلة العزيزة على القلوب..ولهم من بغداد الحضارة والتاريخ ألف تحية وسلام..

تحية إجلال وتقدير وإحترام عاليين لشعب فلسطين وشعب غزة ومخيم رفح وهما يواجهان حملات الإبادة الصهيونية ، من أجل أن تشرق شمس الأقصى وتتحرر بلادهم من كل غاصب ومحتل وغاشم ، جرعهم طوال تلك السنوات العجاف مرارة القهر والظلم والقتل والتشريد وكل صنوف العذاب والويلات..

تحية لأطفال غزة ومخيم رفح ونسائها وشيوخها وكل فلسطين وقدسها وأبطالها الميامين الذين كانوا عنوانا للمعجزات وسطروا في تأريخ الإنسانية أروع المفاخر والبطولات..

ولشهداء فلسطين الرحمة وفي عليين حيث تحرسهم عناية رب السموات بفسيح جناته..ولجرحاهم ومصابيهم الشفاء العاجل بإذن الله..ولشعبهم الانتصار واعلان دولتهم المستقلة بعون الله..

ولتسقط الصهيونية العالمية المجرمة حين تقف مع وحش كاسر مجرم غادر خسيس ، له تاريخ من الغدر بأنبيائه ورسله وتحطيم إرادة الشعوب من خلال مكائد الشر التي يبتكرونها لإبادة البشرية وتعريض سلام العالم وشعوبه لمخاطر الفناء والقتل والترويع والتدمير بكل أشكاله..

ولصحفيي العراق ونخبهم ومثقفيهم ولشهداء الصحافة العراقية عبر مسيرتها الطويلة في كل عام ألف تحية وتقدير..والى أعوام مقبلة تزدان بكل ما يرفع الرأس علوا وكبرياء..

حفظ الله عراقنا وشعبنا وكل أرجاء المعمورة من كل سوء..

ولتبقى رسالة الصحافة أسمى رسالة إنسانية سلاحها الكلمة وموقفها الضمير الحي..وهي من تستحق أن تنال المنازل الرفيعة على مر الزمان..وكل عام ومملكة الصحافة في عيدها المزدان بالألق كل محبة وتقدير ولنخبها وكوادرها كل الود والاحترام ..مع خالص أمنياتنا لهم بالتوفيق الدائم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب