23 ديسمبر، 2024 7:25 ص

في ظل غياب الدولة .. أطباء أم قصابون ؟

في ظل غياب الدولة .. أطباء أم قصابون ؟

عندما تغيب الدولة تظهر مافيات وعصابات في كل أنحاء البلد ، ولكن ان تتحول اكثر الفئات انسانية وهم شريحة الاطباء الى ابتزاز المراجعين المرضى فهي حالة تستحق الوقوف عندها ومعالجتها ومحاسبة مرتكبيها.
مافيا الاطباء – بالتاكيد لا نقصد الجميع – تمتد كالاخطبوط خاصة في منطقتي الحارثية واباب الشرقي ببغداد وتعمل كمقطاطة تقط المراجع المريض المعدم ، فمن حراس كالميشيات يقفون بباب عيادة الطبيب القصاب الذين ينادون ويروجون في الشارع للطبيب وبضاعته وكأنه بائع خضروات او بقال مرورا بالكسرتير او السكرتيرة الذين يأخذون الرشاوى لتقديم الدخول لطبيب لمن يدفع من المرضى على من لا يدفع رغم كونه أسبق في الدور الى الطبيب الذي يكشف على اكثر من مريض في وقت واحد وبالتداخل اضافة الى المراجعين الذين يقدمون له نتائج التحليلات المرضية فتصبح غرفته (خان جغان) ، ثم يكتب الطبيب (القصاب) الوصفة ويأمر المريض بأن يأخذها من صيدلية تابعة له او متعاون ومتفق معها حصرا ، واغلب المراجعين يطلب منهم القصاب اجراء فحوصات وتحليلات او اخذ اشعة لأبسط الاشياء حتى وإن لم تكن هنالك حاجة الى ذلك ، والسكرتارية هي من تتصل بالمختبر ليأتي أحدهم ويسحب الدم او ياخذ الادرار للمريض في مكان انتظار المراجعين ، وجميع ذلك يجري باعطاء حصة مادية للقصاب من الصيدلية والمختبر.
مسألة أخرى ابتدعها ما يسمون بالأطباء المتاجرون بمعاناة المرضى وهي المتاجرة بالأدوية من خلال الشراء من مندوبين يعرضون بضاعتهم من الادوية على الاطباء فيقوم الطبيب بعد الموافقة باحالة ادوية المندوبين الى صيدليات يتعاملون معها ثم ياخذون عمولتهم التي هي عبارة عن عروض مغرية من اموال وبطاقات سفر تعطى كهدايا لهم للسفر والسياحة والترفيه في ارقى دول العالم على حساب المرضى والمعدمين الفقراء.
أية مهنة طب هذه .. أية انسانية هذه .. انهم قصابون وليسوا اطباء.العتب ليس عليهم وحدهم فقد اصبحوا وحوشا كاسرة بسبب غياب الدولة وعدم متابعات المؤسسات الحكومية المعنية وأولعا وزارة الصحة ودوائر التفتيش الحي والجهات ارقابية الاخرى ، لان الفساد نخر تلك المؤسسات وبمباركة الاحزاب السارقة والفاسدة والجميع يتذكر من هو مفتش وزارة الصحة السابق التابع أي حزب الدعوة الذي اتهم بالفساد ثم هربه حزبه. والذي جاء بعده ربما هو أسوأ منه فاقصي من منصبه بسبب تهم فساد متبادلة بينه وبين الوزيرة.
من يراقب ، ومن يتابع ومن يصح في هذه الفوضى والغابة الكبيرة ؟