لم نقرأ يوماً أن للحرف ظلا! كيف اصبح للسينِ ظلٌ؟ ولمَ هذا الحرفُ بالذات ؟ كل هذه التساؤلاتِ ستولدُ نوباتِ هلعٍ وقلقٍ قد تُصِيبك ، في ست عشرة سنةً من المشاعر المربكةِ و الهاربةِ مما قد اصابَ المواطنَ العراقي
على مدارِ كلّ هذه السنين تعاقبت الحكوماتُ واختلفت الاراءُ وهجمت التصريحاتُ عبرَ محطاتِ التفازِ وكلُ تلك التصريحاتِ بدأت بحرفِ السين سنبني سنقضي على الارهاب سنغيرُ وسنقضي على الفسادِ و س….
من هنا وفي بادئ الامرِ كان المواطنُ سعيداً جدا بما يطربُ مسامعهُ من كلمات تبدأءُ بهذا الحرفِ جعلت منه في قممِ الاملِ لتذهب به الى ان يجدَ نفسه في قممِ الانكسارِ الروحيِّ والنفسي واليأس
متى يختفي حرفُ السين من احاديثِ السياسيين متى يصمت اصحابُ القرار ِعن الثرثرةِ ويتجهوا الى العملِ الجدي ويكفُّ كلُ ذي كذبٍ كذبه عن مداعبةِ مشاعرِ الفقراء
لربما هم الوحيدون الاتراك الذين تركوا وأهملوا بعضَ الحروفِ في مصاحفهم الا اننا غير قادرين على ان نجعلَ ساستتنا يتركوا حرفاً واحداً لا بل عاجزون عن ذلك
حرف السين هو ذاتُه الذي اصبح كسيفٍ ذبحَ امالَ وتطلعات هذا الشعب عبر وعودٍ اودت بحايتهم وابنائهم الى الجحيم
هو الحرف ذاته الذي كاد ان يتكررَ كلَ يوم على مسامعِ امهاتِ الشهداءِ وهو الحرف ذاته الذي لم تعد له قيمةٌ لدى المواطن بعد ان اصبح متكررا في كل مجلس سياسي..
حذف حرف السين من الحديث السياسي لربما سيعيد شيئا من املِ المواطن بالحكومةِ التي لا تمتلكُ غيرَ الوعودِ التى تبدئها بحرفِ السين كالمعتداد…