لقد اضحت عبارة < ما بين السطور وما خلف السطور عبارةً Expired وكأنها متساوية او متعادلة لما مكتوبٌ فوق السطور.! لذا فالإرتفاع قليلاً ولو لبضعةِ سنتمرات او حتى لإرتفاعاتٍ شاهقة فوق خارطةِ اخبارٍ غزيرةٍ ومتدفقة تعكس او تنقل مجريات ما يجري في العراق وما يجري في احشاء عمليته السياسية – الجراحية , فهو ارتفاعٌ قد يقلل من نسبة التصاقنا وامتزاجنا في متابعة هذه الأحداث والإنفعال والتفاعل فيها وما يكتنفها , ممّا يقلل من مديات النظر الى الحدّ الأدنى او اقل .!
فبغضّ النظر عن افتقاد الحكومة او ما يسمى بالرئاسات الثلاث من اكمال او استكمال الكابينة الوزارية لتنصيب وزيري الداخلية والدفاع اللتين تستميت وتتشبّث احزاب السلطة لنيلها كي تتحكّم بحياة المواطنين ولخدمةِ دولةٍ اخرى في هذا الشأن , ودونما حياءٍ ولا خجل من ترك هذه الفجوة الوزارية مفتوحةً على مصراعيها , وسطَ تهديداتٍ واخطارٍ مفترضة من الدواعش ومن دولٍ اخرى , فماذا نرى عدا ذلك .!
على اقدامٍ وسيقان يجري تهريبُ النفط وعلى اعلى المستويات , ومحالٌ أن يحدث ويجري ذلك دون دعمٍ سياسيٍّ ومسلّح ورفيع المستوى من احزابٍ نافذةٍ في السلطة , فماذا تبقّى من شرعية السلطة غير الشرعية اصلاً من خلال ما جرى في عملية صناديق الأنتخابات المثقوبة من اكثر من مكان .!
بجانبِ ذلك فالتسقيط السياسي الدائر بين رموز من ساسة السلطة وبدعمٍ وتعزيزاتٍ من من جماهير السوشيال ميديا في التعبير عن رؤاهم وآرائهم تجاه مَن يحكمون العراق , فهذا التسقيط والسقوط الأخلاقي قد شوّه صورة العراق في محيطه العربي والدولي الى حدودٍ قصوى انعكست على عموم المواطنين في الخارج وفي تعامل الدول معهم لأعتباراتٍ أمنيّةٍ مفترضة .!
كما يصاحب ويرافق ذلك ” يداً بيد ” أنّ كلّ ما قيل ويقال عن الفساد ومكافحته منذ الحكومات السابقة والحالية فهو محطّ استخفاف وازدراء الفسدة السياسيين الذين على ادراكٍ مطلق أنّ ما يقال لا يتجاوز الأستهلاك المحلّي .. وما ذا بقيَ ممّا لم يفعلوه بعد ! هل من سلسلة الحرائق المتكررة التي تعاود نشاطها بين احايينٍ واخريات , اومن عملية اغتيال وقتل الأسماك المليونية وكأنها Genocide في كلا الرافدين , والى ضرب الأنتاج الوطني للزراعة عبر استيراد بدائلٍ عنها , ثمّ لماذا في هذا الظرف بالذات تنتشر المخدرات في العراق وبنسبةٍ تهدد جيل الشباب والأحداث وطلبة المدارس ودون أحكام وعقوبات قضائية بالأعدام للردع على الأقل , ومن الجهة التي تسهّل دخول المخدرات من خارج الحدود ولاتخضع للتفتيش من دونِ بخشيش !
, وهل هي مصادفة أن تكتشف الكمارك ” مصادفةً ” لشاحناتٍ ملآى بموادٍ غذائيةٍ ملوّثة وغير صالحة للأستخدام البشري وغير البشري , وكم مرّت وكم جرى تمرير ارتالٍ لمثل تلك الشاحنات دون اكتشافها .!
والى ذلك , فندري ولا ندري لماذا عدم فتح ملفّات المسؤولين عن سقوط الموصل بيد الدواعش ” سوى التستّر عليهم ” بثمنٍ مجهولٍ ومبهم , هذا والجماهير ” وَ وسط زخم الأحداث ” قد نسيت ملّف سجن ابو غريب لهروب او تهريب الدواعش والقتلة والأرهابيين , وترك المسؤولين عن ذلك في راحةٍ واستجمام .!
الأهم والأشدّ اهميّة من الأمثلة المنتخبة والمختارة عشوائياً وعفويّاً في اعلاه , فمن الناحية الواقعية المجرّدة فلا توجد رئاسة وزراء ولا رئاسة برلمان ولا حتى رئاسة جمهورية في العراق , فكلّ رؤساء تلكم الرئاسات مقصوصي الأجنحة او بدونِ اجنحةٍ اصلاً , فالذي يحكم العراق فعلياً ويتحكّم بسياسته الخارجية والداخلية ” تجاه العاصمة والمحافظات ” وكذلك في التحكّم بالوزارات الأقتصادية هم قادة فصائل الحشد الشعبي , ولا نتطرّق هنا الى الدياليكتيكية او الجدلية – Arguementative Relation بين هؤلاء السادة والجارة الشرقية , فَكلّ ما في الخفاء صار تحتَ الأضواء .! , ولعلّ حادثة العبّارة ” من زاويةٍ خاصة ” قد كانت مفيدةً للسلطة لإشغال وإشعال العواطف الجماهيرية وإبعادها عن النظر لما يجري من مجرياتٍ تمزّق القلوب وتوتّر الأعصاب , وكأنّ الشعب محكومٌ بقوانين شريعة الغاب .!
عوامل اليأس باتت وما برحت تلقي بظلالها بتدريجٍ او تدرّجٍ غير مبرمج على خيطٍ متهرّئٍ من أمل .!