لم تكن لي وجهة اقصدها ولكنها مضت بي حيث لا اعلم
هكذا أرادت خطواتي ان تدفعني لا بل هي رغبة قلبية للمشي في تلك الطرقات على غير هدى
سرت بهدوء تحفني نسمات منعشة من كل جانب
شمس تختبئ خلف الغيوم تبث خيوطا رقيقة من أشعتها الدافئة في شتاء روحي
وكل شيء بدا كما أرادته
لم تكن تلك الطرقات أشبه بالمساحات التي يقصدها الناس للتأمل فهي ليست بغابة أو شاطئ ولا مساحات خضراء ممتدة فقط كان لي الاستعانه بذكرياتي لاستحضار كل ذلك طلبا لراحة فكري وروحي المتعبه بعدم فهمك لي
بينما لم تكن لك سوى شوارع مقفرة بجدران متصدعة طالتها أيدي أولئك الذين أكره وتكره الحديث عنهم
ولكنها السماء وحدها وحنيني لك لم يتغير فهي
بديعة تسلب الروح من الجسد تنظر إليها وتبتسم كالعاده ابتسامتك التي لم تنساها ذاكرتي
ربما مخيلتي قد جعلت منها طيرا يحتضن السحب أو نجمة ستظهر حين يسدل الليل ستاره لتسامر القمر
كنت ابتسم ابتسامة مترعة بالراحة كما لو أن الخيال استحال فجأة إلى حقيقة وعادت بي الايام لك
وهكذا خطوة وراء خطوة كانت تنزاح أشياء كنت قد علقت بها على مر الأيام حتى أثقلتني من جديد بالحنين لك ولكنها
استطاعت أن تتحرر من كل تلك الأشياء الثقيله المبهمه
فلم اعد إلا بقلب يملؤه الدفئ والشوق من جديد
ولكن روحي ظلت أسيرة لذكراك ولسماء شغوفة للقياك