18 ديسمبر، 2024 9:36 م

في : شأنٍ روسيٍّ – سوريٍّ محدّد

في : شأنٍ روسيٍّ – سوريٍّ محدّد

ما برِحَ الرقم الدقيق لعدد او حجم القوات الروسية المنسحبة من سوريا مجهولاً لغاية الآن < رغم أنّ عملية السحب لم تستكمل كلياً بعد > , وما الأرقام التي تشير اليها بعض وسائل الإعلام سوى أنها متضاربة , وغالباً ما تعتمد على تخميناتٍ وتكهنات , او على معلوماتٍ مسرّبة عمداً من جهاتٍ ما بغية تشويش المشهد الروسي في حربه مع اوكرانيا .

مسألة سحب قَطَعات ووحدات عسكرية في الجيوش اثناء المعارك والحروب , هي مسألةٌ طبيعية او شبه تقليدية لما تفرضه الظروف العسكرية والسياسية ايضاً وفقاً لطبيعة ايّ حربٍ او معركةٍ وخصائصها التعبوية , لكنّ الأهم من كلّ ذلك أن يجري تنفيذ السحب او الإنسحاب قبل الإعلان عنه ! وبنسبةٍ او كمعدّل يصل الى نحو 70 % من مجمل القوّة المتواجدة على الأرض في هذه المنطقة او تلك , وفقاً الى حجم ومساحة المعركة ومسرح العمليات وما الى ذلك من اعتباراتٍ متعددةٍ اخرى < ولم يعد سرّاً أنّ وزارة الدفاع العراقية او القيادة العامة للقوات المسلحة آنذاك قد سحبت قواتٍ كبيرة من الفرق والألوية العسكرية من الكويت ” بما يكاد يصل او يدنو الى هذا الرقم قبل الإعلان عن ذلك الأنسحاب في حرب عام 1991 > .. والى ذلك فيصعب تحديد ومعرفة عديد القوات الروسية التي يجري سحبها من سوريا في طريقها الى الجبهة الأوكرانية .

سبق وذكرنا في مقالةٍ سابقة أنّ تعويض الفراغ للوحدات الروسية التي يجري إعادتها , عبر تسليمه الى ميليشيات الحرس الثوري الأيراني والى وحداتٍ من حزب الله اللبناني داخل سوريا , فهو على ما يبدو كمسألةٍ سياسيةٍ لإغاظة وإثارة الأمريكان , اكثر منه لسدّ النقص المفترض عسكرياً والذي له اعتباراته الفعلية والى حدودٍ ما .! , لكنّما ومع ذاكَ وهذا , فللمسألةٍ مضاعفاتٍ لم تبدأ بعد , والشروع في بدئها ليس بعيداً , بعد اعادة ترتيب الأوراق بين الأطراف ذات العلاقة بالشأن السوري ومن خارج الحدود .!

طوال الفترة الماضية التي سبقت الزحف الروسي على اوكرانيا , فقد كان هنالك تنسيقٌ خاصٌّ ومعروف بين موسكو وتل ابيب بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية على ميليشيات الحرس الثوري الأيراني وميليشيات حزب الله داخل سوريا , بحيث تغضّ منظومة الدفاعات الجوية الروسية < من منظومة صواريخ S 400 > المتوزعة في الأراضي السورية , لتغضّ النظر ” بشكلٍ او بآخرٍ ” عن غارات المقاتلات الأسرائيلية التي تستهدف تلكم الميليشيات وقواعدها وما يصلها من الأسلحة فور وصولها من طهران ” وانّ القيادة العسكرية السورية على علمٍ واطلاعٍ مسبق بذلك وبما يلزمها بإلتزام جانب الصمت .! , لكنه في الظرف الآني او الحالي , فيبدو ووفق استقراءاتٍ مسبقة بمتابعة هذا الشأن , فإنّ الطيران الحربي الأسرائيلي قد تُتاحُ له حريةٍ حركةٍ اوسع في مثل هذه العمليات من الإغارة والقصف والإستهداف لهذه الأهداف المذكورة في اعلاه , بينما وفي الجانب المقابل , فسبق وكانت قاعدة ” حميميم ” الجوية الروسية في غرب سوريا ” وهي القاعدة الأضخم قياساً الى قواعدها الأخريات ” تتعرّضُ بين اوقاتٍ واخرى لِضَربات الطائرات المسيّرة ” المحملة بالمتفجرات ” من بعض قوى المعارضة السورية ” والتي ليست منفصلة عن CIA ومرادفاتها في تأمين وتمويل وتخطيط لمثل تلكُنّ العمليات الأستهدافية لِ ” حميميم ” او سواها . وإنّ سحبُ وحداتٍ عسكرية روسيّةٍ فلابدّ أن يفسح ويفتح لمزيدٍ من مثل تلك الغارات الجوية ” من دونِ طيار ” او بصواريخٍ اخرى على تلك القواعد والمراكز العسكرية ” سيّما التي ليست سوريةً اصلاً .! ” ..

سوريا كدولة < ولا نقول كنظام كما يسمّيها الإعلام الخليجي ! > او القيادة السورية قد عادت مسرعةً الى الوراء او الخلف وربما مؤقّتاً , ولكن ليسَ الى المربع الأول .! وللحديثِ شؤؤونٌ وشجون .!