23 ديسمبر، 2024 8:04 ص

في شأنٍ انتخابيٍّ خاصّ .!

في شأنٍ انتخابيٍّ خاصّ .!

شيئاً فشيئاً ثُمَّ اشياءً فأشياء , وعبر مرارة السنين وما افرزته هذه السنين , تترسّخ وتتجذّرُ قناعاتٌ فولاذية لدى الجمهور بأنّ كلّ دورةٍ انتخابيةٍ < 4 أعوام > هي ليست سوى تجديد عودةٍ للمربّع الأول , وهي ايضاً تدويرٌ وإعادة تدوير فيما بينَ شخوصٍ مشخّصة ومحددة يُرمز اليها بِ ” قيادات ” احزاب الإسلام السياسي , مهما كانت ميولهم العاطفية – السياسية , شرقيةً او غربية .!

ثُمّ , ومن خلال هذه التجربة ” الرئاسية – العراقية ” المريرة , وبكلا الملموس والمحسوس , فإنّ شروطاً غير معلنة ! وجبت وما فتئت توجب بأنّ مَنْ يجري تنصيبهم لرئاسة وحكم العراق والتحكّم بمقدّراته , يجب ان يكون قد امضى نحو ربع قرنٍ من الزمن خارج الحدود , وبإحتضانٍ دافئ من الإفرنج او الأعاجم ومشتقاتهم في دولٍ اخرى ” ولا نتحدثُ هنا عن الإنتماءات والولاءات والجوازات .! ” , فغير الأليفِ في الأمر امسى هو المألوف , مع ابتعادنا هنا عن التحدث والتطرّق الى لغة السيوف .!

ولمْ تقتصر المسألة على ذلك ” وليتها اقتصرت عليه فقط ! ” , فمّما ملموسٌ ايضا , وممّا اكتشفته ” بعض ” شرائح الجمهور متأخراً وللأسف ! , أنْ ويرافق تنصيب اولئك السادة – القادة , إدامة او ديمومة تذبذبٍ وارتجافٍ عالٍ في انقطاع التيار الكهربائي وبرفقةٍ موازيةٍ وحارّة لأنقطاع الخدمات الحياتية الأخرى , بما لا يهدف إلاّ لتسويغ صرف مليارات ملياراتٍ من الدولارات والى درجةٍ بلغت أنّ صرفها اضحى يوازي صرف المياه في الصرف الصحي .! وليس ذلك عبثاً وفق لغة الأرقام والأموال والأحجية .

منْ جانبٍ آخرٍ , قد يستغرب وربما يندهش بعض المرء , كيف للطائفية السياسية أن تُسلّم برلمانها وبكلتا يديها الى تنظيم حركة الإخوان المسلمين ولكن بمسمياتٍ وتسمياتٍ أخريات كالحزب الإسلامي وسواه , تحتَ او فوقَ ذريعة تمثيل الطائفة السنيّة في الحكم .! , وعلى الأقلّ لولا أداء يمين او قَسَم الطاعة والولاء للمرجعية الدينية الأخرى خارج حدود الوطن ” جغرافياً وسياسياً ووطنياً ” لما كان ذلك ابدا , وفي واقع الأمر فكأنّ شيئاً لم يكن على الإطلاق ” وحتى بتعزيزٍ من قَسَمْ الطلاق ” , فلا يوجد في حلبة الساحة السياسية العراقية , لا من شيعة العراق ولا من السُنّة سوى اولئك اللاعبين الذين يتسيّدون الموقف ويستأسدون على كلّ الجماهير بواسطة الميليشيات اللائي تتخذ تسمياتٍ ومسميات متباينة في شرعنةٍ ما ومفترضة عبر الإعلام .! , والتي هي في الواقع تقوم بتأمين حماية وديموية استمرار هذا النظام ال System , مهما كثُر الحديث عن السلاح المنفلت .! , في واقع الإنفلات الموضوعي للدولة .!

إنّها على الأقل , التراجيديا المضحكة او كوميديا المأساة في الشأن العراقي , وليسَ لوحده على الصعيد القومي .!