صوروا للمواطن العراقي بفضل الإعلام المشوش تارة والمطبل للتشكيك أخرى إن مشروع التسوية السياسية هو مشروع شخصي لمن نادى به أولًا.
وأن هذا المنادي يبتغي من وراءه مجداً شخصياً أو كسباً سياسياً ، وتحقيق إنجازاً إعلامياً لحصد الأصوات الأنتخابية في المرحلة القادمة. وتأطير الحالة بإطار كسب ود الشركاء في الوطن لضمان إستمرارية ثقتهم به ليبقى قطب الرحى.
ولكن من صور هذه الصور المفبركة والغير واقعية لم يلتفت إلى كيفية إعداد ورقة التسوية، وإنها صيغت تحت سقف التحالف الوطني، واكتسبت رضا جميع أطراف التحالف الوطني.
وتخللت هذه الصور تقمصات للبعض ….
منهم من حاول ان يظهر أمام الجمهور رافضاً للمشروع مشككاً بنوايا القائمين عليه ، منشداً بذلك إفشال المشروع والقضاء عليه لعدم تطابقه مع مكاسبه السياسية. وهو في الحقيقة كان له موقف مغاير داخل الأروقة السياسية لما أظهره أمام الجمهور.
إلا إنه استدرك مواقفه حديثاً بعد أن أدرك أن الخطوة تاريخية ولابد له أن يكون حاضراً عل التأريخ أن يذكره بخير .
وفريق آخر يدعم التسوية في الخفاء ويحيد عنها في العلن .
إلا أنهم في الحقيقة سائرون في ركاب التسوية السياسية ولكنهم إحتاطوا للنتائج .
فإن خاب المشروع في مسعاه كانت لهم البراءة ، لأنهم له مناوئين رافضين منذ البداية.
وبذلك تكون لهم فرصة القضاء سياسياً على من نادى به أولًا وعمل عليه في السر والعلن .
وإن تألق المشروع وأنار ماحوله وسطع ضوءه في الآفاق ، كانوا له داعمين مباركين منذ الوهلة الأولى. وإن كانت مباركتهم الأولى في الخفاء.
ولكنّ حساباتهم أغفلت أن المشروع دولي أكثر مما هو محلي ، وإن المشروع هو مشروع التحالف الوطني أكثر مما هو شخصي ، وهو مشروع عراقي أكثر مما هو فئوي. فالتحالف الوطني اليوم يفاوض دولًا إقليمية للتوصل إلى تسوية نهائية.
وأن التحالف إنطلق إلى الفضاء الدولي وأصبح له تأثيراً على المستوى الإقليمي بفضل المشروع التاريخي .
كما فاتهم أن التحالف الوطني إستطاع أن يضع يده على الجهد الدولي الداعم للشتات وإفساد الوضع العراقي وهو في طريقه لإيقافه. أغفلتم أن مشروع التسوية سيكون مشروع المنطقة برمتها وبدت بوادره تلوح في أفق بعض الدول القريبة وأنه سيشمل سوريا واليمن والبحرين ، وستنطلق التسويات تباعاً في المنطقة.
لاتخشوا أيها الإخوة فلكم مالنا وليس عليكم ماعلينا وهذه قمة النبل السياسي