بسم الله الرحمن الرحيم (( والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)) صدق الله العلي العظيم.
الخسارة والفوز من المفاهيم التي ذُكرت في القرآن الكريم مراراً وتكراراً…
ومن المؤكّد أنَّ القرآنَ الكريمَ يختلفُ مع الفهمِ المتعارفِ للفوزِ والخسارةِ الذي يقتصر اي هذا الفهم البشري على الجانب المادي أما القرآن فمفهومه أوسع وأشمل بحيث يستوعب الجانبين المادي والمعنوي…
وقد تكون الخسارة المادية هي الفوز العظيم مثال ذلك الذي يضحي بماله ونفسه فهذه خسارة مادية ولكنها هي الفوز العظيم وهذا المعنى واضح في سورة العصر التي تشير الى حقيقة الخسارة المستمرة للإنسان لأنه (في خُسر) ولكن الآية إستثنت الذين امنوا…
وصيغة الجمع تعطي إيحاءاً للسامع وإشارة الى روح الجماعة التي يكون رابطها الإيمان والعمل الصالح لإن التواصي بالصبر والتواصي بالحق لا يتحقق إلا بالجماعة وكيف يمكن للفرد المنعزل أن يتجنب الخسارة حال كونه منعزلاً؟؟ صحيح يستطيع ان يؤمن ويعمل بعض الأعمال الصالحة ولكنه لا يستطيع أن يكون مصداقاً للتواصي بالحق والصبر…
والمهم في هذه المقدمة إن الفرد في سبيل أن لا يخسر وأيضا في سبيل إيقاف هذه الخسارة المستمرة لابد أن يتحرك في المجتمع ويؤدي ما في ذمته من التكليف والمسؤولية …
ولطالما كانت (سورة العصر) عبئاً ثقيلاً على المؤمن في السنين الماضية أقصد ما قبل بزوغ نور السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)…
تلك السنين العجاف التي تسلط فيها صدام الهدام وعصابة البعث على رقاب الشعب العراقي وكان المؤمنون لهم حصة الأسد من هذا التسلط والظلم والجور…
وقتها كان المؤمن يزداد ألماً وحسرةً عندما يقرأ سورة العصر…..
لإن الخسارة الحقيقية والعظيمة شاملة للأغلب الأعم من الناس وخصوصا المؤمنين المتدينين على قلتهم وندرتهم….
بل أصبح اليأس شيء ملازم لهؤلاء المتدينين الذين بدأوا يرددون كلمات منسوبة للأئمة المعصومين(ع) بأن العراقيين كلهم أهل نفاق وأن هذا البلاء العظيم هو بسبب دعاء الأئمة وإلى غيرها من الكلمات والروايات التي ما أنزل الله بها من سلطان..
لأن جميعها مما لا سند لها فضلاً عن كونها ضعيفة السند …
ورجوعاً الى سورة العصر نجد أن السيد محمد الصدر(قدس)المصداق الأعظم والأوضح في عصر الغيبة الكبرى أي مصداقاً لمن إستثنتهم سورة العصر من الخُسر..
فهو من أعظم المؤمنين العاملين بالصالحات وهو الذي أوجد التواصي بالحق والتواصي بالصبر بين المؤمنين..
وكانت من وصاياه (الدين بذمتكم والمذهب بذمتكم).. وكذلك (إستمروا على صلاة الجمعة حتى لو مات السيد محمد الصدر )..وكذلك أوصى المؤمنين بالحفاظ على هذا الزرع