من أهم الملاحظات التي يحفل بها مشهد الزيارة ألآربعينية هو كثرة عدد النساء مع ألتزامهن بالحشمة , والحشمة مضمون حضاري للمرأة وهو ضمانة للقيم وأظهارا للحياء , والحياء حصانة المرأة وشهادة لحركة الهرمونات المتوازنة , وتوازن حركة الهرمونات دليل على وجود العقل , ومثلما يكون الحياء والحشمة هوية للمرأة الصالحة , كذلك تكون العفة للرجل دليلا على المروءة والصلاح , وفي مقابل حشمة المرأة في الزيارة ألآربعينية نشاهد التبرج بالزينة مظهرا طاغيا في فضائيات ألآعلام غير المرتبط ببوصلة السماء وحتى الذين لايجاهرون بعدم ألتزامهم ببوصلة السماء أو الذين ظلوا برزخيين تجاه ذلك وفي مقدمتهم أعلام شبكة ألآعلام العراقي التي تعيش أزدواجية المواقف بشكل يسقطها مهنيا , فهي لاتنفك تحرص على نقل خطبة صلاة الجمعة من العتبة الحسينية , وتنشر مراسليها لنقل وقائع الزيارة ألآربعينية , ألآ أنها تحصر الدين في برنامج ديني صغير وتبعده عن الفضائية ألآخبارية التي تعطي المساحة الكبيرة فيها للبرامج السياسية بأنتقائية لاتجعلها تعرف من هو السياسي المؤهل للظهور , وسواء في البرامج السياسية أو برامج المنوعات أو البرامج الدينية فأن ظاهرة التبرج بالزينة للمذيعات والمراسلات ومقدمات البرامج تجعل المشاهد غير العراقي وألآجنبي يخلص بنتيجة أنه ليس في بلد الزيارة ألآربعينية ولا في بلد تتوجه فيه حملات الحج سنويا وحملات العمرة لبيت الله الحرام على مدار السنة ولا في بلد يشكل سكانه المسلمون 98|0 من عدد السكان ؟ وفي بلد يقال عنه أن أغلب أحزاب السلطة فيه هي أحزاب دينية ؟
أن التبرج بالزينة بالنسبة للنساء هو ظاهرة تاريخية مثلها كل من لم يلتزم بخطاب السماء وثقافة ألآيمان , ومما يزيد التبرج بالزينة ظهورا في الحياة اليومية هو ضعف التربية ألآسرية , وأفتقاد مخطط التنمية البشرية على مستوى المدرسة والجامعة وألآعلام والمسجد والحواضن الدينية التي لاتمتلك خطابا مؤثرا يعرف كيف يوظف الفكر المعرفي وألآختصاص المهني في المراكز البحثية , ولضعف تلك الجهات جميعا لم يتم أستثمار ثقافة القرأن في سورة ” النور , والمؤمنون , ويوسف , والنساء ” أستثمارا مثلما كان النبي “ص” وألآئمة ألآطهار يوجهون الناس لفهم الجمال والظاهرة الجمالية وكان خطابهم يقول : يمو القيامة عندما تسأل المرأة الحسناء لماذا كنت تتبرجين بالزينة وألآغراء ؟ فتقول : ياربي أنت أعطيتني جمالا فزهوت به ؟ فيقال لها : أنظري الى ” مريم ” أنت أجمل أم هي ؟ فتقول : بل مريم أجمل , فيقال لها وهذه مريم ألآجمل لم تزهو بجمالها ولم تتبرج بالزينة حتى تجعله أغراء ؟ ثم يقال للرجل الجميل : لماذا لم تلتزم بالعفة وجعلك جمالك تلوث أعراض الناس ؟ فيقول : ياربي أعطيتني جمالا فغرني ؟ فيقال له : أنت أجمل أم يوسف ؟ فيقول : يوسف أجمل ؟ فيقال له فهذا يوسف لم يغره جمالة ولم يترك العفة وكان حريصا على أعراض الناس ؟ هذا الخطاب الذي يعرض مشاهدا للمساءلة التي لابد منها يوم القيامة , لاتعرفها أغلب النساء المتبرجات ولا يعرفها أغلب الرجال الذين لايلتزمون بالعفة ؟ فهل لنا أن نعيد النظر بثقافتنا المنقوصة على كل المستويات التي ذكرنا حتى لانجعل فتياتنا يحاصرهن الندم ولا شبابنا يحاصرهم الندم يوم لاينفع نفس ماقدمت من سوء وردوا الى الواحد القهار الذي يقهر الجهل بالعلم والظلمة بالنور والباطل بالحق ؟ –