23 مايو، 2024 2:12 م
Search
Close this search box.

في ذكرى مولد سيد الخلق المصطفى  ….. محمد ( ص )

Facebook
Twitter
LinkedIn

قدوة لبني البشر في نشر السلام والتسامح والاخلاق
في كل عام تهل على البشرية اجمل واحلى مناسبة دينية الا وهي المولد النبوي يؤدي فيها المسلمون في كل اصقاع الارض طقوسهم احتفالا بذكرى ولادة سيد الخلق محمد ( ص ) هذا الرجل العظيم الذي اختاره الباري عز وجل لكي يحمل رسالة الاسلام العظيمة لكل شعوب الارض …..
فولادة نبي الاسلام صنع تأريخا جديدا للبشرية فلقد كانت الامم والشعوب تعيش في قوقعة الجهل والتخلف وكانت بحاجة الى رسول يحمل الرسالة الالهية لكي تنير طريق الهدى لمعشر بني الانسان فالقيم والمبادىء والشرائع والقوانين التي تضمنت رسالة الاسلام للبشرية حملت بشائر الخير والسلام والوئام فلقد كانت تعيش الامم اسوء مراحل الانهيار الفكري قبل الاسلام فالمعتقدات السائدة انذاك كانت منحصرة داخل مجموعة من الاصنام والتماثيل فهي التي كانت تدير القبائل العربية بداية من سادتها وامرائها وصولا الى عبيدها فثقافة اللاوعي واللادراك الفكري والفلسفي كانت سائدة في المجتمع القبلي الذي يقوده قريش اشرف قبائل العرب حينها واعظمها مكانة بين امة الصحراء …..
فما كان يحدث حينها من انتهاكات لحقوق الانسان ونشوء فوارق طبقية بين القبائل العربية وانتشار الجهل والتخلف بين فئات المجتمع  ادى في نهاية المطاف الى انتشار الاوبئة الفكرية بينها وبالتالي تحول المجتمع القبلي الى بؤرة مليئة بالفوضى والفساد وانعدام القيم الاخلاقية والانسانية حيث كان اسياد قريش يفرضون معتقداتهم وفق منطق القوة والسلطة في مجتمع يتكون من افراد لا يملكون من الوعي والادراك سوى السمع والطاعة والولاء…..
هنا كان لابد من حصول تغير جذري في منظومة الحياة السائدة انذاك لذا ارسل الخالق عز وجل كتابه وشريعته ورسالته واختار محمدا ( ص ) نبيا لكي يعمم وينشر تعاليم الاسلام العظيمة …..
فمما لا شك فيه ان المصطفى محمد ( ص)  اعظم رجل عرفته البشرية فما نقله من قيم ومبادىء وشرائع نبيلة وعظيمة لبني الانسان انارت عقل الانسان فكريا وفلسفيا وجعلته يعيد حساباته من جديد لكي يتعلم من جديد كيفية صياغة مفردات عقله المليء بالجهل والتخلف فالاسلام جاء بالحق وحمل اثقال واعباء البشرية لكي تنير طريقها بالهدى …..
لذا يحتفل المسلمون في كل ارجاء الارض بمولد المصطفى محمد ( ص ) اعظم الرجال خلقا ونبلا لأنه حمل الرسالة الالهية لكي ينقذ البشرية فالاسلام دين عظيم يسكن القلب وينير العقل بتعاليمه وقيمه النبيلة التي تستند الى الانسانية والاخلاق الحميدة والاخاء والسلام والوئام ونبذ العنف والقتل وسفك الدماء لذا اعتز كوني مسلما واحمل ايمانا مطلقا في قلبي بخالق الارض والسموات وافتخر وارفع رأسي كوني انتمي الى دين نبيه محمد (ص ) فهذه نعمة وهبة من الله ما دمت حيا سأشكره عليها …..
هنا اتذكر انني كنت اشاهد حلقات البرنامج الشهير خواطر للداعية الاسلامي المعتدل احمد الشقيري وفي احدى حلقاته كان موضوعها يدور حول سؤال واحد الا وهو …..
ماذا ستكون ردة فعلك لو كان الرسول بيننا الان
لا اعرف كم مرة وجه السؤال لكنني اعرف كلما كان يوجه هذا السؤال لشخص ما في الحلقة كانت تدمع عيناه وينهار وتتلعثم الكلمات والحروف ويرد بدلا منها بالدموع …..
هذا هو الاسلام الحقيقي هذا هي عظمة الاسلام
الرحمة العطف الصدق العدل الاحترام نبذ العنف واحترام حقوق الانسان واشراقة ضمير ولحظة فارقة اذا ما واجهت العقل الانساني يركع لعظمة الخالق …..
فكم هو جميل عندما اسمع صوت الاذان حينها تتلألأ الدموع في عيني اعرف حينها عظمة الله
وفي حلقة اخرى قال الداعية احمد الشقيري عبارة مشهورة ما زالت في ذهني لحد يومنا هذا ولا يمكنني ان انساها لما تحمله من نبل ورقي لمفهوم الاسلام العظيم …..
لا يدري المرء ما قد يفعله من شيء قد يدخله الله الجنة
لذا دائما اقول الاسلام هو ان يكون قلبك ناصع البياض يملك في داخل شرايينه قيم ومبادىء انسانية واخلاقية
هذه كانت رسالة نبي الله محمد ( ص ) وستبقى كذلك مدى الدهر مهما ظهرت فرق ظلامية تشوه صورة الاسلام الحقيقي …..
فمحمد ( ص ) قدوة لبني البشر في نشر السلام وقيم التسامح ونبذ العنف والقتل …..
سألني احد اصدقائي المتدينين بأعتدال والذي تربطني به علاقة صداقة روحية
لماذا لا تحج الى بيت الله
قلت له
اخاف ان اركب الطائرة من كردستان الى السعودية
قال لي
انا سأتي معك فأنا ادعوك لكي تحج الى بيت الله
حينها بكيت وبحرقة وقلت له
يا اخي لقد طعنت الجرح وما بيني وبينك من صداقة يفرض عليك ان تشفي جروحي
قال لي
انا اعرف ومؤمن انك تحمل قلبا ناصع البياض ولا ينقصك شيء سوى ان تحج بيت الله
قلت له
اذا شاء الله سأحج الى بيت الله لأنني بحاجة الى ان اضع اعبائي واثقالي امام رحمته وعظمته فأنا متعب ومرهق فكريا وفلسفيا وبحاجة للهدوء روحيا
 
ما زالت صداقتنا كما هي منذ عرفنا بعضنا تحمل معاني جميلة ونبيلة رغم اختلاف ارائنا حول الفكر والفلسفة لذا شعارنا عندما نلتقي …..
اعداء في الفكر واصدقاء في الحياة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب