23 ديسمبر، 2024 12:08 م

في ذكرى .. غدير الامام العظيم علي !

في ذكرى .. غدير الامام العظيم علي !

قال الراوي المنصف للتاريخ : وباختصارشديد .. خرج النبي ص من المدينة يوم السبت في الـ 25 من ذي القعدة – في السنة العاشرة من الهجرة – ذاهبا الى مكة لاداء فريضة الحج وهي اول وآخر حجة أدّاها النبي .. ولقد انتشر الخبر بسرعة وحضر الالوف من المدينة ومن غيرها ومن اليمن وكل من سمع بالخبر ( ومن لم يرغب في مشاركة النبي في فضيلة حجته ؟! ) .. وبعد اداء مناسك الحج وحين عودته الى المدينة وفي موقع يسمى (( غدير خم )) وهو واد صغير تتجمع فيها مياه الامطار .. وهذا المكان كان مفترق طرق الى المدينة المنورة والشام والعراق ومصر واليمن .. نزل جبرئيل ع على النبي بآية جعلته ينفّذ مضمونها فورا {{ يامحمد بلّغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بّلغت رسالته والله يعصمك من الناس }} اصدّر النبي امرا بالصلاة جامعة لكافة قوافل الحجاج ومن جميع الاقطار{{ وكان الجو شديد الحرارة }} – حتى أُرجّع الذي اجتاز هذا الموقع الى العراق او اليمن – وارتقى النبي منبرا عُمل له من أهداج الابل – وخطب الناس خطبة طويلة ابتدئها بشرح اصول العقيدة الاسلامية وما جاء به وانتهى بسؤاله لهم )) ألستُ أولى بكم من انفسكم ؟؟ )) قالوا بلى يارسول الله ! فقال(ص) { من كنت مولاه فهذا علي مولاه } ( ورفع يد علي حتى بان بياض ابطيهما ) وقال ايضا {{ اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله }} وقصة يوم الغدير ثابتة في القران المجيد اولا {{ اليوم أكملت لكم دينكم }} وفي صحاح المسلمين وان انكرها جماعة ( انفسنا ) وهو {{يـــــــــــــوم }} تنصيب الامام علي وصيا واماما للمسلمين من بعد النبي (ص) وبامر الرب سبحانه .. وبعد تبليغ النبي نزلت عليه آية اتمام نعمة الاسلام بولاية علي واكمال الرسالة المحمدية والاطمئنان على الاسلام ورسالته من بعده {{ اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا }} ثم أمر النبي بنصب خيمة لكي يتلقى فيها الامام علي ع تهاني جموع المهنئين وهم ( 120,000 او اكثر) .. ولقد قال الخليفة عمر (رض) وهو يهنئ الامام ( بخ بخ لك ياعلي اصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة ) .. ثم اذن لحسان ابن ثابت ليقول شعرا بهذه المناسبة فانشد قصيدته المشهورة التي مطلعها (( يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم .. فاسمع بالرسول مناديا ! ))

@ لا اريد ان اثبت حقا هو اكثر وضوحا من الشمس عند الضحى وانما غايتي ان اظهر ما لهذا الامام من فضل على الاسلام ولهذا : يجب ان نعترف ان هناك من يُنكر حصول واقعة الغدير , وآخرين يعترف بوقوعها ولكنه يلّي عُنق كلمة ( مولى .. من كنت مولاه فعلي مولاه ) ويحصر معناها بالصديق والناصر وليس بمعنى الولاية .. منكرين هؤلاء احاديث ووقائع سابقة للنبي (ص) تشيد بحق علي واحقيته بامامة المسلمين بعد النبي (ص) .. كقول النبي بحق الامام ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انه لانبي بعدي ) .. وقول القرآن عن هارون بلسان موسى (ع) {{ أخلفني في اهلي }} … ونستذكر هنا على سبيل المثال المؤآخاة بينه وبين رسول الله (ص) .. حيث آخى الرسول بين المهاجرين ثم آخى بين المهاجرين والانصار , وقال في كل واحدة منهما لعلي : {{ أنت أخي في الدنيا والآخرة }} وآخى بينه وبين نفسه (ًص) .. وكان علي المجاهد الاول في بدر وحنين وخيبر والاحزاب .. تلك الايام التي في كل يوم منها كان علي ينقذ الاسلام والمسلمين .. حيث كان صاحب راية رسول الله في المواقف كلها , والراية هي العلم الاكبر واللواء دونها .. وفي غزوة احد جمع النبي لعلي الراية واللواء بعد استشهاد صاحب اللواء مصعب بن عمير .. ومبيته في فراش النبي (ص) حتى قال الشاعر فيه :

ومواقف لك دون احمد جاوزت – – بمقامك التعريف والتحديدا !

فعلى الفراش مبيت ليلك والعدا – – تهدي اليه بوارقا ورعودا !

فرقدت مثلوج الفؤاد كأنما – – يهدي القراع سمعك التغريدا !

@ هو يوم مبيت علي في فراش النبي ليلة تآمروا عليه في دار الندوة .. وقال له الملاك جبرئيل (ع) : ان الله (عزوجل) يأمرك بالخروج هذه الليلة .. ثم ان النبي (ص) يدعوا علي ويقول له : {{ اني أمرت بالخروج الليلة , وان القوم ليأتمرون بي , فأرى أن تبيت في فراشي لئلا يقتفوا أثري .. فانهم مازالوا يرونك في الفراش لايحسبون الاّ واني انا النائم .. فقال علي (ع) : سمعا وطاعة لله ولك يارسول الله .. فأخذ برد النبي الاخضر وتردّى بها ونام على فراشه !

ولهذا المبيت والتضحية العظيمة اشارات يجب الوقوف عند البعض منها : 1- ان درجة ايمان علي (ع) غير ايمان بقية صحابة النبي 2- فدائية علي واسترخاص نفسه للرسول (ص) 3- تأدية الامانات المودعة عند النبي .. فالرسول (ص) اراد ان يقول لاصحابه : ان من يؤدي عني أماناتي اليوم هو الذي يؤدي عني الى أمتي – بعد ان اجيب دعوة ربي – كما انه (ص) أراد ان يفهمه بأمر المبيت على فراشه .. انه لاينبغي ان أكلّف غيرك ياعلي للقيام بهذا الامر لانك غير الآخرين .. لانك شريكي في الامر , بدليل قوله تعالى على لسان موسى النبي (ع) {فأشركه في أمري } ولقد قال له النبي الاكرم (ص) ك {{ انت مني بمنزلة هارون من موسى }} .. ومن يكون شريكا في الامر يجب ان يتحمل اعباء القيام به بخلاف من ليس له فيه شيء .. وهذان دليلان عمليان على انه الوصي بعده , والقائم بامره .. وهما غصة في لهات المعاندين وقذى في اعين الجاحدين !

سلام علي امام العدل علي في يوم غديره – وكل عام ومحبيه في اسعد حال !