19 ديسمبر، 2024 2:17 ص

في ذكرى رحيل الصـــــدر2/ استشراف المستقبل

في ذكرى رحيل الصـــــدر2/ استشراف المستقبل

يمكن القول، ان استشرافا على المستقبل، قد كان واضحا في كلام السيد الشهيد محمد الصدر (رض).. ومنذ 8199، وشواهد ذلك في خطب صلوات الجمعة، والتي القاها الصدر في مسجد الكوفة ، في النجف ، عام 1998 و1999. مثلا: وجود 28 نصا صريحا، يختص بامريكا. وكأن الصدر، قد استشعر الاحداث والحرب، مبكرا. ونورد ما يتعلق بمطلبنا من النصوص الصدرية، وكالتالي:

النص الاول: ورد في الجمعة 11 ما نصه: ..في هذه القرون المتأخرة يوجد ما استطيع ان اسميه بالثالوث المشؤوم الظالم الغاشم وهو الاستعمار الامريكي البريطاني الاسرائيلي الظالم الغاشم الشرير المبتز لحقوق البشرية ولدمائها..انتهى.

النص الثاني: ورد في الجمعة 13 ما نصه: ..ان الحضارة الغربية فيها مظالم ومصاعب ونقائص لسنا الان بصدد تعدادها، الا اننا لا نحس بها بالمباشرة لاننا لا نعيش في ظهرانيها في اوربا وامريكا، وانما يحس بها شعوبها في الحقيقة المعايشة لها. وكلهم، كثير منهم جدا فقراء ومظلومون ومحرومون من ادنى حقوقهم المعاشية والحياتية..انتهى.

ومن النصين اعلاه، يمن القول..اولا: ان الصدر، يتهم امريكا وحلفيتيها، بالظلم العام للانسانية، ويصفها بقوله: الغاشم الشرير المبتز لحقوق البشرية ولدمائها. ثانيا: يوضح النص الاول، تشخيص الوجه السياسي لامريكا، وبلفظ: ظالم وغاشم وشرير ومبتز. وهو استقراء للسلوك الامريكي والبريطاني والاسرائيلي. ثالثا: يبين النص الاول، وجود قراءة مستقبلية للحرب الامريكية على العراق وعدد من البلدان ، وبالرغم من صدور النص عام 1999، أي قبل الهجوم الامريكي على العراق وافغانستان، الا ان التشاؤم واضح من قبل الصدر تجاه التخطيط الامريكي، بل ان كلامه يشير الى طبيعة الحرب الذي خططت له امريكا، بقوله: ..الشرير المبتز لحقوق البشرية ولدمائها. رابعا: ان مراجعة طبيعة الاحداث قبل الحرب على العراق، وكيفية التحكم الامريكي بالقرارات الدولية يطابق هذه القراءة المبكرة، في النص الاول. خامسا: انه رفض العدوان، قبل حصوله، هو ما يؤكد موقفا شرعيا ضد التدخل الامريكي، بحجة ازالة الديكتاتور، ويضع على القواعد الشعبية مسؤولية التحرك ضد الديكتاتور (الهدام) واسقاطه، بدلا من الاتكاء على التدخل الخارجي ..ويحمل النص الصدري تعاطفا مع شعوب الغرب وخاصة امريكا، لقول الصدر ما نصه: .. وكلهم، كثير منهم جدا فقراء ومظلومون ومحرومون من ادنى حقوقهم المعاشية والحياتية..

وبعد حصول بوادر الازمة الاقتصادية، بعد عام 2007، كنت اتابع التظاهرات في (وول ستريت).. وما يقوله المتظاهرون عن معاناتهم من الظلم والتفاوت الطبقي.. وقد وجدت ما قاله الصدر.. وصفا دقيقا للحالة وهو يقول: … مظالم ومصاعب ونقائص لسنا الان بصدد تعدادها، الا اننا لا نحس بها بالمباشرة لاننا لا نعيش في ظهرانيها في اوربا وامريكا، وانما يحس بها شعوبها في الحقيقة المعايشة لها. وكلهم، كثير منهم جدا فقراء ومظلومون ومحرومون من

ادنى حقوقهم المعاشية والحياتية..انتهى. وهذا لا يتعارض مع كتاباتنا السابقة حول الديمقراطية الاوربية، التي يريدها الشعب، ويسعى لها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات