23 ديسمبر، 2024 5:27 ص

في ذكرى تأسيسها.. جامعة الموصل صرح عتيد من صروح العلم

في ذكرى تأسيسها.. جامعة الموصل صرح عتيد من صروح العلم

عندما تأسست جامعة الموصل في أواخر ستينات القرن الماضي.. كانت مركز اشعاع أضاء بنور العلم، والمعرفة،ليس الساحة العلمية العراقية وحدها فحسب، بل عموم الساحة العربية برمتها. فقد احتضنت الجامعة الوليدة يوم ذاك ،الطلاب العرب ،من مختلف أنحاء الوطن العربي، من الأردن ،وفلسطين، واليمن، وليبيا.. وفي مختلف الاختصاصات العلمية..

ويشار إلى أن جامعة الموصل في بداية تأسيسها، كانت مرتبطة بجامعة بغداد، حيث استقلت عندما صدر قانون تأسيسها بعد فترة وجيزة من ولادتها . وقد شاركت الجامعة الوليدة، شقيقتها المجموعة الثقافية المكان، والبنايات، إذ كانت المجموعة الثقافية، مجمع التعليم المهني الأول الرائد في العراق، والتي كانت خميرة التعليم التقني فيما بعد، حيث كانت تضم آنذاك، إعدادية الزراعة، واعداية الصناعة.

ويجدر بالذكر ان المناهج الدراسية في جامعة الموصل، كانت رصينة جدا، ومتوافقة مع أعلى المعايير الأكاديمية للجامعات العالمية الرصينة. وقد حاضر في كلياتها، إضافة إلى كادر الأساتذة الأوائل من الهيئة التدريسية العراقية، مجموعة من الأساتذة الأجانب، من انكلترا، وجيكوسلوفاكيا، والهند والباكستان، ومصر. ولرصانتها العلمية، فقد حظيت بشهرة أكاديمية رفيعة المستوى، واحتلت مكانة مرموقة بين الجامعات في المنطقة، والعالم. ولذلك فقد كان يؤم رحابها الكثير من الطلبة العرب، لينهلوا من معينها العلمي، وليتخرجوا من اروقتها العلمية، اطرا كفوءة، بمهنية متخصصة، وليعودوا إلى بلدانهم، ويتبؤوا مواقع قيادية.

لقد خرجت هذه الجامعة العتيدة، افواجا من الأجيال الأكاديميين المتخصصين في مختلف العلوم، في الطب والهندسة، والعلوم والاقتصاد، والقانون، والعلوم الإنسانية، والذين التحقوا في دوائر الدولة في مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني، وخدموا التنمية في البلد، بأعلى كفاءة، وعلى أفضل وجه.

وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة كانت مبادرة إلى اعتماد استراتيجية التعشيق مع المجتمع، ومؤسسات الدولة، فاستمزجت الجانب الأكاديمي، بالجانب الميداني ، في عملية رفد أكاديمي للأنشطة الصناعية، والاقتصادية، والاجتماعية، في البلد قل نظيرها.

وقد ساهمت الجامعة، برفد الساحة العلمية، والثقافية، والأدبية، من خلال حرصها على إصدار مجلة الجامعة، التي استقطبت كبار الكتاب، والمفكرين، وساهمت بتبني الطاقات الواعدة، فابدعت ثقافة رصينة، وطبقة رفيعة من الكتاب، والباحثين، وخلقت متلقين على نمط عال من التذوق. وبذلك تظل جامعة الموصل حصنا علمياً يفيض بالعطاء، رغم كل ما تواجهه من تحديات.