الى صُناع مسخرة التحرير تبا لكم لا أبا لكم
ضيعتمونا تبا لكم ,ضيعتمونا لا أبا لكم ,أنظروا ما ذا فعلتم بتحريركم للعراق, منجزاتكم على الارض تحكي ,ولا حاجة لنكن بديلا عنها ,فشواهد الخراب في كل مكان ,نعلم بدايتها ولا يعلم نهايتها إلا الله فجعتمونا في بلدنا وأنهيتموه ,وسوي بالأرض وكل شوا خصه الجميلة البهية ما عادت مثل ما كانت, شوارعه مليئة بقاذوراتكم ,فجعتمونا بأهلنا حيث النائحات في كل مكان, فجعتمونا بأموالنا التي صارت مرتعا للصوصكم وسراقكم , كنا من أفضل دول المنطقة في الصحة والتعليم بشهادة الكثيرين لاسيما المنظمات المهتمة بهذا الشأن وصرنا بفضل مسخرة تحريركم لانعد حتى في قوائم الدول, كنا متواصلين مع العالم في كل مفاصله الصناعية, وصارت عندنا صناعات أكتفى بها البلد وصدرها لأكثر دول الجوار حتى أن الصين كانت مستوردا لأسمدة العراق يوما ما, ناهيك عن الاسمنت العراقي , والآن موظف الصناعات العراقية يمسح أحذية ,هذا بفضل مسخرة تحريركم , فجعتمونا حتى في نخيلنا بعد أن كانت التمور العراقية في موائد أكثر بلدان العالم, صرتم تستوردون لنا التمور العفنة من دول الجوار, ولم تكتفوا بذلك بل جرفتم كل البساتين التي كانت قبل مسخرة تحريركم عامرة , فجعتمونا بأمننا بعد أن كان العراقي يتناول العشاء في بغداد ويتجه صوب البصرة أو العمارة أو أربيل ليلا ولا يفكر في الطريق مطلقا ويصل بأمان الى مبتغاه, صرنا إذا أردنا المسير من مكان الى أقرب مكان اليه, أول مايتبادر الى أذهاننا كيفية الوصول والعودة بلا منغصات, كان العراقي يسير مع العراقي كتفا لكتف ولا يفكر أن يسأله عن ديانته أو مذهبه, أما اليوم أول ما يتبادر الى أذهاننا المذهب ,هذا بفضل مسخرة تحريركم, كان العراقي مستحيل أن يترك أحدا واقفا على قارعة الطريق في أوقات متأخرة من الليل, أما اليوم فلا تتبادر الى ذهنه المساعدة في النهار لا في الليل ,خوفا على حياته, هذا بفضل مسخرة تحريركم , بعد أن كان العراقي في البصرة ينتخي لابن أربيل والعكس صحيح, صار أبن البصرة يفكر في نفطه الموجود في أرضه لنفسه, هذا بفضل مسخرة تحريركم, وهلم جرا على هذه الصور الحزينة المؤلمة ,كنا بلدا محترما ولايجروء أي كان أن يدخله إلا بطريقة رسمية جعلتمونا أشبه بمحلات الجزارين, كل من هب ودب يدخل يذبح فينا ويخرج ,هذا بفضل مسخرة تحريركم ,والان ألا يكفي؟ متى تنتهي هذه المسخرة ؟ يامن صنعتموها تبا لكم لا أبا لكم.