23 ديسمبر، 2024 3:36 م

في ذكرى اقتحام كنيسة سيدة النجاة : الفريق ابو رغيف وقصة اللحظة الاخيرة من اعتقال حذيفة البطاوي !

في ذكرى اقتحام كنيسة سيدة النجاة : الفريق ابو رغيف وقصة اللحظة الاخيرة من اعتقال حذيفة البطاوي !

لست خبيرا بالشؤون الامنية ولم اكن مولعا بقصص المغامرات البوليسية او روايات اجاثا كريستي وغادرت منذ زمن رؤية افلام الرعب فماريته خلال السنوات الخمس الماضية من تجربتي في الدولة بعد العودة الى العراق عام 2009 على خلفية غربة امتدت 28 عاما كانت كفيلة بان تمحي من شريط الذاكرة كل افلام وروايات مرعبة لشدة قسوة المفخخات وهول ماجرى ويجري من اهوال ومفاجأءات وانهيارات وحجم الضحايا الذين يسقطون كل يوم على مذبح الامن الهش!.
ان ماجرى من عملية اقتحام كنيسة النجاة في 13/10/2010 من قبل قواتنا الباسلة وماجرى من تخطيط اكبر من عملية الاقتحام نفسها عبر الامساك بخيوط الشبكة العنكبوتية ومحورها الارهابي حذيفة البطاوي يستلزم التوقف  والقراءة المتوازنة واستخلاص الدروس والعبر التاريخية منه في اطار تكثيف الخبرة الخاصة بالعمل الامني والتذكير ان ماكان عليه العراق في السنوات الست الماضية كان افضل في الجهد الامني واسقاط الخلايا الارهابية في قبضة الحق الوطني والامساك بالمبادرة والتفوق على العدو من العراق الحالي وملفه الامني!!.
ماحدث ان العراقيين وجدوا انفسهم امام مشهد مرعب في مساء يوم بغدادي بائس مثلما وجد المسيحيون العراقيون بشكل خاص والمسيحيون في مختلف مناطق العالم  انفسهم في نفق الموت الجماعي بعد ان اقتحم مجموعة من عتاة المجرمين كنيسة سيدة النجاة واعتقال من فيها وتهديد الكنيسة بالتفجير وتصفية من فيها من رجال ونساء واطفال تحشدوا في الكنيسة ليعبدوا الله ويتقربوا اليه ولم يجدوا الا مجموعة تقترب من ارواحهم وتريد ان تتقرب بقتلهم جميها الى الله!!.
هنا لابد من تتبع اصل الرواية الامنية والذهاب الى محورها الرئيس الفريق احمد ابو رغيف حيث كان هنالك على الرصيف يرتدي الجينز وقميص عادي ويجلس في الطريق متتبعا المجموعة الارهابية ..ففي معلوماته الامنية وحسه في تتبع المجموعات الارهابية وحركة (الفئران) عليه ان يراقب ويتابع ولاينفذ صبره وهو على رصيف شارع رئيس يقع على ضفاف وزارة الخارجية العراقية!.
بكلام ادق .. ان المجموعة التي نفذت العملية لم يبق من افرادها احد بعد اقتحام مبنى الكنيسة لكن الاهم هو الحلقة الارهابية التي مولت وخططت ودفعت واختارت العناصر التي تولت التنفيذ!.
قبل ان اكتب هذه المقالة وادفعها اليكم اتصلت بضابط ممتاز رافق الفريق ابو رغيف في التفاصيل المتعلقة بخطة الامساك بالخلية الاولى التي تولت التخطيط لعملية اقتحام كنيسة سيدة النجاة وسالته عن الكيفية التي تم فيها اعتقال الخلية الارهابية التي قادها حذيفة البطاوي فاخبرني بالتالي:
اليوم هو يوم تاريخي من ايام الاجهزة الامنية العراقية القادرة التي قاتلت بروح العراق الجديد والحس الوطني القومي الارهاب في اعتى مرحلة من تاريخ العمل الامني الذي واجه عتاة الارهابيين بالحزم والقوة رغم قلة الامكانيات التي بحوزتنا.
ان خبرتنا في التصدي للارهاب اكسبتنا خبرة مماثلة في متابعة العقل المدبر ومايمكن ان يفعله في اطار تخريب الوضع الامني وتدمير مكاسب شعبنا في الديموقراطية والعدوان على العملية السياسية لهذا اصبح واضحا لنا ان هؤلاء الارهابيين تحت المجهر بعد ان وقعت اغلب المجموعات والخلايا الارهابية في قبضة العدالة.
ويتابع الضابط المسؤول قائلا ..اصبح واضحا ايضا ان هنالك عناصر مطلوبة للامن تتحرك في بغداد وخارجها وتنوي استكمال مشروع استهداف العملية السياسية والمجتمع والدولة وفور تنفيذ عملية الاقتحام وانتهاء ازمة الرهائن على الارض تمت المباشرة بالاجراءات الاكثر صعوبة ..وسهولة على مهنية الفريق ابو رغيف!.
ماحدث اننا اقتحمنا ملف الخلية وتم بسرعة قياسية اعتقال خيط يمت بصلة قربى للفاعل والمنفذ والمدبر ونصبنا الكمائن في الطريق لاعتقال هذا العقل اذا مامر بسيارته من هذا المكان!!.
بعد شهر كان فيها الفريق ابو رغيف يتابع ويناقش ويقرا ويتابع ويخطط وياخذ مكانه معنا في الشارع امسكنا بالسيارة واوصلنا (ابو السيارة) الى مدبر عملية اعتقال الكنيسة واختطافها!.
تابع الضابط المسؤول قائلا:
في تلك الليلة التي وقع فيها حذيفة البطاوي ب(قبضة الحق) ساد ارتياح كبير في صفوف القوات المسلحة والاجهزة الامنية وتنفست (العملية السياسية والقادة السياسيون الصعداء) وصار واضحا ان اجهزتنا الامنية ومديرية الشؤون في الوزارة اهم مكسب في اطار استكمال نظام ادارة المسالة الامنية في العراق وحدث ان عادت الثقة المفقودة بين اهلنا المسيحيين والاجهزة الامنية وسيبقى المسيحيون يتذكرون باجلال كبير همة عناصر مديرية الشؤون في الوزارة كلما مرت ذكرى اقتحام كنيسة النجاة في الذاكرة ثم بدات خلايا الفئران تتساقط الواحدة تلو الاخرى بفعل العمل المنهجي والمهني والخبرة الكبيرة وتراكم المعلومات المهمة التي حصلنا عليها بسبب عملياتنا النوعية.
انا اقول..
من اختطف سيدة النجاة وارعب اهلها وقع في قبضة العدالة العراقية بهمة رجال من اهل الحق وسيد من قريش برتبة فريق!.