18 ديسمبر، 2024 6:21 م

في ذكرى اسقاط الموصل الثامنة. نحو تفعيل تقرير سقوط الموصل . يالثارات العراق!-2

في ذكرى اسقاط الموصل الثامنة. نحو تفعيل تقرير سقوط الموصل . يالثارات العراق!-2

لو ائتمنت أحدكم على قدح لاخذ علاقته ( علي بن ابي طالب)

العرب إذا تغلّبوا على أوطان أسرع إليها الخراب. ( ابن خلدون)

إذا مات الانكليز تموت السياسة وإذا مات الروس يموت السلام وإذا مات الأميركان يموت الغنى وإذا مات الطليان يموت الإيمان وإذا مات الفرنسيين يموت الذوق وإذا مات الألمان تموت القوة وإذا مات العرب تموت الخيانة. (ونستون تشرشل)

 

نبذه سريعة من كانون الاول 2011 حتى سقوط الموصل في حزيران 2014

 

 

(1)

انسحب الامريكان من العراق في كانون الاول عام 2011 تاركين فراغا امنيا خطيرا.

كل ذلك كان بترتيب ايراني نفذه المالكي والمليشيات الفارسية! واراد الامريكان الابقاء على قوة مقاتلة مع طائرات لحماية العراق ولكن المالكي رفض منحهم الحصانة – ولكنه منح المليشيات الفارسية وتجار المخدرات والدجالين والمزورين والقتلة وجواسيس ايران وكل العالم كل الحصانة المطلوبة لهم.

كان منح الحصانة للجنود الامريكان في بلد اخر هو امر ينص عليه الدستور او القانون الامريكي! وقد رفض الامريكان التخلي عن ذلك , وبذا رحلوا في عهد اوباما- حبيب الفرس وحادي الربيع العربي الفارسي السلفي ومعه الكحبة كونداليسا رايس! في عملية مبرمجة من اجل السماح لايران بابتلاع العراق وكل الدول العربية, وكل ذلك مكافاة لايران في دورها التاريخي في تحرير اليهود بعد تدميرهم بابل عام 539 قبل الميلاد للابد – حيث انهوا اخر حضارة عراقية عملاقة في عهد الاخمينيين – بالغدر والخسة وقام الفرس بعد سقوط بابل بخوزقة رجال بابل وهذا لم يذكره احد للاجيال الحالية او الماضية.. في اول استخدام للخازق في التاريخ, سبق حتى الاتراك العثمانيين في ذلك!

وهذا يدل على مدى السفالة التاريخية والحقد الساحق على العراق وشعبه وحضاراته عبر التاريخ ولحد اليوم ومهما احتلفت الانظمة في بلاد فارس المراوغة والمنافقة والافاقة!

ومن يوالي الفرس والترك من العراقيين والعرب فهو معجب بالخوازيق الفارسية والتركية ضد العراقيين والعرب! وبذا فاننا نجد في النهاية ربما ان اصول هولاء ليست عراقية ولا عربية!

وبعد الانسحاب الامريكي عام 2011, عادت الزبالة الحاكمة بعدعامين ونصف فقط, اي بعد سقوط الموصل لتطلب تدخل القوات الامريكية خشية على نظام الفساد والخراب ان يسقط في بغداد! حيث كان العراق كله سيسقط بيد داعش!

وبعد ان حقق الامريكان ذلك عادت ايران لتعمل من اجل طردهم مرة اخرى! عبر اوباشها في العراق من العمايم والموامنة الماجورة وعناصر السفالة والجهل التي دربتها وسلحتها ايران! تحت انظار الامريكان!

وراحت ايران وابواقها تجير النصر لقاسم سليماني وابو مهدي المهندس ناسين الدور الامريكي الرئيسي في تدمير كل مرتكزات داعش بمنتهى القسوة وعشرات الاف الشهداء من ابناء القوات المسلحة العراقية!

واتحدى الموسسة العسكرية التي يقودها المتسافلون ان تعلن عن خسائر الجيش والشرطة من عام 2003 لحد الان! لنرى من هو المضحي والمقاتل الاساسي حقا, القوات المسلحة العراقية ام البيشمركة والحشد!

كل شي عاري في العراق الا الارقام التي هي في صالح العراق!

 

(2)

كان رجال الدين من كلا الطائفتين قبل عام 2011 يريدون طرد الامريكان, وكان لك منهم سببه الخاص, وكل طرف يهدف للسيطرة على السلطة مادامت لاتوجد هناك دولة او قوات مسلحة, وكانوا ياججون الفتن والقتل والفساد ولم يكن يسمحون باي فرصة لاقامة دولة ديمقراطية حقيقية لها جيش قوي او اقتصاد او امن قوي, كل ذلك كان خط احمر بالنسبة لهم.

تم حل الجيش القديم وكان اغلب قادته من العرب السنة المجربين والخطرين وتركوا بدون راتب, في دولة كانت تعتبر اشتراكية فاشلة تعتمد على النفط تقريبا, ولم يكن هناك فيها قطاع خاص قوي وكل شيء كان خاضعا لسلطة الدولة البيروقراطية.

وتوضح لهم ان السلطة لن تعود لنفس المناطق التي كانت مسيطرة عليها, بل الى مناطق اخرى في الوسط والجنوب والشمال!

قد يكون ذلك خطا امريكيا ساحقا! لانهم حاربوا السنة ومنحوا الاكراد والشيعة السلطة وكان الغدر شيمة من حصلوا على السلطة!

بعد ان وجد هولاء القادة والضباط والمراتب الانقلات التام – عقب سقوط النظام السابق- وعدم وجود سيطرة قوية للدولة, تخضعهم وكانت المخابرات الاجنبية- وخصوصا الايرانية والاسرائيلية والبرزانية – تفتك فيهم قتلا وتشريدا مع انفلات اعلامي وامني مع افلاس تام ووصول طبقات متعفنة ومليشيات للسلطة, كانوا سابقا يقاتلونها خلال الحرب العراقية الايرانية وبعدها, ولم يجدوا فيهم ابسط مؤهل يجعلهم قادرين او مستحقين للحكم!….

انضم قسم كبير من هولاء الضباط والمراتب الى التمرد (السني) المبرمج من الخارج وساهموا بفعالية فيه, وكانت ايران وبرزاني ودول الخليج تدعم هذا التمرد وكل له هدف خاص من وراء ذلك واصبح العراق حمام للدم والقتل والتخريب والنهب! واصبح قبلة لكل الارهابيين والمعتوهين والفاشلين والجياع من اجل الجنس والمال والقتل والتخريب!

كان هناك فساد – في ظل النظام السابق- ولم يكن كبيرا لان النظام كان يعاقب بصرامة, وكان الفاسدون او القتلة يفرون للخارج باعتبارهم مضطهين سياسيين او الى الشمال حيث الاكراد وكانت لهم منطقة محمية بعد عام 1991 لحد ما وقد تكونت بفعل غباء صدام في اجتياح الكويت في اب 1990!- مع ان هناك حقا بعض المطاردين سياسيا مع ان اغلبهم يقوم النظام بتصفيتهم بسرعة!

 

(3)

ترك الامريكان العراق ولم تكن فيه قوات مسلحة يعتد بها, وانشا جيش جديد وسط التحديات الامنية ينتمي اغلبه اما الى الجيش القديم الذي تعلم الطاعة العمياء والفساد المحدود وتم دمج اعداد كبيرة من المليشيات التي ادعت انها قاتلت النظام السابق برتب عالية ومناصب خطيرة وكان هولاء الناس عديمي الكفاءة بشكل خطير, واغلبهم دجالين ويفتقدون الى اي حب للعراق وكانوا فاسدين لحد كبير وكان وجودهم خرابا بحد ذاته, ومن اجل مراقبة الجيش الجديد ومنع تطويره او تقويته! واعطاء معلومات مفصله عنه للاحزاب والمخابرات الاجنبية…

اصدر بريمر الحاكم المدني للعراق قانونا مازال ساري المفعول! بدمج المليشيات في القوات المسلحة وكان ذلك كارثة كبرى..

كان الجيش الجديد يفتقر للسلاح والعتاد الملائم والدعم املطلوب, وكانت خسائرة في الصدامات مع المليشيات الايرانية في الجنوب او مع المليشيات الارهابية السنية مريعة حقا بسبب نقص حاد في التدريب واختراق الارهابيين والايرانيين له ووضع قادة غير اكفاء على راسه همهم الاول خدمة المصالح الايرانية والكردية وغيرها.

وقد سيطرهولاء على السلطة بعد تزوير وخداع وقسر عبر انتخابات لم تكن يوما غير مزيفه! فماذا سيكون مصير الجيش الجديد!

دمجت المليشيات القديمة بالجيش والشرطة الجديدة وراحت تنتج مليشيات مستقلة تتناسل كالدود!

هذا كان احد تجليات العقل الامريكي الكوميدي!

 

(4)

وجد ضباط الجيش الجديد ابواب الفساد الان مشرعة امامهم فلم تكن الطبقة السياسية الفاسدة التي جاءت بعد الاحتلال واغلبها من مزدوجي الجنسية من موالين للعراق ولمصالحه ابدا, بل وتتحكم بهم المخابرات الاجنبية بقوة وتمارس عليهم الابتزاز والضغوطات..

نجح الاوباش وبدعم المرجعية عام 2005 في اقرار دستور دائم للبلاد متناقض كليا مع نفسه مليء بالالغام الخطرة وكان يعني صراحة تقسيم البلاد وتركها للفوضى والتخريب والفرهود والعواصف وهذا ماحدث.

الموسسة الدينية الشيعية المرتبطة بايران حمت النظام الجديد الفاسد جدا وغير الكفوء وكانت الخطة الايرانية تتضمن ابقاء القتال مستعرا ضد الامريكان بانشاء مليشيات مسلحة بدات تتشكل دون رد فعل من الامريكان – ضد ايران او سوريا حيث تم تدريب كل الارهابيين والمليشيات الجديدة هناك- مستغلين فراغ السلطة, لم يكن الامريكان راغبين في منح السلطة لاحد في البداية ولم تكن هناك دولة او جيش بعد دخولهم وبداوا في تشكيل ذلك ببطء شديد. وكان يمكنهم اعادة تشكيل القوات المسلحة بسرعة وبواسطة بيان واحد ولكن ذلك لم يحدث! .وكلما زادت خسائر الامريكان اصبحوا اكثر طوعا للخطة الفارسية في تسليم السلطة لاوباشها ولو بانتخابات مزيفة!

سيطر الامريكان على العراق عام 2003 بسرعة! وبدات اعمال النهب والسلب والحرق المنظم لدوائر الدولة وتركوا اثار العراق للنهب وحافظوا فقط على وزارة النفط! وتركوا العتاد والسلاح والمتفجرات, ووقفوا متفرجين على مايحدث, اما عتاد وسلاح الجيش السابق فقد استولى عليه الاكراد والايرانيون ونقلوه للشمال وذهب القسم الاخر لايران..

اصرت ايران على طرد الامريكان بوسائل خبيثة, منها تاجيج الفتن الطائفية بكل الوسائل ونهب وتدمير اسس الدولة السابقة, وقتل الضباط والطيارين الكفوئين انتقاما لما حدث لها الحرب الايرانية العراقية ونهب كل ماتصل يديها ودفع اوباش عراقيين نظمتهم وسلحتهم فيما سبق انقسموا الى فصائل مارست العمل السياسي للسيطرة على الموسسات الحاكمة بالعمل السياسي والاخر مارس العمل العنفي ضد الامريكان وضد الجيش الجديد والدولة الجديدة.

 

(5)

واخيرا وصل المالكي للسلطة عام 2010 بالتزوير والاملاءات والتخويف ودفع الرشاوي وتدخل الموسسة الدينية الشيعية الى جانبه!, ووقوف مقتدى معه!

كان ذلك الرجل اسوا رجل وصل للسلطة في العراق وكان رجل ايران بامتياز.

بدا باضفاء الصفة الشرعية على بعض المليشيات الشيعية واعتبرها جزءا من الدولة وقام بمنحهم باجات وسلاح وسيارات وتركهم يفعلون مايشاون من قتل ونهب ومنع اي قوات بالتعرض لهم!!!! وهي مليشيات العصايب التي انشقت عن جيش المهدي! بقيادة شخص خطير كان جايجي – يصنع الشاي – عند مقتدى وتسبب في مقتل الالاف من العراقيين بسبب قتل اخوه- هذا ماقاله مقتدى عنه وهو قيس الخزعلي!

كان ذلك الامر سخيفا لحد كبير كيف يمكن ان يكون جزءا من القوات المسلحة من يمارس التمرد ويقتل افراد الجيش والشرطة ويعلن ولاءه صراحة لايران ولحاكمها!!.

لم تكن الموصل قد سقطت بعد.

عند الانسحاب الامريكي عام 2011, تم نقل المعدات والاسلحة والعتاد التي تركه مجانا الامريكان للجيش العراقي بلا نظام ولاقيود, للعراقيين في القواعد الجوية والمعسكرات, ونهب اغلبها او كلها, ولم تكن هناك قوة جوية عراقية بل كان هناك عدد محدود من طائرات الهليكوبتر ولم تكن هناك دبابات في الجيش الا عدد محدود منها من مخلفات الجيش السابق وتم تدمير الصناعة العسكرية ونهبت المكائن الى الاكراد او الى ايران .

اقدم المالكي على خطوة جيدة حيث تعاقد على سربين من طائرات اف 16 مع امريكا بالاجل ولكن الامر سيستغرق سنوات تدخلت ايران والاكراد – بعد فشلهم في منع الصفقة- ودفعوا اتباعهم ليكونوا قادة وطيارين لتلك الطائرات الذين سيتدربون في امريكا وكان ذلك خطرا مزدوجا على العراق ومنعوا تسليح او تجهيز تلك الطائرات وفق العقد بمعدات مهمة جدا!!! وهكذا كانوا يعملون بمنتهى السفالة!

وصلت دبابات الابرامز الفعالة ولكن غباء المالكي جعل عتادها شحيحا’ ولما بدات عملية السقوط ربما لم تكن تلك الدبابات تحوز على كمية العتاد اللازم..

لم يحاول احد بعد المالكي ان يزود الجيش باي صفقة قوية لتعويض الخسائر او صناعة العتاد الخاص بها!

واستولت ايران على نماذج من تلك الدبابات! والاكراد والمليشيات! مع الرموت واسرار الطائرات المسيرة الامريكية التي منحت للعراق وتم انزال احداها في ايران! وهكذا اثبت النظام العراقي انه لايوتمن وانه وسخ لدرجة ممتازة, وهذا الامر يتحمل مسووليته الامريكان لانهم كانوا عرابي تلك الزبالات التي حكمت العراق بسببهم وبسبب المرجعية الرجعية! الرشيدة وحليفهم في الحلف الرباعي برزاني المهابادي!
[email protected]