أسترق النظر بصمت،
أجهز عدسة الهاتف نحو المشهد،
لا أُرْبِكُ نقاء المشهد،
السبابة والإبهام في طقس التسبيح
تندفع حبات السبحة للأعلى،
وأنتِ في إطراقة وجد تلتفين،
لا يفك السر لهذا الوجْدِ
إلاّ من نال الحظوة،
من دخل القلب،
من تعمّد في قلب المشهد،
أنا، يا هنائي، نلت السر،
حزت على سر المشهد،
لن أبوح بسر الأسرار،
إذ أدخل نور المشهد،
أمنح روح العمر نعيماً،
أتوحّد مع كل زوايا المشهد،
لا أترك زاوية تهرب عن عيني،
مجنون من فرط في شبر من طُهْر المشهد،
مسكين من فرط بترياقٍ صافٍ بعد عبور المشهد،
بهدوء وجهت الهاتف نحوك،
لمست دائرة التصوير بخفّة،
لم تنتبهي، حمداً لله،
لن يسقط حجرٌ مني في بركته،
ستبقى صافية أمواه المشهد،
لن تدخل ذرة غبار من فعلي لتجرح نقاء المشهد،
الصورة صارت عندي،
لم أطلب منك نظرة، بسمة،
لا يمكن، حرامٌ في حضرة سيدة الأحزان وسيدة الأفراح،
لن أفرط باللحظة،
لن أخسر نبضة نور من هذا المَشرِق،
لن أخسرها، حاشا لله،
يا سيدة الصبر، يا صانعة المشهد،
أتشوّق لحظة إشراق، أصبر بعضاً من صبرك،
لن أجرح صفحة هذا المشهد،
سأعبّ، أروي عطشاً قد طال،
أشرب، أروي الروح تماماً من نبع المشهد،
سأعبّ، حتى انتشاء المسامات، من كؤوس خمور طاهرة،
ريّاناً من ماء الذكر الصافي أدخل طهر المشهد،
أدخله نشواناً،
بين صعود حبة تسبيح وصعود أخرى،
أدخل مرضياً عني، أفوز بنور المشهد