كان يوم التاسع والعشرين من شهر نيسان الموعد الذي الذي لبى فيه سيادة الدكتور المهندس عون حسين الخشلوك دعوة قداسة البابا فرنسيس الاول بابا روما للقائه والحديث معه ، وقد دعاني الدكتور الخشلوك لاصطحابي معه في اللقاء ونيل البركة من قداسته .
بدأ الاحتفال الساعة العاشرة صباحا بتوقيت روما ولمدة ساعة ، لحظات خاصة تمر علينا وإذا بقداسة البابا يترك عرشه الباباوي وينزل ليصافح شخصية عراقية كبيرة هو الدكتور عون الخشلوك الذي لبى دعوة قداسته ، لاشهد الحديث بينهما بكل ما يحوي من أحاسيس ومشاعر و أهتمام بالوطن الحبيب حيث بدأ الكلام حول مأساة العراق والفقراء والمظلومين والمهجرين والبحث عن سبل للخلاص من هذا المحنة
كنت مندهشا وانا استمع لكلمات الخشلوك تتدفق مثل النبع الصافي بعمق وتواضع وثقة ومحبة صادقة ونكران ذات ، يتلفظ بحسرة اسم العراق وشعب العراق ٠ فلم يكن في اللقاء مشروع سياسي اوصفقة تجارية كما يفعل البعض ولا استعراض شخصي أو مديح فارغ بل كان العمل الإنساني وعمل الخير وإنقاذ البلد من براثن الارهاب الفساد والطغيان واعادة الكرامة للعراقي في العيش والحرية مهما كان دينه او مذهبه او قوميته او لونه . هكذا شهدت الدكتور عون بكل مافي قلبه الكبير أمام قامة ابوية عظيمة وهو يستمع الى شخصية وطنية مستقله منفتحة .
قداسة البابا يستمع الى شخصية مسلمة تمثل العراق بأصالته وحضارته . فيتأثر قداسة البابا بهذه الكلمات الصادقة ويطلق امامنا صيحته معبرا عن حزنه وألمه لما يتعرض له أهل العراق.
فرددت مع نفسي ودموعي تنهمر ( لن يخلو العالم يوما من الصالحين والمخلصين) .
ثم ينبري الدكتور عون صاحب الفضل والكرم سليل الشيوخ الأكابر ليقدم هدية ثمينة بقيمتها الاغلى ومعانيها وما تحويه من سر انها النخلة الذهبية نخلة العراق ونخلة أور رمز الشموخ والعز والتاريخ والاستقامة ، استلمها قداسة البابا بفرح وإعجاب وكأنه امام تاريخ روحي عريق تتجسد فيه صورة إبينا أبراهيم أبي الانبياء والشعوب عليه السلام .
وكم طاب هذا الموقف لقداسة البابا عندما عرف ان الدكتور الخشلوك هو ابن أور حفيد العظام والاصلاء.
ودّعنا بعدها قداسته ومن هم حوله آخذين معنا البركة والذكرى التي لن تمحى من أذهاننا.
وما ان عدت الى موقع عملي حتى إنهالت علي مئات الاتصالات الهاتفية والرسائل ومواقع الاتصال الاجتماعي اضافة الى لقاءات مباشرة كلهم يباركون ويهنئون ويعبرون عن اعجابهم بماشاهدوه وسمعوه عن هذه الزيارة التاريخية وما تحمله من تأثير انساني وقيم روحية عميقة غالية الثمن ولا أفشي سرا انني تلقيت اتصالات من رجال سياسة ورجال دين يستفسرون عن سر اللقاء ويتمنون ان تكون لهم فرصة مماثلة ليلتقوا بصاحب القداسة ليأخذوا دورا في نشاطهم لأنهم كانوا يعرفون حق اليقين ويشعرون أن وقفة الدكتور الخشلوك في حاضرة الفاتيكان لها أكثر من معنى وأعمق من أي مصلحة شخصية او هدف ذاتي فكان الخشلوك يحلق في فضاء الانسانية والقيم الاخلاقية والاهداف السامية والاهتمام بالاخر الامر الذي خلقنا الله لاجله ، لم يكن الخشلوك يطلب النفسه بل طلب لشعبه وبلده .
ويختتم نيافة المطران اثناسيوس القول :
لايمكن ان أنسى ذاك اليوم وتلك اللحظات ونحن في حضرة أعلى مرجعية دينية مسيحية وفي الفاتيكان بصورة خاصة ولابد لي ان أشكر من أعماق قلبي الدكتور عون الخشلوك الذي أعطاني فرصة أن أرافقه في هذه الزيارة التاريخية والفريدة من نوعها.
وما ان انتهى اللقاء حتى رفعنا أيادينا الى السماء طالبين الرضا والرحمة والسلام لعراق عانى ويعاني ليرتاح ويعيش بأمان وسلام وفرح.