23 ديسمبر، 2024 4:08 م

في ثنايا القصائد – قراءات نقدية لعدد من الدواوين الشعرية

في ثنايا القصائد – قراءات نقدية لعدد من الدواوين الشعرية

صدر مؤخرا ً عن دار ضفاف في الدوحة المطبوع الجديد الذي يحمل العنوان (في ثنايا القصائد ) للفنان المسرحي والإعلامي قاسم ماضي وهو عبارة عن مجموعة من القراءات النقدية لعدد من الدواوين الشعرية التي أصدرها شعراء من مختلف الأجيال وقد إنعكس هذا الإختلاف في تعدد أنماط القصائد وأغراضها ، وقد حاول المؤلف الغوص في أعماق تلك الدواوين الشعرية المختلفة لسبر أغوارها من ناحية التناول الفكري للشاعر والمتمثل بطبيعة ( ثيمات ) القصائد وكيفية توظيفها في القوالب الشعرية المتاحة ضمن الآليات الفنية المعروفة في عالم الشعر المعروفة فضلا ً عن بعض العناصر الجمالية والإستخدامات التقنية التي تم إستخدامها من الشعراء ، ويلاحظ عند تصفحنا للمطبوع المذكور أن القراءات النقدية جاءت مكثفة ومختزلة لكنها تكشف بعمق عن عوالم القصيدة والشاعر معا ً وحالة التفاعل الحسي بينهما والتي جسدت مخرجاتها عبر أنساق شعرية مختلفة في بنيتها وموسيقاها وتراكيبها اللفظية وقد تصدت معظم الدواوين التي ُسلط عليها الضوء من قبل مؤلف الكتاب ( قاسم ماضي ) للمشهد الإنساني المتداعي في ظل تهشم القيم الإنسانية ، فضلا ً عن محنة الوطن التي جسدها الشعراء من خلال إقتناص صور الفجائع التي حلت بذلك الوطن الذي مازال يعيش تحت وطأة جملة التعقيدات السياسية ، وفي معرض تعليقه عن مضمون الكتاب المذكور كتب الشاعر العراقي الكبير عيسى حسن الياسري المقيم في كندا
( أن هذه الموسوعة النقدية التي وضعها الأديب والفنان قاسم ماضي والتي تضمنت عددا ً من الشعراء المبدعين ممن تركوا بصمتهم المميزة على خارطة شعرنا العراقي وممن لم تصل أسماؤهم لنا ؤغم أهميتهم لتمثل خطوة حضارية مهمة .. قاسم ماضي لم يضع موسوعة تقليدية تضم سيرة ً موجزة ونصا ً شعريا ً .. بل ذهب في منهجه إلى تقديم قراءة نقدية تلقي الضوء على تجربة وتقنيات من تناولهم لمفردات قاموسهم الشعري وبكشف نقدي تحليلي مميز أن موسوعة كهذي ستفتح الطريق أمام باحثين جدد يملأون هذا الفراغ الإبداعي المهم ) .
ويمكن القول أن هذا الكتاب الذي يمثل جهدا ً متميزا ً إنبثقت فكرته لتميط اللثام عن كل ما يصدر من منجز شعري بين الفينة والأخرى لشعراءنا الذين توزعوا على قارات العالم وهم بحاجة الى من يسلط الضوء على أعمالهم الشعرية في ظل عدم وجود نشاط ترويجي يضعهم تحت المجهر ، وأمام تقاعس العديد من النقاد عن التصدي لكل ماهو جديد على الساحة الأدبية عموما ً والشعرية خصوصا ً فما يخرج من كتابات نقدية لا يوازي حجم المنجز الشعري الذي يصدر بين فترة وأخرى وربما يكون السبب هو شحة الأقلام النقدية ، وقد يكون هناك جفاء بين الناقد والشاعر مبنية على عدم إقتناع بعض النقاد بما يصدر هنا وهناك أو ربما تكون العلاقات الشخصية هي احد الأسباب التي جعلت الواقع النقدي يشهد هذا الركود ، لذا نثني على جهود زميلنا الفنان قاسم ماضي وهو يحاول أن يسلط الضوء قدر المستطاع على ما يصدر من دواوين شعرية في الساحة الإغترابية المهجرية أو في الداخل بحسب ما يتيسر له من وصول تلك الدواوين وتميزت قراءاته بعمق التحليل وسلاسة اللغة المستخدمة وكثافة النص النقدي ليتساوق مع روح العصر الذي نعيشه حيث الاختزال هو السمة الابرز لهذا العصر ، ولابد أن نشير أن هذا الكتاب عرفّنا على بعض الاسماء الشعرية الجديدة والتي تخوض تجربة الشعر للوهلة الاولى ممثلة في دواوينها البكر ولعل هذا النشاط يعكس المتابعات الحثيثة للزميل قاسم الذي عكس شيئا ً من ذائقته المسرحية على طبيعة كتاباته والذي لطالما ذهب إلى مسرحة القصيدة الشعرية ووظفها في بعض عروضه المسرحية التي قدمها ، فالشعر بالنسبة له في توأمة مع المسرح لذلك أحسب ان تجربته المسرحية اضافت شيئا ً على أسلوب قراءاته التي وردت في الكتاب .