كل يوم يطل علينا احد اخواننا في هذه البلاد المباركة ويلوم ويشكو تدخل العرب والمسلمين وان مايجري في بلده هو شأن داخلي ولانقبل ولا نسمح بالتدخل وما الى ذلك من كلام لاحجة تدعمه ولامنطق يقبله ..وهنا اقصد الشعب وليس حكام تلك البلاد الذين لابد لهم كأي حكام عرب او مسلمين اخرين وكما اعتدنا ان يكونوا مستبدين وطغاة دون اختلاف بينهم الا بمقدار اختلاف لص المنازل عن لص البنوك ..نريد ان نوضح لاخواننا في بلاد الحرمين ان شكواكم واعتراضكم غير مقبول ولامسموع لاسباب عديدة منها : هذه البلاد قبلة المسلمين جميعا ولايمكن تغيير ذلك او احتكاره او انكاره ولو اجتمعت معكم امريكا وروسيا معا ، بالاضافة الى اسرائيل الحليفة الجديدة لحكومتكم ..والامر الاخر انه (من بات ولم يهمه امر المسلمين فليس منهم ) حديث شريف ، وكذا فان المسلمين (كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو ….الحديث) وانتم رأس هذا الجسد رضيتم ام ابيتم ، هذا قدركم ولابد لكم من تحمل المسؤوليه التي يرافقها عادة النقد والتقييم ..
ثم انكم في نشيدكم الوطني تقرون وتعترفون انها بلاد المسلمين ( موطني قد عشت فخر المسلمين ) ومنار الهدى وعليها ومنها السلام ابتدا ..وما الى ذلك ، فلانكم فخر المسلمين فعليكم سماع المسلمين او تنحوا عن المسؤوليه واعطوها لغيركم طوعا ، الشكوى لاتنفع بشيء ولايمكن لهذه البلاد ان تمنع دخول المسلمين او محاربتهم ..وان ارادت فلن تستطيع فهناك مليار يتزايدون وكل ينتظر الدخول ويدعو لكم بالخير على رفادتكم الناجحة للحرمين وسيغضب ويلوم وينتقد بل وقد يعاقبكم ان فشلتم او تراجعتم او انحرفتم عن الطريق ..انتم ليس كبقية البلاد ..عندكم ام القرى ومهاجر النبي الكريم ودار الخلافة وعز المسلمين وتاريخهم ومهبط الوحي على نبيهم ونزول ايات قرانهم ..فكفاكم تشكي من لوم المسلمين لما يرونه من انحرافات وتقتيل للعلماء وحبس وترهيب وفيهم صفوة علماء اهل السنة والجماعة ..كما لبقية الطوائف الاسلامية كلها نفس الحق في تلك البلاد ، لم يحاسبكم احد على ثرواتكم ..عيشوا وتنعموا هنيئا لكم ولكن يحاسبكم المسلمون على كثير من الامور التي لايحاسبون غيركم عليها ، كل المسلمين من فرس وترك وعرب واسيويين وافارقة ومن كل بقاع الارض..فليس شأنكم شأنا داخليا كما تتصورون ..كما وليس جميعكم يتبرأ من هذا الموقع بل كثير واغلب شعب بلاد الحرمين يتشرف ويفرح بهذه المسؤولية ويشعر بالتميز والقيادة عندما ينتقد المسلمون مايحدث في هذه البلاد ..كما يشعر بالغبطة عندما تمتدح لكثير من الامور الحسنة التي كان شعبها يفعلها ويتحلى بها على مر السنين ومنها مازال قائما ونرجو الله ان لايستمر الانحراف عن المسار الى مالانهاية وان يجد من الشعب الحي من يلجمه ..