بداية أؤكد أن كلمة (ملوك) المذكورة في العنوان لا أعني بها الرؤساء الثلاثة للجمهورية والحكومة والبرلمان، ليس خوفاً من ردة الفعل، وإنما إحتراماً لهم، ولأنهم بالأساس ليسوا ملوكاً، ولايمكنهم الظهور بمظهر الملك، ولا يملكون جزءاً من صلاحيات الملك أو حتى ولي العهد، أو خيار الخروج عن السياسة التي ترسم أبعادها من قبل الذين جاؤا بهم عندما كانوا يحتاجون رجالاً بمواصفات خاصة ليرضخوا لتقلباتهم المزاجية ويستغفلوا قسماً من مكوناتهم.
لذلك لا أقصدهم، ولا يؤخذ عليهم عندما نسمع خطاباتهم وآرائهم ووجهات نظرهم الهادفة الى تدعيم قناعاتهم ورغباتهم من جهة، وإستغلال طيبة وحسن نوايا مكوناتهم من جهة أخرى، وهم أيضاً، لا يعتبون على أبناء مكوناتهم عندما لا يصفقون لهم، بل يشنون ضدهم حملات تخترق مزاجهم وتعكر أجوائهم .
في عهد الرؤساء الثلاثة الحاليين، وفي عهد الثلاثة الذين سبقوهم، أستبيح الدم العراقي وإستقوت الميليشيات وإنتعشت بأسلحة وآليات وأموال العراقيين، وأسست ملكيات طامعة تتجرأ على ذبح وإغتيال وإختطاف كل من يريد أو يحلم بوطن حر، وكل من يرفض الركوع والسجود لملوك يتجرأون على إهانة الرؤساء الثلاثة قبل غيرهم.
في عهد تلك الملكيات زادت المآسي، وبرز على السطح عقبة الأقلية النافذة من النواب في البرلمان العراقي، لعرقلة المسارات السياسية ورفض التفاهمات والإتفاقات مع الكورد ومع الجوار العربي والإنفتاح على الشركاء الدوليين لأهداف مختلفة تبدأ بالشوفينية الخبيثة والمذهبية المقيتة، وتمر عبر وضع العقبات أمام حكومة الكاظمي ومحاصرتها وتعطيلها في سبيل إسقاطها، أو في الأقل إضعافها وتجميدها ومنعها من إجراء الإنتخابات المبكرة، وتنتهي بالإمتثال والولاء للخارج.
من يتخذ في العراق موقفاً مغايراً أو معارضاً لأي ملك، يتعرض لانتقادات عنيفة وتشكيك شرس، ولحملات التحريض والتخوين والتهديد والإختطاف أو القتل، ومن يكون محظوظاً فيفبرك بحقه عدد من القضايا ليزج به في السجن، وهذا التعميم الإنتقامي لا يقتصر على أبناء مكون دون الآخر.
أما التوصل الى إتفاقات وتفاهمات مختلفة عن الكثير من الإتفاقات السابقة، من حيث طرح الأفكار بوضوح شديد، وتعيين الدلالات المهمة والمشتركات الإيجابية، بين أربيل وبغداد، حول شنكال وكركوك والموازنة السنوية وإنتشار البيشمركه لمحاربة داعش في المناطق الكوردستانية الواقعة خارج إدارة حكومة إقليم كوردستان، فقد أهاجت روح العصبية الشوفينية والكراهية المقيتة عند الملوك المتناحرين والمتنافرين فيما بينهم والمتحدين ضد التطلعات الكوردستانية، وأعادهم الى حقدهم الاعمى الذي هو الأساس في تعاملهم مع الكورد وحقوقهم المشروعة والدستور والديمقراطية. وتجاهلوا الحقائق ولجأوا الى الأساليب العنصرية البشعة والخبيثة للنيل من إرادة ووجود الكورد، وإتخذوا خطوات إستفزازية وتعجيزية لإرغام الحكومة العراقية على تعطيل مسار الإتفاق والتفاهم مع الكورد، دون الالتفات الى التداعيات السلبية لتلك الخطوة الخطرة التي ستخلق شروخاً جديدة وكبيرة بين العراقيين، وعلى جميع المستويات الرسمية والشعبية.
وأخيراً نقول حال العراق الحالي بحاجة الى صولة ضد الملوك، ولكن الصولة بحاجة لقائد.