23 ديسمبر، 2024 3:58 ص

حَدثتُ نفسي
بجد :
هل تخبّثت
ودارت الأيام ,
وأنقلبت
علينا برحى الملح ,
عدوآ
بديلآ
عن رحى الحرب ؟!
يجدب أرضنا
لنخلي الديار
ويعتسف أنهارنا
لنلوذ بالفرار
ويلتهم حضارتنا
وهو محض ثعبان
يلتف بالماء ؟!
أم أنها مؤامرة
تحضُّ على ان يداس
بها رأس أمنا
البصرة ؟!
أو هي رحى
سياسة اللصوص
المُهَرطَقة ؟!
أو بلاءٌ
جاء من الله
وهو على حد سواء
غني عن عباده
المؤمنين
والمرتدين ,
والكفرة ؟!
وبتهكم أضفت :
أو ترين أنه جاء
من كوكب اليابان ,
على سربٍ
من الصحون الطائرة
بأرائك بيض
من زجاجِ
الأواني المستطرقة ؟!
طمعا بالجلوس
على كرسي
معالي الرئيس
تحت ظلال
أعمدة قصره
الباهرة ؟!
أوطمعآ بطين
ذائع الصيت
في قاع شط العرب ؟!
فكل ساع
الى الهيجا
له في الباطن
والظاهرعذره
وهذا نوع من البلاء
ظاهرهُ ملح
وباطنه سرٌّ
أعده قلمٌ
ورسمته مسطرة !
فقالت نفسي :
أراكَ بغير الواقع
تكشف عن السرائر
بالمجاهرة
تصف ما تراه
بخيال عنيف
وأنت في مظاهرة
وانا بإطلاق العِنان لخيالك
لا أقوى
حائرة !
فلا أرى اليابان , كوكبآ
على الارض
ولا أراه
أمة جائرة !
فلعل هذا مبعثه
السكري ,
وبه فقدنا الذاكرة
أو بسبب الحروب
من قبل
وجديد داعش
العاهرة
تلك الأرملة السوداء
التي ما زالت
معاصرة بمدنسٍ
لايستحق أن يأكل
حشرة ,
ينام في خراءب المدن المحررة
يدعو على الأرض
بالويل ,
وبالضرِّ
على الغساسنة
والمناذرة !
والآن , كررنا
في رحى الملح
ولجة المظاهرة
كُره الملوك والأرباب
وكُره حبلهم
القنب الطويل
الملتف حول عزم المدينة
فأضرم الجهل , بلا ورع ٍ
النار بهم
وبجوانب أرضهم
وهو عليم
أنه غير كفيل ,
ولعله من ظلمنا
على الجوار
حين خانتنا البصيرة ,
وهي علمٌ
يلوح كما يلوح
سنا الفنار
الى سفنٍ
بين موج البحر
قابعة أسيرة !
…………..
فعدت بذاكرتي
الى الوراء
وقلت لنفسي :
ياليت الزمان
كان حرا
رافعآ يُمناه
عن ذاك الحرام
لبقينا لأهلنا
خير سند
كرحمة مائهم
يجلون به المنون
الى الأبد
ولا يموت
من الضمأ
أحد !
لكنها يد الحرام
التي أمتدت
بلا ورعٍ
وعين الطمع
على مُلكٍ
وملكٍ في المهد
وأميرٍ
أدنى من المشلول
بفاهِ صلدْ
فأذنبنا ,
وعقدنا على جهلنا السروج
وغارت خيله
بالليل
وبالنهار
وكسرنا القرون
والعظام
وسقينا الأرض
بالدم والعار ,
قولا وفعلا !
فجاء سابور
بعدما شبّ
وأشتد به العضد
ليخلع الاكتاف
عن كل رجل وولد
بما أقترفت
يد الذي مدها
على ملكه
مدْ !
ثم جاء الآبق للحرب
بوش الأبن
مغيرا مع كل وغد
عبدْ ..
وصب سياط النار
علينا ولم يقتصد !
فردت عليَّ النفس :
قبل رحى الحرب
كم صاحبٍ
أيقظ أمةً
وكم أمةٍ دمرها
صاحبْ
فسعيد انتَ
ذو حظ وفير
إن تدفن الأذى
بالقار
عن أهل
وعن جار
وتوعد بالاحسان
وحيثما يطلبك البِرَّ
اليه تطير !
فلا يطيب الماء
والجار به مفتتن
حتى تنهل من حلاله
وتبلغ به السدود
بعيدآ عن بغض العدا
وعين الحسود
وخذ النصح
من نوائب
الدهر اللدود
بما فعلت
بذبيح على الفرات
أبن نبيٍّ طاهر
الجدود
تكن كصالح
في ثمود !
وفي الذنوب
ذكّر الحمقى
أن تعاقب الحمار
والبغل على الصعود
طورا بالعِنانِ
الى الجبل
وطورا على السفح بالرَسَنِ
وظهرها مركوب
يورثُ الفرارْ
والانتحار
وكلاهما جورٌ
غير مرغوبٍ ,
وأدركْ بالحزم
والتثقيف أهلك
لتجزى ..
وتكن ناجحآ ,
والحرُّ لايهفو
بل يصطفي
لقومهِ الحلَ
لرحى الملح
والسكري
ويرشُدْ
حتى يبلغ
فودهُ الشيب
ليكون حَذوا لهم
ومناقبهُ
واقفة
خلفه
تشهدْ !