يوم الجمعة صباحا وكعادتي اذهب الى المتنبي لمشاهدت الكثير من الكرنفالات والفعاليات الثقافية والكل فرحان وانا أسير في شارع الثقافة الأسبوعي ، شارع المتنبي..استوقفتني لافتة كتب عليها الحزب الشيوعي يطالب تخفيض رواتب السلطات الثلاثة وأعضاء البرلمان وتحديده فتره زمنيه من الوقت لخروج المتظاهرين بالشوارع كان حواري معهم لطيف لانه مكتوب بالافتة ان تكون رواتب المسؤولين ثلاثة ملايين دينار قلت لهم لا هذا قليل خمس ملايين أحسن..تمت الموافقة على الخمس ملايين كحد إدنى هي ( احلام وتمنيات) وهم مجموعة كبيرة متنوعة مزيج من قوميات الشعب العراقي الفقراء تذكرت مسيرتهم الشيوعية من زمن الباشا نوري سعيد والى الان حزب ( أممي ) لأ يؤمن بالطوائف والقوميات والاديان ..ودائما أشاهد مظاهراتهم تصدح في بغداد منذ الخمسينات لكن المثل الشعبي يقول عنهم (مأكولين مذمومين ) كثرة عليهم سكاكين القوميين والبعثين والاسلاميين تقطع وتقتل بهم..منهم من مات ومنهم من هرب ..وأتذكر ان الطبقة المثقفة الأكثرية هم الشيوعين وعندما حدثت ثورة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله. صبيحة يوم 14/ تموز عام 1958/ والشيوعيين كانو متصدرين المشهد..كنا مجموعة من الشباب الصغار تتراوح أعمارنا من 13/ سنة الى 16/ سنة
ذاهبين الى الباب الشرقي للعمل شاهدنا المدرعات والجيش منتشر في ساحة التحرير.. ومسيرة المواطنين في مدخل شارع الرشيد عمارة ( القيمقجي ) والتحقنا في المسيرة بقيادة شباب مثقفين عرفنا انها ثورة على الملك
وعرفنا بعض المصطلحات ،، الاستعمار والرجعية والإمبريالية والصهيونية والماسونية والعملاء ووصلت المسيرة الى جسر الشهداء وشاهدنا جثة الوصي عريان ومربوط على جسر الشهداء.ودمه يتقاطر بالشارع..والمنظر بشع.لكن تحسنت احوال العراقيين ..في زمن المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم بعد ذلك .جاءت مجاميع البعث وبدء سيلان من الدم في شوارع بغداد من القتل والاغتصاب وتوقف الارهاب في زمن احمد حسن البكر وتحسنت احوال العراقيين .. لكن عاد مجددا الارهاب وسفك المزيد من الدم مره اخرى في عهد المقبور صدام ..وظل الوضع مستمر لهذه اللحظة بدون توقف والشيوعيين لم نعرف عنهم فقط غير الثقافة والعلم والمطاردة وكان شعارهم..وطن حر وشعب سعيد .ولم يساعدهم الحظ لاستلام السلطة بالعراق ..وتغني عليهم المطربة زكية جورج أغنيتها المشهورة ….يامن تعب.يامن شكة .ويامن على الحاضر لكة…الرحمة لشهداء العراق جميعا ….