نَقلَتّْ وسائل الاعلام المؤتمر الصحفي، الَّذي عُقد اليوم بيّْن وزيريّْ خارجيَّة كلٍّ من العراق السيّْد ابراهيم الجعفري، و دويّْلة قطر، الشيخ خالد بن محمد العطيَّة، و بيّْن مجموعة من الاعلامييّن. و أَلقى العطيَّة كلمة في هذا المؤتمر، تناول فيها محورين:
الأول: شجّْبُ وزير الخارجية القطري، اعمال الارهاب و الدَّعوة لمكافحته.
ثانياً: دعا الوزير القطري كلّ العراقيين، لانجاح مشروع المصالحة الوطنيَّة.
أَقول:
كلُّنا يعرف ما هو النِّفاق. وكمّْ أَكد الاسلام الحنيف، على نبذ هذه الصِّفة الذَّميمة، لكنَّ وزير خارجيَّة دويّْلة قطر، أَصرَّ على أَنّْ يكون منافقاً من الطّراز الأوّل، و بامتياز أيضاً.
فكيف يدعو هذا الوزير، بالقضاء على الارهاب في العراق، و دويّلته هي أَول من أَشعل نار فتنة الارهاب في العراق؟.
و من يموّل الارهاب؟. أَليّْست دويّلة قطر، فهي من أَكبر الدُّول الدَّاعمة و الممّولة للارهاب في العراق؟.
أَليّْست دويّلة قطر هي من تدعم الارهاب اعلامياً عبر فضائيَّة (الجزيرة)؟.
و السؤال الذي ينبغي أَنّْ يُوجَّه الى وزير خارجية دويّلة قطر:
ما علاقة دويّلة قطر بالمصالحة الوطنيَّة بين العراقيين، تلك الشمَّاعة التي عُلِّقَتْ عليها كلّ قاذورات الفتّْنة الطائفيَّة في العراق. مثلما كانت المصالحة الوطنيَّة، هي الحجة الواهية التي تبناها الارهابيون، كعنوان لمشروعهم الطائفي التَّدميري في العراق.
كان ينبغي أَنّْ يكون السيّْد الجعفري، أَكثر صرامة مع هذا الضيّْف الصَلِفّْ، الذي يقف على أَرضنا، و أَمامَ شعبنا، و هو يَنّْفثُ سمومَ الحقد الكراهية بيّْننا، متستراً برداء المصلحين الورعين الحريصين، على دماء و أَرواح العراقيين.
و السيّْد الجعفري، كما هو حال أَكثر المسؤولين العراقيين، يؤثرون السكوت و الخضوع للآخرين، على المجابهة بالحقائق. باعتبار أَنَّ مقتضيات الكياسة في السياسة تتطلب ذلك. لقد صرَّح السيّْد الجعفري (فرحاً)، أَنَّ دولة قطر، قد بادرت بتسمية سفيراً لها في بغداد، مثلما فعلت السعودية ذلك.
هل يعلم السيّْد الجعفري، أَنَّ هذين السفيرين (السعودي و القطري)، سيكونان في العراق، قريبيّْن من ساحة الارهاب و معطياتها و التأثير فيها، و التواصل مع القيادات الارهابية في العراق، بيسر و سهولة أَكثر من عدم وجودهما في العراق؟.
و من يعلم بأن هذين السَّفيرين، لا يقومان بنقل المتفجرات و الارهابييّْن، في السيَّارات الدُّبلوماسيَّة العائدة لسفارتيّْهما؟.
و لمّْ يعُدّْ خافياً على أَحد، انتشار الفساد في مفاصل حسّاسة في الحكومة العراقيَّة. فما الّذي يَمنع مِنْ أَنّْ يقوم هذان السفيران، بإِغراء بعّْض المسؤولين في الحكومة العراقيَّة، من ذوي النُّفوس الضَّعيفة ، بالمال، مِنْ أَجل التَّغطية على أَنشطة إِرهابييّْن في العراق، أَو ارخاء قبضة أَجهزة الأَمن عليهم؟.
وما أَنّْ سمحَ السيّْد الجعفري للصحفيين بتوجيه أَسئلتهم، حتى انهالت أَسئلة الصحفيين، المحرجة جداً لوزير الخارجية القطري. فاضطر الوزير القطري الى استخدام اسلوب المراوغة في الكلام، حتى يفسح لنفسة الوقت الكافي، لتبرير سياسة دويّلته. و فعلاً حاول ذلك، عن طريق استعراض أَرقام قرارات مجلس الأَمن، و الانتقال الى القرارات الخاصَّة بمنظَّمة (الفيفا). لكن هناك سؤالان لمّْ يستطع الوزير القطري الاجابة عليهما.
السؤال الأوّل:
كيف يُفسر الوزير القطري، دور فضائية الجزيرة في اثارة الفتنة الطائفيَّة في العراق؟.
و السؤال الثَّاني: أَلا يُعدُّ تدخل قطر في الحرب على اليمن، تدخلاً في شأن دولة أخرى.
أَجاب وزير خارجيَّة دويلة قطر على السؤال الأَوَّل:
أَنَّ فضائيَّة الجزيرة، لا تمثل وجهة نظر الحكومة القطريَّة، لأَنَّ الاعلام في قطر إِعلام مستقلّ، وهذه أَقبحُ من كذّْبة (أَشعب).
و أَمَّا إِجابة وزير خارجيَّة دويّْلة قطر، على السؤال الثَّاني، فكانت سوّْءَةً لا يواريها رداء، حيث أَعزى ذلك الى دعم الشرعيَّة الدُّولية. فيا تُرى هلّْ في نظر دويّلة قطر، أَنَّ للحكام شرعيَّة و لا شرعيَّة للشُّعوب؟.
إِنَّنا نُؤمن باقامة أَوسع العلاقات الدُّبلوماسيَّة مع دوَّل العالم، لكنّْ بشرط عدم اقامة هذه العلاقات، مع دول مُتورِّطة في جرائم إِرهابيّة في العالم، فكيّْف بمن هو متورط بدماء بريئة، من أَبناء الشَّعب العراقي. كما يجبُ أَنّْ لا تُقام مثل هذه العلاقات، على حساب التنازل عن مصالح الشَّعب العراقي.
و المعلومة الجديدة، فقدّْ أَعلنت عدد من وسائل الاعلام، أَنَّ فصائل الحشّْد الشَّعبي أَسَرت في ناحيّة (سيّْد غريب)، ضبَّاطاً في المخابرات السعوديَّة و القطريَّة و الاردنية، مع مستمسكات تعود لاسرائيل و دول عربيّة. و قدّْ أَكدَ، ممثل المرجعية الدِّينيَّة في النَّجف الأَشرف، فضيلة الشيّْخ (عبد المهدي الكربلائي)، في خطبة يوم الجمعة 29 أَيّار 2015، أَنَّ دولاً اقليميَّة تقوم بدعم الارهابيين في العراق.
أَليّْس مِنَ المُحتمل، أَنّْ تكون زيارة السَّفير القطريّ للعراق، (وهي الزيارة الأُولى للعراق مُنّْذ عام 2003، على مستوى وزير خارجيَّة)، قد خُصِّصتْ للتَّباحث مع بعّْض أَصحاب القرار المُتنفِّذين، في الحكومة العراقيَّة، لعقّْد صفّْقة لإِطلاق سراح ضبَّاط المخابرات السعودييّْن و القطرييّْن و الأَردنييّْن و غيرهم، الذين أُلقي القبض عليهم، في معارك منطقة (سيّد غريب)، في قضاء الدّجيل؟.
فما قيمة الدُّبلوماسيَّة، إِذا كانت لا تحفظ حقوق أَبناء الشَّعب أَمام المجتمع الدُّولي؟.
وما قيمة الدُّبلوماسيَّة، إِذا كان عنوانها النِّفاق و الدَّجل، والتَّخلّي عن مبادئ الحقِّ و العدّْل؟.