21 ديسمبر، 2024 3:26 م

في الليلة الظلماء يفتقد… جيش!!

في الليلة الظلماء يفتقد… جيش!!

يتوقف اي مراقب حصيف عند معادلة المصروفات على الجيش العراقي ومختلف صنوف القوات المسلحة َوالامنية… وبين متغيرات الشرق الأوسط وانعكاسها على الامن القومي العراقي في كل مخاطرها وتحدياتها… فمنذ تشكيل الجيش العراقي بمنظومته الجديدة حتى اليوم.. يواجه العراق معضلة تضارب عقائد قتالية في نظام مفاسد المحاصصة.. وفي أي جردة حساب بسيطة في أرقام الموازنات الانفجارية وما خصص للقوات المسلحة مقابل ما يمكن أن توفره هذه القوات المسلحة للأمن القومي العراقي تظهر النتيجة سلبية كيف ولماذا؟؟
الاجابة الموضوعية والواقعية تحتاج الفصل بين بطولات القوات المسلحة العراقية بمختلف الصنوف وبين توفير الموارد المادية والقدرات المعرفية ونقلها إلى وقائع تطبيقية لمواجهة تهديدات الأمن القومي العراقي.. ضمن الاتي :
اولا : لم يتم حتى اليوم الاتفاق السياسي على مدونة سوق عام او السوق الشامل او ما يعرف بمنظور الاستراتيجية العظمى للبلد التي تشتق منها بقية الاستراتيجيات العسكريه والاقتصادية والاجتماعية..
بسبب تضارب المصالح الحزبية والولاء لقوى إقليمية ودولية.. بما جعل القوات المسلحة العراقية في مطب هذا التضارب والتضاد الحزبي.
ثانيا؛ احد أبرز نتائج ذلك عدم ظهور تعبئة قتالية لها الصفة الوطنية العراقية.. في تعريف العدو والصديق.. فهناك من يتعامل مع القوات الأمريكية بعنوان الصداقة.. اخرين بعنوان العدو. فيما التجهيز التسليحي والمعلوماتي الاستخباري بخاصة في منظومات القيادة والسيطرة تحت سلطة الأقمار الصناعية الأمريكية ومواقع الرصد الميداني.. تدار من قبل قوات الناتو.
ثالثا :هناك مخاوف من بروز شخصيات قيادية عسكرية لذلك خضعت المناصب العليا العسكرية والأمنية إلى نظام مفاسد المحاصصة والمكونات من دون تطبيق بوصلة عراق واحد وطن الجميع.. فانتهت إلى بروز اعداد كبيرة من الرتب العالية بلا شخوص قيادية مؤثرة على الوضع العام  في تشخيص نواقص التجهيز وطبيعة التدريب التعبوي ونظم السيطرة على الأجواء التي تركت كليا لقوات اجنبية يتضاربون سياسيا في توصيفها صديقة ام عدوة؟؟
ثالثا :هناك تعبئة قتالية للقوة الجوية وفق نظام التسليح.. فإذا كان التسليح أمريكيا. كيف يمكن توظيفه وتحمل نفقاته الباهظة من دون نتائج حاسمة للسيطرة على الأجواء العراقية وحماية الحدود .. أبرز نموذج لذلك طبيعة العلاقة بين القوة الجوية وتامين المناطق الحدودية.
رابعا : هل ناقشت القوات المسلحة العراقية اسباب الهزيمة امام عصابات داعش الإرهابية. وهل اعيد ترتيب أولويات التعبئه للموارد البشرية والمادية  في مسك الأرض… في نظام للقيادة والسيطرة بحيث تخضع الأوامر والتعليمات المباشرة من مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. وهل تؤمن اليات ووسائل التواصل ونقل الأوامر والتعليمات وقياس معايير أداء الواجب في تقييم مخاطر وتحديات نظام القيادة والسيطرة ام لا؟؟
وقائع التصريحات الرسمية عن العمليات العسكرية ضد مثابات داعش الإرهابية وحواضنه  تظهر حقائق مقياس مخاطر الاداء وتحديات القيادة والسيطرة.. فضلا عن نواقص الحاجة إلى الاستعانة بقوات الناتو او القوات الأمريكية… السؤال متى يمكن للجيش العراقي امتلاك كل المؤهلات القتالية معرفيا وماديا.. من دون الاعتماد على قوات اجنبية مساندة وكل هذه الأموال تصرف من الموازنات العامة على كل صنوف القوات المسلحة والأمنية والتي تصل في بعض الموازنات الي ٤٠٪من الموازنة  بمليارات الدولارات مقابل عدم ظهور اي مقياس للأمن والسلامة الوطنية مقابل ما يصرف من أموال.. وتلك مسؤولية مجلس النواب العراقي في طرح هذه التساؤلات… والعمل على شفافية المقياس الوطني لقدرات الامن والدفاع الوطني.
كلما تقدم.. ينتهي عند نتيجة واضحة. ان بطولات القوات المسلحة العراقية تحتفظ بسجل من الشهداء تضحياتهم من أجل عراق واحد وطن الجميع.. فيما أحزاب متضاربة المصالح في نظام مفاسد المحاصصة والمكونات.. لم تتفق على سوق شامل وتعبئة عسكرية عراقية توحد الموارد البشرية.. ونوع السلاح.. والتدريب على القتال النوعي المعتمد على تقنيات معرفية توفر المعلومات الاستخبارية من دون الاعتماد على قوات اجنبية مساندة. فهناك عقدين ونيف مضت.. أليست كافية ليكون للعراق جيشه العتيد سورا للوطن… ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!