اثبت برنامج ارب ايدل فشلا ذريعا في مستواه التحكيمي والطريقة التي تمت من خلالها فرز اصوات الجماهير للمواهب الغنائية فلقد كان ارب ايدل في موسمه الثالث لوحة تشكيلية مرسومة بألوان داكنة لا تمت بفلسفة الفن لا من قريب ولا من بعيد فبعد رحيل الفنان المثقف الديفا راغب علامة اصبحت احلام الامارتية تصول وتجول في كل كواليس البرنامج بداية من الاعداد الفني وصولا الى الاخراج
لكي تضع ارائها التي لا تمت صلة بالفن بدلا لقوانين البرنامج وهذا ادى في نهاية المطاف الى تغير الكثير من موازين القوى للمواهب الغنائية وادى الى خروج بعض المتسابقين من حلبة المنافسة مبكرا وبعضهم وصل المراحل النهائية لكن تم تجريده من حق البقاء في ارب ايدل بعضها يعود لاسباب سياسية ولربما قومية …..
كل هذا حصل واحلام الاماراتية تتحمل كامل المسؤولية عن هذا الفشل الذي واجه ارب ايدل في موسمه الثالث وبالتالي فقد هذا البرنامج مصداقيته وفقد بريق طروحاته الفنية لمستقبل المواهب الغنائية وبقي في صفوف المنافسة من يحمل في جعبته احلاما تحقق اهداف وطموحات احلام الاماراتية لكن في النهاية اعاد ارب ايدل بعضا من بريقه ونوره واشعاعه الفني في اللحظات الاخيرة حيث توج باللقب حازم شريف …..
هنا يمكن القول ان حازم الشريف يستحق اللقب وعن جدارة واستحقاق فهو يملك كافة مقومات الفنان الناجح والمثقف فوسامته واطلالته الانيقة مميزة اضافة الى انه يملك صوتا في غاية السحر والجمال فأحساسه مرهف ومشاعره الفنية تسبق اوتاره الصوتية الى العقل والقلب …..
فحازم شريف استطاع ان يغامر بمستقبله الفني عبر اختياره اغنية لأحد اساطير الغناء العربي عبدالحليم حافظ ( قارئة الفنجان ) وقام بغناءها بطريقة ساحرة تدل على عمق احاسيسه ومشاعره الفنية تجاه موهبته الغنائية وواصل مشواره اللامع بغناءه لأغنية ( من بعدك لمين ) للموسيقار اللبناني ملحم بركات وقام بتأديتها بأسلوب فني مليء بدسم الحب العذري هنا لهذه الاسباب استطاع ارب ايدل ان يعيد لمعانه الى الواجهة وبالتالي صعود اسهمه في بورصة الجماهير وهذا يعود الى ان هنالك عقلية فنية خفية استطاعت ان تضع حدا لتصرفات احلام الاماراتية الغريبة الاطوار تجاه المواهب الغنائية …..
فبعد رحيل راغب علامة من دكة التحكيم كان الفشل امرا واقعا في النهج الذي تنتهجه لجنة التحكيم التي تتزعمها احلام الاماراتية فعدم وجود راغب علامة اثر بشكل كبير على سياسة وقوانين البرنامج لأنه كان فنانا يرمز لثقافة فنية لعدة اجيال لكن رغم هذا اندلعت نيران الثورة في كواليس البرنامج من عقول فنية ارادات ان تعيد المصداقية واللمعان والسحر لقضية في غاية الاهمية الا وهي قضية الفن التي من اهم دعائم واسس برنامج ارب ايدل …..
لذا فشل ارب ايدل مبكرا في موسمه الثالث لكن قبل ان تسدل الستارة على اروقة الفشل فيه استطاع حازم شريف ان ينال اللقب بفضل قدراته وطاقاته الفنية وبهذا نجح ارب ايدل في اللحظات الاخيرة في تصحيح مسار الامور واعادة الروح الفنية للأسس والقيم التي وضعت من خلالها قوانين برنامج ارب ايدل وتحويلها الى نقاط قوة هدفها ازاحة اخطاء احلام الاماراتية التي تحولت الى كومة من الحقد والكراهية للمواهب الغنائية لأسباب سياسية وقومية …..
والفضل يعود للعقلية الفنية الخفية التي استطاعت تقويض سلطة احلام الامارتية …..
يبقى السؤال لما لم تظهر هذه العقلية الفنية الخفية قبل الان لكي تصد فجوة اخطاء ارب ايدل في موسمه الثالث …..