لي قريب قد تم تعيينه هو ومجموعة من اقرانه بعد 2003 في احدى دوائر الدولة التي تتعامل مع المواطنين في امور مالية وغيرها وكان هذا قريبي الموظف البسيط شاب في مقتبل العمر وحينها الرواتب كانت لا تكفي لتحقيق امنياته وطموحاته في الزواج هو ومجموعته المعينين حديثا فضلا عن تكوين اسرة وبناء بيت ويستطرد قريبي قائلا بان هذه الامور اصبحت احلام نسعى لتحقيقها ولكن بعد فترة من الزمن لاحضنا احد زملاءنا في المهنه بدات الحياة تدب اليه من حيث اشترى سيارة جديدة وقطعت ارض وبدا بناءها على الطراز الحديث واستعد للزواج وقفز علينا خطوات على الرغم من اننا من نفس الانحدار الطبقي وليس هناك فرق مادي يذكر بين عوائل هذه الفئات المعينة حديثا ويستطرد قائلا …عندما تقصينا السبب راينا ان صاحبنا هذا بدا بالسلوك المنحرف مع المراجعين اذ بدا يتقاضى ما يسمى ( الر….ش ….وة) تحت مسمى الهدايا وعندما لاحظه الاخرون بانه ليس هناك رادع قانوني يردعه جزاء لتصرفه المشين هذا لا سيما وان رب البيت ( مدير الدائرة) ربما يكون دائر في نفس الفلك فحينثذ بدا الوسواس يدب في نفوس الاخرين وتساؤلاتهم بانه لماذا لم اكن مثله امتلك بيتا وسيارة وزوجه وبدءوا يفكرون بصمت في الموضوع خصوصا الانسان بطبعه ميال لتلبية حاجاته وغرائزه وفعلا سقط الاول وسقط الثاني والثالث… وهكذا الا ما رحم ربي ولو تقصينا السبب لراينا ان الاول لم يحاسب على فعلته لكي يكون عبرة لغيره فوجدوه ينعم بالاموال والجاه من غير مسائلة قانونية فلو كانوا وجدوه ((خلف القضبان)) لتغير الامر تماما ولما سقط بقية الموظفين بهذه الصفه الذميمه .
ومن كل ما تقدم نقول ان ظهور عضو هيئة النزاهه البرلمانية السيد (طلال الزوبعي) بالامس القريب من على شاشات التلفزيون حاملا معه مجموعة من الاحكام الصادرة بحق مجموعة من المفسدين وقراءها علينا بما فيها من لوائح القاء قبض وسجن مختلفه السنوات يبشر بخير ونقول ان القضاء العراقي اصبح ياخذ دورة مما يجعل السارق لا يغفوا له جفن ابدا وكذلك يكونون عبرة للقادمون الجدد الى هذه المناصب خصوصا عندما يعلمون بان مصير من سبقوهم من الفاسدين (خلف القضبان) سيكون مانع لهم من الوقوع مستقبلا في الرذيله وبالتالي سنقضي على الفساد شيئا فشيئا لان الانسان جبل على الثواب والعقاب وبذلك نقول ان في العقوبات اصلاح للرعية .