23 ديسمبر، 2024 12:32 ص

في العراق ٫مشّايَة الإنتخابات مثل مشّايَة الحسين أبوعبد إله !

في العراق ٫مشّايَة الإنتخابات مثل مشّايَة الحسين أبوعبد إله !

أثناء مشاركتنا الحربية بتحرير العراق من نظام صدام زارني في خيمتنا بصحراء الكويت إحدى قيادات الجيش الأمريكي الميدانية فقدم نفسه على إنه ضابط برتبة عقيد مختص بالتقاليد الثقافية والاجتماعية للعدو ٫فحدثني بمعلومات عن قرب مناسبة أول موعد زيارة ومشاية أربعينية الحسين بعد سقوط نظام صدام ويسألني عن كيفية تقديم معونات مادية ملموسة لمشّاية وزوار العتبات الشيعية ليكون أول معروف أمريكي للمظلومين الشيعة في الدولة العراقية ٫لم يكن هذا الحديث يذكرني عن عادة عقائدية إنقرضت بعمري الذي قضيته كشيعي من جنوب العراق قبل هروبي للدول الأجنبية فحسب وإنما تحيرت كيف إجيب هذا الطلب الغبي بظروف دولة ساقطة آحشاء سكانها مؤسساتها لازالت متناثره على الأرض وظل نظام صدام المتخفي مازال يخيم عليهم وشعب من جنوبه الى شماله يعيش بين صدمة  الإحتلال والحياة والموت وغيبوبة قوى الإحتلال الأمريكية ٫فقلت له لا أضن أن شيعة العراق زوار أو مشّايَة يحتاجون مساعدة لشؤون دينية ومن قوى إحتلال مسيحية قبل أن توضحوا لهم من أنتم وماذا تريدون وماذا تصنعون وماهو مصير سلطات بحجم نظام صدام والبعثية عمره أكثر من ثلاثة عقود زمنية ؟؟ ثم حاولت أن أوضح له بأن هذه التقاليد العقائدية أنقرضت قبل خروجي من العراق ولا أتوقع أن تعود بهذه السرعه أمام حاجات الناس الفعلية اليومية٫ ولما شعرت بأنه مصر على القيام بشيء لهذه المناسبة٫ جادلته لأسأله إذا يعلم بأن العراقيين الآن بلا دولة بلا قانون بلا أمان بلا جيش بلا شرطة  بلا هوية بلا ماء بلا طعام بلا كهرباء بلا وأكثرهم فروا من بيوتهم أو أماكن عملهم كيف يفكرون بمناسبات وزيارة عتبات دينية ؟ أجابني٫ قيادتي مصرة على إستغلال هذه الفرصة لدعم الزوار بأي شكل من الأشكال ٫فنصحته بعض الأهالي معتادة لدعم المشاية والزوار كتقاليد دينية بدواعي الثواب الإلهية أو من باب البهرجة الاجتماعية وخاصة من الميسورين وأصحاب الحضوة المالية إو الاجتماعية وإذا أنتم قادرون في المساهمة المادية فأن وضع نقاط سقي ماء صالح للشرب البشري في مدن الزوار مع أعداد من مولدات الكهرباء لتبديد ظلام أيام الزيارة ستكون معروف كبير من القوات الأمريكية ٫وتركت الموضوع دون أن أدري إذا نفذ معونته الدعائية ٫ولكن من يتابع كيف وقع أهلي الشيعة ومصيرحكمهم المحطم بيد تجار ثقافة ـ سراب المشّايَة – يدرك تماما تأثير واحدة من أسوآ الرعاية الغبية الأمريكية في إعادة إحياء التقاليد الخرافية التي جعلت أهم ما يطمح به أغلب عراقي الداخل هو منافسة نوعية حياة أخوانهم في أفغانستان الصومال ! 

 تذكرت حادث رعاية الأمريكان – لسراب مشاية الحسين- وأنا أقرأ خبر تبرع السفارة الأمريكية بعشرة ملايين دولار لتمويل مكتب الإمم المتحدة في العراق لتتختل وراء هذا المكتب ليشرف أو يراقب – سراب مشاية الإنتخابات- المبكرة من أجل طَمرّ إنتفاضة شعبية تعرف الحكومة الأمريكية قبل غيرها بأنها أشتعلت من ضحايا بسطاء وأبرياء لم يستطيعوا بعد تحمل مزيد من الإجرام والفساد تديره كتل وميليشات وعصابات سيطرة على دكاكين نيابية وحكومية وقضائية ومفوضيات تعبث في حياتهم بلا سيادة بلا دستور بلا قانون بلا عدل بلا أمن بلا صحة بلا موازنة بلا معاشات بلا ماء ولا كهرباء ٫المهم الذهاب الى- سراب الإنتخابات- لإعادة تدوير الجهلة والقتلة والنفايات لإسكات الإحتجاجات٫

فسألت نفسي كيف تستمر الإدارة الأمريكية بالتضحية بأرواح جنودها وأموال دافعي الضرائب لدعم إستمرار نفايات قيادات مجرمة منحرفة في العراق فاقدة لأبسط مواصفات القيادة قادره على أن تواجه الإبرياء والبسطاء بالتصفيات الشوارعية العلنية ومرة بالمهزلة القضائية التي لا تترد بغش الشعب حتى بإصدار أوامر قبض قضائية قرقوشية ضد رئيسهم ولكنها تفقد شجاعتها لمواجة عنصر من المليشات؟ واليوم سفيرها في بغداد يدعم حكومة أقزام لإشغال الشعب وضحاياه -بسراب مشاية الإنتخابات –فتذكرت حديث قنصلها العام في البصرة بعد عشرة أعوام من الاحتلال التي أصبحت مساعدة وزيرة خارجية الأمريكان أيام هالاري كلنتونو٫التي آتهمتنا بالتخلف الاجتماعي والإنحطاط الذي يستدعي مهندسين إجتماعيين وليس قادة مخلصين واذكياء ٫ولهذا فالأمريكان ومعهم الكسالى والمنتفعين والأغبياء يعتقدون بأن شعب عراقي أغلبه مشغول بمعجزات أصحاب القبور ماتوا قبل عشرات القرون من الزمان يخصصون أغلب أيام وأشهر سنتهم القمرية والميلادية لمناسبات دينية للأموات لن يصعب إقناعه  بالمشي لتحقيق سراب أوهام إنتخابات ولو من نفايات دين ودولة جهلة وقتلة وحرامية أحياء٫

ولهذا يقتضي كمحتجين إحرار أن نرد عليهم مثل الشعوب الحية ٫نفضح ونسقط مؤآمرة مشروع -سراب مشاية الإنتخابات- ليس بترشيح أصحاب الدناءات الوظيفية والمغمورين منا أو بمراجعة دكاكين المفوضية لتحديث كارتونات ورقية يسموها بارومترية على طريقة كاكا الجمهورية وإنما تعميم شعار جماعي شعبي عام والإصرار عليه ( لا إنتخابات هزلية في دولة ميليشات إجرامية حتى تتم محاسبات علنية) نجعله مثل السلام عليكم وصباح الخير بتحياتنا اليومية العائلية والإجتماعية ٫نكتبه في صفحاتنا على مواقع التواصل الإجتماعي وقراطيسنا على قمصاننا وحيطاننا ومحلاتنا العامة والخاصة على جدران حسينياتنا وجوامعنا على عجلاتنا على جباهنا وجباه أولادنا ٫ ٫٫نسمي ونحاصر المتآمرين والمتعاونين بعناوينهم الدينية أو الوظيفية وتنظيماتهم ومنظماتهم المدنية والحكومية ومعهم كل المغفلين بمشاية الإنتخابات الهزلية التي ستنتهي بالقطع الى سراب لصالح عصابات يتحكم بها إبن الصدر والحكيم والخزعلي والعامري والمالكي وبقية النفايات الدينية والدنيوية٫قد لا نستطيع مواجهة إمكانياتهم المادية والإعلامية الميليشاتية أو الرسمية وقد تجري مؤآمرة –مشاية الإنتخابات المبكرة أو المتأخرة ولو بمشاركة واحد بالمية من حثالاتنا الشعبية ٫ولكن بالقليل سنقطع عليهم الحجة ليتهمونا مجددا بالباطل فرديا وجماعياً بأننا جهلة وسراق وحرامية لا نحتاج ولن نقدر على إختيار قيادات ذكية وطنية مخلصة بقدر حاجتنا الى مهندسين لإصلاح عقدنا الدينية والإجتماعية الجاهلية البربرية ٫ كما قالها قبل أيام أحد إعلامي الحرة وهو يشتمنا وحتى قبل سراب مشّايَة الإنتخابات ٫يوم غرد  (لا ينتخب اللص إلا من كان لصا) !

اللهم إحفظ العراق والعراقيين وأرحم سيرة الحسين أبو الإحرار.