18 ديسمبر، 2024 6:57 م

في العراق : فاسد يقود الحرب على الفساد!

في العراق : فاسد يقود الحرب على الفساد!

أعلن العبادي ان الفاسدون سيدفعون حياتهم إن لم يرجعوا الأموال التي نهبوها. كما دعا الشباب لتقديم معلومات بشرط ان تكون دقيقة عن جرائم الفساد في العراق. حسناً ماذا عن تورط العبادي نفسه بقبول رشاوي من تراخيص عقود عراقنا؟ حيث قام العبادي وبعد أسبوع واحد فقط من توليه منصب وزير الاتصالات في عهد مجلس الحكم باستلام رشوة مقدارها خمسة ملايين دولار—تمويل وزارة بأكملها لمدة سنة—من مدراء تجمع اوراسكوم. حيث التقى بهم في أيلول من عام 2003 في لندن قبل إرساء العطاء عليهم و بشكل مخالف للقانونين. حيث لا يجوز للمسؤول عن إقرار الترخيص التفاوض مع عدد معين من المشاركين بها قبل إرساء عقد الترخيص عليهم. نجم عن اللقاء منح العبادي خمسة ملايين دولار لقاء إرساء الترخيص ومنح اجواء العراق مجانا لشركة اوراسكوم في حين أجواء الدول المجاورة يتم تأجيرها سنويا بمليارات الدولارات مع زيادة سنوية مقدارها 10% . فعلى سبيل المثال لبنان يقوم بتأجير اجواءه لشركة اوراسكوم بمبلغ مليار وسبعمائة و خمسين مليون دولار. لكن العراق يقدم اجواءه مجانا. أن حجم مساحة العراق يبلغ 43 الف كيلو متر مربع تقريبا و اجواءه مجانا في حين ان مساحة لبنان تبلغ حوالي 10 كيلومتر مربع تقريبا ولكنها مؤجرة بملياري دولار الا ربع تدفع سنويا!!! ترى كم مليار دولار كان يمكن للعراق ان يحصلها من تأجير اجواءه؟ خمسة مليارات أم أكثر!! أليس هذا دخلا ثابتا و مضمونا للميزانية؟ لماذا نحرم منه اذناُ

أن الخدمات التي تقدمها شركة اوراسكوم-عراقنا -أو سراقنا كما يسميها الشارع العراقي- في منتهى الرداءة الهاتف خارج الخدمة الاتصال لا يمكن تحقيقه و لكن أسعار الخدمات فاحشة الغلاء! فالعراقيون يدفعون 177 ضعفا مقارنة بإخوانهم الأردنيين للحصول على نفس الخدمة!! علما ان مستوى خدمات الاتصال الأردنية اعلى من ناحية الجودة. لقاء كل دولار يدفعه الأردني للحصول على خدمة جيدة يدفع العراقي 177 دولار للحصول على خدمة رديئة. كل هذا من اجل ان يحصل العبادي على رشاويه!!

أن شركة أوراسكوم مدينة للعراق بأكثر من ملياري دولار وهي ممتنعة عن الدفع رغم ان أرباحها الشهرية تجاوزت ثلاثة ملايين دولار!! العبادي يستقطع من رواتب العراقيين لكن شركة اوراسكوم التي تكسب المليارات من العراقيين لقاء خدمات بائسة لا يمكن مطالبتها بالسداد!!

ولكن الامر لم يقتصر على قبول الرشاوي. العبادي منح 6% من ورادات عقود عراقنا لنظمي أوجية التاجر الذي زود النظام الصدامي المقبور بالأسلحة الكيمياوية التي استخدمت لضرب العراقيين في حلبجة وغيرها. وهكذا فكل عراقي يدفع 6% شهريا للتاجر الذي قتل ابناءهم و اولادهم!! في سبيل ان يستلم العبادي رشاويه!! لكن نظمي أوجيه مرتبط بالنظام الصدامي البعثي ومسؤول عن توفير خدمات الاتصال للعراقيين فهل هذا يعني ان البعثيين يسيطرون على اتصالات العراق ولهذا أمن العراق مستباح؟ بكل تأكيد فكل اتصال يجري عن طريق شبكة عراقنا مخترق!!

اعتقد ان المعلومات التي قدمتها دقيقة. كما وارفق رابط محضر التحقيق الذي اجرته وزارة الدفاع الامريكية والذي يتناول بالتفصيل الدقيق تحركات العبادي لقبول الرشوة. ويذكره بالاسم و بكل صراحة. بل ويشير انه لاول مرة لم يتم ايداع واردات العقد في الخزينة العامة. ويمكن فتح رابط التحقيق و الاطلاع على تفاصيله.

لقد كانت تراخيص اوراسكوم محل اعتراض الكثير من النواب و السياسيين و الناشطين و لحد هذه اللحظة لم ينجح أحد في محاربة الفساد الناجم عن تراخيص اوراسكوم لان الفاسد هو المسؤول التنفيذي الاعلى في البلاد!! نفس المسؤول الذي يعلن الحرب على الفساد ليحمي نفسه من إي مسؤولية فهو مشغول للغاية بالحرب على الفساد نهارا وقبض الرشاوي ليلا!!

لا اعتقد ان البرلمان يجرء على محاسبة المسؤول التنفيذي الاعلى وقائد القوات المسلحة ليس فقط عن سيل الرشاوي التي قبضها لكن عن الخروقات الامنية الناجمة عن اختراق شبكة الاتصالات العراقية. فالعبادي مشغول بالحرب على الفساد

https://www.facebook.com/255339601281637/photos/a.255354021280195.1073741828.255339601281637/535241019958159/?type=3