قيل كثيراً عن اصل تسمية العراق، وهنالك من يذهب إلى أن تسميته ب (العراك) وهو يستند الى الأحداث التاريخية التي شهدتها أرض هذا البلد الذي علم الناس الكتابة والقانون والاستيطان ، وانا اتفق كثيرا مع هذه التسمية وان كانت على سند ضعيف واذا كان لديك وقت فراغ فأقراء ما يقع بين يدك من كتب التاريخ فستجدُ في مقدمة اي كتاب يتحدث عن تاريخ العراق ان هذا البلد العظيم كتُب تأريخه بالِدماء قبل الاسلام وبعده لابل ان تاريخه الحديث والمعاصر اشدُ قساوة واكثر فتكاً حيث شهد العراق صراعات سياسية كبيرة من اجل تحديد بوصلة نظام الحكم فيه وكل ذلك حدث من خلال انقلابات سياسية دموية وحركات عسكرية غير مدنية واذا كانت تلك الصرعات هي سياسية بحتة بمعنى ان الشعوب كانت بمأمن من شرها او اصابها القليل ، لكن بعد عام 1968 بدأت الجماهير تكون جزءً كبيراً من اللعبة السياسية وادت هذه الصراعات حول نظام الحكم الى مزيداً من الدماء بين افراد الشعب وماهي الا بضعة سنيين ودخل العراق في حرب طاحنة لا تذر ولا تبقى طوال 8سنوات اكلت الاخضر واليابس وانهت بناةُ التحتية والفوقية واصبح لدينا جيشا عرمرماً من الايتام ليخرج وكالعادة من الحرب خالي الوفاض لابل مثقلاً بالديون ، ليدخل في موت ابيض من خلال الحصار الاقتصادي الدولي علية بعد حماقة الحكومة ودخولها الكويت وحدثت مجازر كبرى قتل فيها الالاف من الجنود وتدمر الجيش العراقي الكبير على بكرة ابية في ابادة غير مسبوقة وكم تمنينا ان تطوي صفحة البعث الاجرامي وتنهي تلك الارهاصات والمُنخِصات ونرى في شوارعنا الورود بدلا عن حطام الاليات العسكرية التي ملئت ارض البلد، لكن ليس كل ما يتنماه المرء يدركه، وبقي ذلك مجرد امنيات وحصلنا على بصيص امل ولكن ليس بناءً على رغباتنا بل جاء التغيير حاملاً معهُ كارثة الكوارث على الشعب حيث بداء القتل الممنهج وهذه المرة بشكل قاسى جدا من خلال بث روح العداء والبغضاء وخطاب الكراهية بين ابناء الشعب وتأجيج الصراع الطائفي المقيت وذهب جراء ذلك الالاف من الشهداء المدنيين في كلا الجانبين انها حربا ضروسا بمعنى الكلمة ؟ واصبحت كل ايام الاسبوع دامية الاحد الدامي ونحوه واستخدم مصطلح الفاجعة ايضا بعدما اسلفنا باتت كل الايام دامية ، وجاء اللطف الإلهي وانتهت تلك المرحلة لتأتي أخرى اكثر مرارة ودخلت داعش العراق على حين غفلة من نظامهِ السياسي المتصارع حول المغانم وربما ما ارتكب من مجازر في هذه المرحلة يختزل كل القتل الذي حدث في تاريخ العراق حيث حدثت اعظم مقتلة لامثيل لها في العالم الجديد مطلقا وهي تستحق ان تدخل موسوعة جينيس حينما ازهقت اكثر من 1700 نفس في يوم واحد وجرت احداث يندى لها الجبين من قبيل القتل بدون رحمة ورافه من خلال وضع القنابل في الأجساد لابل ان الجثث الهامدة لم تسلم هي الأخرى اذ لم يفرق بين رجل كبير واخر صغير بين رجالا كانوا ام نساء شبان ام صبيان لابل حتى ان الاطفال دخلوا ايضاً على خط الازمة وتم تجنيدهم من خلال بث سموم الطائفية وتغذيتها بشكل عجيب وغريب وإذا كنا نسجلُ بفخر تلك البطولات الجسام من خلال دحر هذا التنظيم الارهابي علينا ان ننحني لتلك القامات وتلك القوافل من الشهداء السعداء في مذبح الحرية بعد الاستجابة لفتوى المرجعية ، وهذا قدرنا ؟ فما ان نطوي صفحة مظلمة حتى تفتح اخرى اشد ظلاما ،و دخلنا في موت أبيض وهو الفساد الذي أنهك كل مؤسسات الدولة وأثر بشكل مباشر على حياة المواطن الذي صار يبحث عن رغيف الخبز في مزابل الاغنياء لابل ان ذلك ادى الى ان تموت الناس بعدة طرق وهذا ما حدث في جريمة احتراق مستشفى بن الخطيب مؤخرا والذي حدث بسبب الفساد و ربما لا يخلو من القصدية ايضا .وسبحان الله فأننا في العراق لا نأمن من الموت سواء كان من خلال الاغتيالات او الصراع السياسي حول الكرسي كل الطرق تؤدي الى الموت بنوعية الابيض او الاحمر فلا غرابة أن تجد السيف مازال يقطرُ دماً عبيطاً ولا تزال الة الحدباء تعمل ليل نهار تشبع فينا قتلاً ولسان حالها يقول هل من مزيد!!!…