22 نوفمبر، 2024 11:47 م
Search
Close this search box.

في الشخصية المحمدية – الجزء الرابع / الأخير

في الشخصية المحمدية – الجزء الرابع / الأخير

محمد .. الشخصية اللغز المقدمة : في الجزء الأخير من هذه السلسلة من المقالات – حول الشخصية المحمدية ، تتداعى الأسئلة والأجوبة في فكري ، ولكن بنفس الوقت تبقى معظم الأسئلة بغير جواب واضح ومحدد ! / حول هذه الشخصية الخلافية ، والتي برأيي شغلت معظم الكتاب والباحثين / أكثر من غيرها ، المسلمين وغير المسلمين! .. أذن ليس من اليسر كتابة خاتمة لهكذا بحث ، ولكن لا بد من نهاية لكل بداية ، ألا شخصية رسول الأسلام ، الذي ليس له بداية معروفة ، وأما نهايته فمجهولة ، لأجله الحقبة ما بين البداية والنهاية تبقى سيرة الشخصية المحمدية غامضة و قابلة للتأويل أيضا ! .
الموضوع : أولا – كان هناك سيناريو عميق ، لدى المروجين لمحمد كنبي والمدعين للأسلام كدين ، ومن هذه ” السيناريوات ” ، التغيير بأسم ما يدعى بصاحب الدعوة ، فهو كان قبل الترويج لمحمد والأسلام يدعى ” قثم ” ، وحتى أباه لم يكن يدعى عبدالله ! ، وسأعرض ملخص لمقال منشور بموقع / صيد الفوائد ، للدكتور أبراهيم عوض ، بهذا الصدد (( فى موقع ” إسلام أون لاين.نت ” مقالا للأستاذ محمد الحمروني بعنوان – باحث تونسي يزعم أن الاسم الحقيقي لمحمد هو ” قُثَم ” جاء فيه : لم يستبعد الدكتور هشام جعيط في كتابه “تاريخية الدعوة المحمدية في مكة” ، إنه كان يُدْعَى “قُثَم” قبل بعثته ، وإنه لم يكن أبدا أميّا . وفي ندوة عُقِدت في تونس وعرض فيها لكتابه شدّد الكاتب على أن ما توصل إليه من نتائج هو ثمرة عشرات السنوات من البحث والدراسة . غير أن باحثا تونسيا أشار في تعقيبه على الكتاب إلى أن الرؤى التي يطرحها سبق أن طرح معظمها مستشرق ألماني في القرن الـ19 الميلادى . ويمضى الكاتب قائلا إن جعيط قد أكد أن اسم والد النبى لم يكن “عبد الله” ، بل الأرجح ، أنه هو الذى أطلق عليه هذا الاسم . أما عن اسم النبى ذاته أنه لم يكن يدعى “محمدا” فى البداية ، مستشهدا في ذلك بأن القرآن لم يسمّه باسم “محمد” إلا في السور المدنية : “محمد رسول الله والذين معه” (الفتح) ، “وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل” (آل عمران) . ويزعم الكاتب أن اسم “محمد” هو واحد من التأثيرات المسيحية فى الإسلام ، وأنه نُقِل إلى العربية عن السريانية وأنه يعني في تلك اللغة “الأشهر والأمجد” ، أما الاسم الحقيقي للرسول فهو “قُثَم”، وقد سُمِّىَ به لأن أحد أبناء عبد المطلب كان اسمه “قُثَم” ومات على صِغَرٍ فسُمِّىَ النبي على اسم عمه المتوفَّى . كما زعم أن والده لم يكن يُدْعَى : “عبد الله” ، بل على لأرجح ، حسبما ورد فى كلامه ، أن النبى هو الذى أطلق عليه هذا الاسم .)) .
ثانيا – وحول أسم والد محمد تؤكد بعض المصارد أن أسمه كان ” عبد اللات ” ، جاء في موقع / منتديات زهرات البستان (( قُثم بن عبد اللات بنِ عَبدِ المُطَّلِب النصراني الموحد . ولد في الميلاد : ٢٢ أبريل ، ٥٧١ م ، وقُثم بن عبد اللات بنِ عَبدِ المُطَّلِب النصراني الموحد هو نفسه أَبُو القَاسِم ( مُحَمَّد بنِ عَبد الله بنِ عَبدِ المُطَّلِب ) / 22 أبريل 571 – 8 يونيو 632 ، الذي يُؤمن المسلمون بأنَّه رسول)) . والدليل على صحة ما جاء في أعلاه ، هو نفي بعض المواقع لهذه الحقائق ، فقد ورد في موقع salah7.weebly.com ( أن الشبهات السخيفة التي يستحي المرء حتى أن يرد عليها شبهة انتشرت في الآونة الأخيرة حول اسم النبي تقول بأن اسمه هو ” قثم بن عبد اللات ” وأنه قام بتبديل اسمه لمحمد ابن عبد الله بعد الإسلام واستدلوا بذلك على أنه لا يوجد اسم لعبد الله الا بعد الاسلام فكيف يكون اسم والد نبي الاسلام نفسه عبد الله ! ) .
ثالثا – مصادر أخرى تبين أن لرسول الأسلام كانت له أسماء اخرى ، ومنها ” بن أبي كبشة “، فقد جاء في موقع / المكتبة الشيعية ، التالي ( قصة أبى كبشة ، كانت قريش تنسب النبي إلى أبى كبشة فيقولون ” قال ابن أبي كبشة ” و ” فعل ابن أبي كبشة “. فكان ” وهب ” بن عبد مناف بن زهرة ، أبو آمنة – أم محمد ، يكنى أبا كبشة ) . وعند العرب عندما ينسبون أمر الفتى الى جده من أمه به أهانة ، ففي موقع / الداعية المصري أسحق الحويني ، يؤكد ذلك (( وفي حديث رواه ابن حبان والبزار بسندٍ حسن : ( أن عبد الله بن أبي ابن سلول مر على النبي فرآه في أجمة ، فقال : لقد غبَّر علينا ابن أبي كبشة ) غبَّر علينا ، أي: أخذ مننا السلطان فبلغت هذه الكلمة الرسول ، فذهب عبد الله بن عبد الله بن أبي إلى النبي فقال : ( والذي بعثك بالحق ، لو أمرتني لآتينك برأسه ، قال له : لا ، برَّ أباك ، وأحسن صحبته ) . قال : ( لقد أمر أمر ابن أبي كبشة ) أبو كبشة هو الجد الأعلى لأم الرسول ، لماذا لم يقل : لقد أمِر أمر ابن عبد المطلب ؟! فلماذا نسبه إلى جد غامض غير معروف ؟ تحقيراً له ؛ لأن العرب كانت إذا حقرت إنساناً نسبته إلى جدٍ غامض غير معروف في الناس . )) .
رابعا – سأعرض في هذا الجزء من البحث ، تساؤلات حول وجود شخصية محمد ، فهل هذه الشخصية هي ذاتها التي نعرفها كما يصورها الموروث الأسلامي لنا ، وتساؤلاتي معتمدة على مدونة / الإسلام من القرآن – مدونة خاصة بدراسة الدين الإسلامي من نصوص القرآن فقط بعيدا عن نصوص المذاهب الشركية ، مع أضافات وشروحات وفق ما يقتضيه الأمر : ( تعتبر شخصية محمد بن عبد الله بالنسبة للعديد ممن أنكروا سيرة و تاريخ المذاهب المروي أو جزء منه مجرد شخصية وهمية صنعها التراث الأموي العباسي للتوفيق بين شخص الرسول محمد و صورة سلاطين و حكام اللحظة لكن ماذا لو كانت هنالك بالفعل شخصية تدعى محمد إمتحنت شخصية محمد الحقيقي و لعبت دور رسول ونبي آخر الزمان ؟ ) ، ثم تضيف المدونة في نقطة غاية بالأهمية وهي أنها تؤكد فقدان الأدلة المكتوبة حول شخصية محمد ، حيث تبين ( دعنا أولا نتفق على نقطة بالغة الأهمية فمن الناحية العلمية والتاريخية لا يوجد أي دليل ملموس على عيش محمد في فترة ما بين نهاية القرن السادس و بداية القرن السابع الميلادي في ظل غياب التوثيق التاريخي في نصوص القرآن لتواريخ و أحداث و شخصيات هذه الحقبة الزمنية مما يفتح المجال لعدة إحتمالات و من بينها أن يكون الرسول محمد قد بعث وعاش قرون طويلة قبل ذلك ) ، وهنا تضعنا المدونة أمام مفصل جدا مهم ، وهو عدم توافق ما مدون في الموروث الأسلامي الأموي والعباسي وبين ما طرحته المدونة من أن رسول الأسلام تأريخه يتقاطع مع ما هو معروف في الموروث ، من أن محمد ولد سنة 570 م وتوفى سنة 632 م ، أذن هناك شك بالنسبة لحقبة محمد ! . ولكني لا أعتقد شخصيا أن التقاطع التأريخي يمتد لقرون ! ، الغريب أن المدونة تطرح مفصلا أخرا ، وهو وجود شخصية أخرى أيضا تحمل أسم محمد ، وتقريبا في نفس الحقبة ( بطبيعة الحال تاريخ المذاهب المروي يدعي العكس و يزعم تلقي محمد بن عبد الله لرسالة القرآن في نفس الفترة الزمنية طبعا هناك من يرفض هذا التاريخ المروي وهذه الشخصية لكن ماذا لو كانت هنالك مصادر أخرى غير إسلامية تؤكد وجود شخصية شبيهة تدعى ” محمد ” عاشت تقريبا في نفس الحقبة ؟ بالنسبة لاصحاب المذاهب فقد توفي محمد سنة 632 م لكن هذه المخطوطة تدعي العكس و تؤكد قيادة محمد للجيوش الإسماعيلية التي قامت بغزو بلاد فارس ! ) ، وتبين المدونة أن ” يزدجرد ” توج ملكا في عام 632 م – زمن موت محمد ، وأنتهت الأمبراطورية الفارسية في عهده ، وتؤكد المدونة ( ولكن الرب بعث ضدهم ابناء إسماعيل وكانوا كما الرمال على الشاطئ لا تحصى ، قائدهم كان يدعى ” محمدا” ولا جدران ولا أبواب ولا الدروع ولا المدرعين صمدت أمامهم .. ويزدجرد أرسل ضدهم قوات لا تعد ولا تحصى ولكن العرب تغلبوا عليهم وقتلوا رستم . يزدجرد أغلق على نفسه أبواب المدائن حتى إستطاع الهرب اخيرا ثم إنه ارتحل من بُست و سار الى نيسابور، و سار من نيسابور نحو طوس حيث إنتهت حياته 651 م. ) / أي بعد موت محمد بحوالي 20سنة ! ، في الموروث الأسلامي نسب ما قام به محمد الى عمر بن الخطاب ، وهذه أشكالية تأريخية جديرة بالبحث ! .. وفي مخطوطة القس توماس في أوائل 640 م ، تسرد المدونة التالي : ( في يوم الجمعه كان هناك معركه بين البيزنطيين و” تايايايي محمد ” في فلسطين على بعد 12 ميل من غزه . فر الرومان وتركوا ورائهم ” بريردن ألأرستقراطي ” الذي قتله العرب وقتل 4000 قروي من المسيحين واليهود والسامريين . لقد دمر العرب المنطقه بالكامل . مرة أخرى يأتي ذكر” إسم محمد و ليس عمر بن الخطاب ” – في سنة 640 ميلادية بعد ثمانية سنوات من وفاته / أي محمد ، المزعومة شيء محير بالفعل ! ) .
اللغز : 1 . أن الأجزاء الثلاث الأولى من البحث ، كانت لكل حقبة من سيرة محمد قراءتها الخاصة بها ، وذلك وفق أحداث ووقائع المرحلة وبما يتناسب والتطور الخاص لشخصية محمد ، فلا أرى من حاجة لأي أضافة ، لأجله أقتضى التنويه . 2 . في الجزء الأخير من البحث / الرابع – الذي نحن بصدده ، وضعنا هذا الجزء أمام مفاصل متقاطعة وخلافية ومختلفة في الوقت نفسه ، منها :
أولا – أنه من المؤكد أن الشخصية المحمدية تغيرت وفق تعدد الأسماء / قثم أو أبن أبي كبشة أو محمد ! ، وذلك لأن كل أسم يترك أثرا لحامله ، حيث جاء في موقع https://iraq1.1forum ( إن علم الاسم ينعكس على حامله بمجمله وخصوصاً بأبعاده اللغوية والصفات الوضعية والمعنى في تفسيراته وهوحالة قدرية وليس هومشيئة ذاتية وهو إيحاء سماوي لمن يقع عليه الاسم مخصوصاً به قبل التكوين الفيزيولوجي وهوأبعد من حدود الزمان والمكان .. ) ، وهذا واضح من السلوك الشخصي لمحمد قبل الدعوة ، فمرحلة زواجه من خديجة بنت خويلد ومن ثم حقبة بعد وفاة خديجة وأشتداد قوة الدعوة وزيادة عدد أتباعه ، وتعدد زيجاته ، ومراحل غزو القبائل والقوافل ، وبذات الأثر مدلول القرآن المكي ومن ثم القرآن المدني ، أن تغيير أسم الرسول الى محمد من المؤكد ترك له أثرا قويا ، خاصة عندما كان ينادى”أبن أبي كبشة “وما به من أهانة !.
ثانيا – اللغز الأكبر هو أختلاف محمد المذكور في الموروث الأسلامي عن محمد المذكور في القراءأت غير الأسلامية ، من الناحية الزمانية والمكانية ! ، وهذا يدخلنا في دهاليز وطلاسم الشخصية المحمدية ، وهذا الأمر يجرنا الى مفصل أخر ، وهو في الأقسام الثلاثة الأولى من البحث هل تكلمنا عن محمد 570 – 632 م المذكور في الموروث الأسلامي ، أم كنا نتكلم عن شخصية أخرى حيث أن محمد في المصادر الأخرى شارك بحروب بعد سنة 640 م ! أي بعد وفاته بسنين ! .
ثالثا – حقا محمد الشخصية اللغز ، فكيف لرجل يميل لزوجة في الأربعينيات / خديجة بنت خويلد – متزوجة قبله مرتين من أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي ، ومن عتيق بن عائذ المخزومي ، ثم يتزوج من عائشة الطفلة ذات الست سنوات / ووطأها في التاسعة . فالذي يميل لتلك لا يميل لهذه ! . وكيف لرجل يقول عنه النص القرآني ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / 107 سورة الانبياء ” ، ثم يقول لمخالفيه ” لقد جئتكم بالذبح ” ، فكيف تتحول الرحمة الى هذا التوحش ! . وكيف لرجل أمي ( وهو في غار حراء ، قال له الوحي جبريل : اقرأ ، وقال له النبي : ما أنا بقارئ ) ، ومن جانب أخر ، قال لأصحابه قبل وفاته أريد أن أكتب لكم وصية ( فرواه في كتاب العلم ، باب كتابة العلم ، بسنده عن عبيدالله بن عبدالله [أي ابن عتبة بن مسعود] عن ابن عباس قال : لما اشتدَّ بالنبي وجَعُه قال : ائتوني بكتاب أكتبْ لكم كتابًا لا تضلوا بعده ) ، فهل كان محمد يقرأ ويكتب ، أم كان أميا وهو التاجر والقائد والرسول ! . كل هذه أدلة على أن شخصية الرسول كانت تتغير وفق المراحل ، وبما تقتضيه الظروف الزمانية والمكانية ووفق المصالح ! .
رابعا – أني أرى أن سيرة شخصية محمد لا زالت هي اللغز الأكبر ، والتي عجز الفقهاء من تقويم سيرته ، لأن الماضي لا يمكن أن يصحح ، وذلك لأن الماضي قد قضى . أن سيرة محمد المتوفى 11 هج ، رويت عن طريق أبن هشام المتوفي سنة 218 هج – المؤسسة على سيرة أبن أسحق المتوفى سنة 80هج ، وهي سيرة مفقودة وثائقيا ! . مما سبق نبين : أنه حتى ولو فرضنا جدلا أن رسول الأسلام هو ذاته وفق الموروث الأموي العباسي ، ولكن السؤال كيف نقلت الوقائع والأحداث لكاتب السيرة الذي يفصله حوالي قرنين من الزمان عن صاحب السيرة / أي محمد ! … والتساؤل الأخير : كيف الأمر لو كان كل ما كتب هو عن ” محمد آخر ” !! .

أحدث المقالات